طموحات متباينة بين دل بوترو وديوكوفيتش في نهائي فلاشينغ ميدوز

  • 9/9/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

نيويورك – أدت الإصابة في الركبة التي تعرض لها حامل اللقب والمصنف أول الإسباني رافايل نادال، إلى بلوغ منافسه الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو نهائي بطولة الولايات المتحدة المفتوحة في كرة المضرب، ليلاقي الصربي نوفاك ديوكوفيتش في أول نهائي بطولة “غراند سلام” يجمعهما. وفي الدور نصف النهائي لآخر البطولات الكبرى لهذا الموسم، انسحب نادال ضد منافسه المصنف ثالثا بعدما كان متأخرا بمجموعتين دون مقابل، ما سمح للأخير المتوج في فلاشينغ ميدوز (بطولة أميركا المفتوحة للتنس) عام 2009، ببلوغ النهائي. وفي المقابل، بلغ ديوكوفيتش المصنف سادسا، وبطل فلاشينغ ميدوز مرتين (2011 و2015)، نهائي البطولة للمرة الثامنة، بفوزه على الياباني كي نيشيكوري المصنف 21 بثلاث مجموعات نظيفة. وواصل الصربي المصنف أول سابقا بذلك مسيرة العودة التدريجية الناجحة من غيابه لأشهر عن الملاعب بسبب إصابة وجراحة طفيفة في المرفق. ويميل سجل المواجهات المباشرة بشكل كبير لصالح الصربي (31 عاما) في مواجهة الأرجنتيني (29 عاما)، مع 14 فوزا في 18 مباراة. وقال دل بوترو “لم نلتق أبدا في نهائي غراند سلام، لديّ احترام هائل لديوكوفيتش كشخص وكلاعب، عانى كثيرا جراء الإصابات في السابق، إلاّ أنه لاعب كبير في المباريات”. وكال ديوكوفيتش الذي سيخوض نهائي بطولة كبرى للمرة الـ23 في مسيرته، المديح للأرجنتيني فارع الطول (1.98 م)، واصفا إياه بـ”العملاق اللطيف، لكن في الوقت نفسه يتمتع بالقيم الحقيقية في الحياة.. يهتم كثيرا بعائلته، بأصدقائه ويحترم الجميع”. وأضاف “يقاتل في كل مباراة من النقطة الأولى إلى الأخيرة، أعتقد أن الناس يشعرون بذلك ويقدرون ما يقدّمه لكرة المضرب، يتعامل مع الجميع بالطريقة التي يرغب في أن يعامل بها.. أعتقد أن الناس يحبونه لهذا السبب”. وبعد مسيرة في نيويورك بدا فيها من أبرز المرشحين للاحتفاظ باللقب ورفع كأس فلاشينغ ميدوز للمرة الرابعة في مسيرته، انحنى نادال (32 عاما) في المحطة قبل الأخيرة، بعدما حالت الآلام وإصابة في ركبته اليمنى، دون إكماله المباراة ضد دل بوترو الذي كان متقدما 7-6 (7-3) و6-2. وهو الفوز السادس لدل بوترو على نادال في 17 مباراة، والأول هذه السنة بعد خسارتين في ربع نهائي ويمبلدون ونصف نهائي رولان غاروس. وخاض الإسباني المتوج بـ17 لقبا كبيرا، سلسلة مباريات ماراثونية على الأرضية الصلبة للبطولة الأميركية، أبرزها فوز في خمس مجموعات في لقاء من نحو خمس ساعات، ضد النمساوي دومينيك تييم التاسع في ربع النهائي، وفي ظل الطقس الحار والرطوبة العالية اللذين طبعا الغالبية العظمى من مباريات فلاشينغ ميدوز هذه السنة وأثرا بشكل كبير على أداء اللاعبين، بدا أن نادال أُنهك عند المحطة ما قبل الأخيرة. سجل المواجهات المباشرة بين ديوكوفيتش ودل بوترو