أبوظبي: عدنان نجم وآية الديب رأى رؤساء شركات عقارية في أبوظبي، أن أسعار إيجارات الوحدات العقارية في أبوظبي شهدت المزيد من الانخفاض في النصف الأول ولكن بنسب أقل من السابق تراوحت بين 5 و10% مقارنة بالعام الماضي، وتوقعوا أن تستقر أسعار الإيجارات السكنية حتى نهاية العام الجاري، قبل أن تعاود الارتفاع التدريجي مطلع العام المقبل. وأرجع الخبراء استمرار انخفاض الإيجارات إلى زيادة الوحدات المعروضة، بما عزز من المنافسة بين الملاك لاستقطاب المستأجرين، مشيرين إلى أن الملاك يقدّمون خدمات وعروض جاذبة بديلاً عن خفض الأسعار، مثل توفير الإنترنت مجاناً، أو نقل الأثاث مجاناً، مع تراجع عروض تأجير الوحدات لمدة شهر أو شهرين مجاناً. وساعدت موجة التصحيح الإيجاري للوحدات السكنية في أبوظبي على تنشيط حركة السوق وانتقال المستأجرين إلى وحدات سكنية جديدة أو قديمة وبأسعار أقل وبمساحات أوسع.وقالت فايزة الزرعوني، مدير عام «ايفنت دايمنشنس للاستشارات العقارية»: «تسبب وفرة المعروض من الوحدات السكنية في سوق أبوظبي زيادة الضغط على قيمة الإيجارات، وقد شهدنا نوعاً من المضاربة بين ملاك الوحدات السكنية في محاولة منهم إلى جذب المستأجرين وتحقيق إشغال كامل في أبراجهم السكنية خاصة مع دخول مزيد من الوحدات إلى السوق، وتأجير الوحدات السكنية الجديدة بنفس قيمة الوحدات القائمة في الوقت الراهن، من حيث المساحة وعدد الغرف».وأضافت: «لقد شهدنا حركة نشطة على استئجار الوحدات السكنية في أبوظبي خلال الأسابيع القليلة الماضية خاصة عقب عودة العديد من الأسر المقيمة من إجازاتها والبحث عن عقارات بقيمة إيجارية أقل لتوفير التكاليف، خاصة مع توفر عقارات جديدة أو قائمة بقيم إيجارية متساوية توفر خدمات أكثر للمستأجرين الذين يبحثون عن خيارات وخدمات تتمثل في توفر مواقف السيارات ووجود أندية صحية ومرافق ترفيهية في الأبراج والمباني التي يرغبون في الإقامة بها».ولفتت الزرعوني إلى أن مناطق مثل جزيرة أبوظبي وجزيرة الريم تعتبران الأكثر طلبا من حيث إيجار الوحدات السكنية، بينما تشهد مدينتي خليفة ومحمد بن زايد طلبا أكبر على استئجار الفلل.وبحسب تقرير ل«استيكو» تراجعت إيجارات الشقق والفلل في أبوظبي خلال الربع الثاني بنسبة 2 و4% على التوالي، فيما سجلت انخفاضاً سنوياً بنسبة 10 و9%. وتراوح الانخفاض في إيجارات الاستوديوهات والشقق التي تضم ثلاث غرف نوم من 1% إلى 5% خلال الربع الثاني، ومن 5% إلى 18%.وأشار التقرير إلى الانتهاء من نحو 1000 وحدة سكنية في الربع الثاني من عام 2018 مع تركز معظم المعروض في جزيرة الريم، وبحلول نهاية عام 2018 من المقرر تسليم 5800 وحدة سكنية إضافية في مناطق مختلفة مثل جزيرة الريم وجزيرة ياس وجزيرة السعديات وشاطئ الراحة ومشروع الروضة بشكل رئيسي ومناطق أخرى.وقال الدكتور مبارك حمد مرزوق العامري، رئيس لجنة العقارات في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي: زاد المعروض من الوحدات العقارية السكنية والتجارية، وقل الطلب، بما عزز من المنافسة بين الملاك لاستقطاب المستأجرين والراغبين في الشراء، ونتج عن هذه المنافسة انخفاض في الأسعار بنسبة تصل إلى 10% مقارنة بالعام الماضي، وصب هذا الانخفاض في مصلحة المستأجرين، الذين كانت تتردد شكواهم حول ارتفاع أسعار الوحدات العقارية. وتوقع استمرار هبوط أسعار العقارات السكنية والتجارية حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري، بنسبة 15 %، لافتاً إلى أن الأسعار ستستقر فيما بعد ذلك حتى نهاية العام الجاري، ثم سترتفع بقدوم العام المقبل، حيث تطرح الحكومة مشروعات جديدة ستؤدي إلى زيادة الطلب في السوق، على الوحدات العقارية بمختلف أنواعها.