كشف مصدر في مكتب الرئاسة الإيراني، عن اقتراح جديد قدمه وسطاء لإجراء لقاء مباشر بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، موضحاً أن الاقتراح يشمل عقد قمة لأعضاء مجلس الأمن لبحث خلافات واشنطن وطهران برئاسة الأول وحضور الثاني.وأكد المصدر أن روحاني تقبل الموضوع بإيجابية، لكنه أكد أن الموضوع يحتاج إلى تنسيق مع بقية الجهات المعنية في إيران، وعليه فإن جوابه سيأتي قريباً بشرط عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي ووقف تهديداتها، مبيناً أنه نقل هذه الرسالة مساء الثلاثاء الماضي إلى المرشد الأعلى علي خامنئي وينتظر جوابه.وبحسب المصدر، فإن هذه الجلسة يمكن أن تكسر قفل اللقاء المحظور بين الرئيسين، ومن الممكن إذا أراد الجانبان أن يكون قسم من هذه الجلسة خلف أبواب مغلقة عموماً أو أن يجري روحاني وترامب لقاءً مباشراً بينهما على هامش الجلسة، يفك العقدة الموجودة في العلاقات. وأشار المصدر إلى أن الوسيط أكد اقتناع الأمريكيين بأن باقي أعضاء مجموعة «5+1» يؤيدون هكذا لقاء، وأنهم مستعدون لتوصيفه على أنه لقاء قمة بين زعماء الدول الست مع إيران.ولاحقاً، أعلن روحاني أن واشنطن ترسل دائماً ممثليها لبدء محادثات مع طهران، وذلك رغم تصريحاتها المستمرة المعادية لإيران. ونقل الموقع الرسمي للرئيس الإيراني عن تصريح أدلى به أثناء خطابه أمام مسؤولي الدولة في إيران، قول روحاني: «من جهة تنظم إدارة البيت الأبيض مؤامرات ضد الشعب الإيراني، ومن جهة ثانية ترسل دائماً ممثليها لإجراء محادثات معنا».ولم يستبعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق، احتمال لقاء نظيره الإيراني حسن روحاني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستجري في نيويورك في النصف الثاني من سبتمبر الجاري. وأكد أنه سيكون «متاحاً دائماً (للحديث مع إيران)».وأعرب روحاني عن اعتقاده بأن بلاده في حالة حرب فعلية مع الولايات المتحدة. وزعم أن طريقة شن الحروب قد تغيرت، فالحرب لم تعد بالدبابات والقنابل لكنها تحولت إلى «حرب اقتصادية ونفسية ودعائية... وتحديداً هذه هي الحرب التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها علينا في الوقت الراهن».وطالب روحاني جميع الكتل السياسية في إيران بالتماسك في «ساحة القتال» لكي يظهروا للأمريكيين أن الشعب الإيراني لن يستسلم وأنه على استعداد لدفع ثمن استقلاله. يذكر أن الخروج أحادي الجانب للولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015 وإعادة تطبيق العقوبات الأمريكية المعلقة، أدى إلى حدوث أزمة اقتصادية حادة في إيران، وقد فقدت العملة الإيرانية نحو 60% من قيمتها، كما أن التضخم يصل إلى أبعاد جديدة كل يوم.ويواجه روحاني وحكومته انتقادات من أطراف مختلفة تتهمه بالمسؤولية عن الأزمة، فيما يرفض الرئيس هذه الانتقادات ويقول إن المسؤول عن ذلك هي سياسة ترامب المناوئة لإيران. واستبعد روحاني إمكانية حل المشاكل، طالما استمر مثل هذا الضغط الاقتصادي على الإيرانيين. واستدعى الرئيس الإيراني ذكريات الحرب الدامية بين إيران والعراق. وقال «مررنا بأيام جيدة وأيام صعبة في الحرب»، وتابع «لكن أمتنا لم تتراجع أبداً. والآن، أيضاً أمتنا لن تنحني أمام ضغط مجموعة جديدة في البيت الأبيض».وقال: «إنهم يمارسون الضغوط على الشعب الإيراني من جهة، ويرسلون رسائل بالطرق المختلفة لإجراء محادثات لحل المسألة من جهة أخرى». ودعا روحاني إلى رصّ الصفوف بعد أسابيع من الضغوط من الإصلاحيين والمحافظين بشأن طريقة تعاطيه مع الأزمة الاقتصادية. وقال «لا يمكننا محاربة أمريكا واليسار واليمين في الوقت نفسه. لا يمكن أن نحارب على ثلاث جبهات». وأقرّ روحاني أيضاً بالضغوط الاقتصادية المتصاعدة.(وكالات)
مشاركة :