واعتبرت مروة حسن مدير شركة «أيه اس ميديل ايست» العقارية، أن انخفاض أسعار العقارات في أبوظبي حالياً، تصحيحاً للوضع الذي كان يعانيه الكثيرون، خلال الأعوام الماضية، حيث كان يبالغ الكثير من الملاك في أسعار وحداتهم العقارية السكنية والتجارية، مشيرة إلى أن انخفاض الأسعار وصل إلى نسبة 10%، مقارنة بالعام الماضي. وقالت أن الملاك يقدمون خدمات لاستقطاب المستأجرين والراغبين في الشراء. وأشار المهندس عبدالرحمن محمود العفيفي الرئيس التنفيذي لشركة تمكن العقارية، إلى أن إيجارات الاستوديوهات السكنية تتراوح بين 40 ألفاً إلى 45 ألف درهم، (55 ألفاً إلى 58 ألف درهم العام الماضي)، أسعار غرفة وصالة 60 ألفاً (كانت 70 ألف درهم)، غرفتان وصالة ب 70 ألف درهم (من 85 ألف درهم)، وثلاث غرف 90 ألف درهم، (كانت تصل ل100 ألف درهم)، وأربع غرف 100 ألف (كانت 125 ألف درهم). ورأى رضا مسلم المدير الشريك لشركة تروث للاستشارات الاقتصادية والإدارية، أن أماكن البيع والشراء للوحدات العقارية في أبوظبي محددة مقارنة بالإمارات الأخرى، لذا يصب انخفاض الأسعار في تنشيط القطاع العقاري في الإمارة، لافتاً إلى تطوير ملاك الوحدات العقارية للخدمات التي يقومون بتقديمها، مثل توفير أماكن لصف السيارات، وتغيير المصاعد، وتطوير مداخل المباني، وإنجاز كافة أعمال الصيانة اللازمة للوحدات العقارية. وأشار إلى أن انخفاض أسعار الوحدات التجارية يشجع الكثير من أفراد المجتمع على افتتاح مشروعاتهم المختلفة، التي كان يقف ارتفاع أسعار القيم الإيجارية عائقاً أمامهم، مشيراً إلى أن انخفاض أسعار الوحدات العقارية امتد ليشمل الوحدات بمختلف أنوعها. وقال سالم الشامسي، مستثمر عقاري، إن منطقة الزاهية (النادي السياحي) سابقاً، شهدت انخفاضاً ملحوظاً في إيجارات الشقق بجميع فئاتها. 7000 وحدة جديدة هذا العام عزا خبراء وعاملون في السوق العقاري استمرار مسار التصحيح - وإن بوتيرة أقل من السابق - إلى دخول ما يقارب 7000 وحدة سكنية جديدة إلى السوق العقاري في أبوظبي هذا العام، خاصة داخل جزيرة أبوظبي التي شهدت الإيجارات فيها تصحيحا سعريا بنسب محدودة، إلى جانب جزيرة الريم التي سجلت تراجعا في القيمة الإيجارية بين 10 و15% في النصف الأول، فيما اقتصرت الامتيازات المقدّمة للمستأجرين على سهولة الدفع أو الشهر المجاني في حال دفع كامل المبلغ مرة واحدة أو اثنتين. استقرار في عدد من المناطق استقرت الأسعار في مناطق عدة للشقق المؤلفة من غرفة نوم كمنطقة مدينة محمد بن زايد، الخالدية والمرور، وللشقق المؤلفة من غرفتي نوم في شارعي المطار وحمدان.بينما شهدت منطقة الخالدية انخفاضاً ملحوظاً في معدل الإيجار للشقق المؤلفة من غرفتي نوم بنسبة 9.5%، تلتها جزيرة الريم لخيارات شقق الاستوديو بنسبة 8.7%.بالنسبة لأسعار إيجارات الفلل في العاصمة أبوظبي، شهدت منطقة الكرامة ارتفاعاً ملحوظاً في معدل إيجارات الفلل المؤلفة من 5 غرف نوم بنسبة 10.5% ومنطقة المشرف للفلل المؤلفة من 3 غرف نوم بنسبة 5.5%. فيما استقرت أسعار إيجارات الفلل المؤلفة من 3 غرف نوم في منطقتي مدينة محمد بن زايد والريف، والفلل المؤلفة من 4 غرف نوم في منطقة مدينة خليفة «ب».
مشاركة :