يميل بشكل كبير لصالح الصربي مع 14 فوزا في 18 مباراة، مقابل أربعة انتصارات فقط للأرجنتيني وقال الإسباني “أكره الانسحاب”، على الرغم من أنه أبدى اعتقاده بأن الإصابة الجديدة التي أحس بها لن تؤدي إلى غيابه عن الملاعب لفترة طويلة. وهي المرة الثانية هذه السنة التي يضطر فيها نادال إلى الانسحاب من بطولة غراند سلام، بعد مباراته ضد الكرواتي مارين سيليتش في ربع نهائي أستراليا المفتوحة في يناير الماضي. وخلال مباراته ضد دل بوترو، احتاج نادال إلى وضع رباط في منطقة أسفل الركبة اليمنى، قبل أن ينسحب بالكامل. وقال دل بوترو “بالطبع هذه ليست الطريقة المثلى للفوز بمباراة، أحب أن ألعب ضد رافا، لأنه أكبر مقاتل في هذه الرياضة، ولا أحب أن أراه يعاني من الألم والإصابات”، وأضاف “أنا حزين بسبب انسحاب نادال، لكن سعيد لتقديم أفضل ما لديّ”. وبدأ نادال يعاني مع ركبته اليمنى منذ الشوط الرابع في المجموعة الأولى، واضطر إلى وضع رباط بعد الشوط السابع، قبل أن يعود بقوة إلى الملعب، وينقذ فرصتين لدل بوترو لحسم المجموعة على إرساله في الشوط العاشر. وحسم الأرجنتيني بعد ذلك الشوط الفاصل، وأنهى المجموعة في 69 دقيقة. وبعد ثلاثة أشواط في الثانية، طلب نادال مجددا وقتا مستقطعا طبيا، وتراجع أداء الإسباني في هذه المجموعة، وكسر دل بوترو إرساله مرتين وتقدّم 5-2، قبل أن ينسحب الإسباني بالكامل بعد نهاية المجموعة 6-2. وأكد دل بوترو أن العودة إلى المباراة النهائية مجددا “تعني لي الكثير.. لم أتوقع أن أبلغ نهائي غراند سلام للمرة الثانية في بطولتي المفضلة، أفضل ذكرياتي تعود إلى هذا الملعب ‘آرثر آش’ في 2009 عندما تغلبت على نادال في نصف النهائي وعلى روجيه فيدرر في النهائي”. وعلى الرغم من أن تتويجه في 2009 رشحه ليكون أحد أفضل لاعبي كرة المضرب في الأعوام التالية، تراجع دل بوترو بشكل كبير لا سيما بسبب الإصابات التي لاحقته، وخصوصا في الرسغين الأيمن والأيسر، قبل أن يعود إلى المنافسة والمراكز المتقدمة، ويحرز هذه السنة أول ألقابه في دورات الماسترز للألف نقطة ببطولة إنديان ويلز. وسيكون الأرجنتيني على موعد الأحد، مع “عائد” آخر من الإصابات هو ديوكوفيتش الفائز على الياباني نيشيكوري التاسع عشر بسهولة 6-3، 6-4 و6-2. وبلغ حامل اللقب عامي 2011 و2015، النهائي الثاني تواليا له في بطولات الغراند سلام، بعد فوزه بويمبلدون الإنكليزية في يوليو الماضي. ولم يواجه ديوكوفيتش صعوبة في تحقيق فوزه الخامس عشر في 17 مباراة ضد نيشيكوري، ويصبح على بعد لقب واحد كبير من معادلة رقم الأميركي بيت سامبراس المتوج بـ14 لقبا في الغراند سلام. وتمكن ديوكوفيتش من كسر إرسال نيشيكوري أربع مرات خلال نصف النهائي، علما أن الياباني ارتكب 51 خطأ غير مباشر في المباراة. وفشل نيشيكوري في تكرار إنجاز مواطنته ناومي أوساكا التي أصبحت أول لاعبة من بلادها تبلغ نهائي البطولة الأميركية، علما أن اللاعب المصنف 19 عالميا حاليا، خسر نهائي 2014 أمام الكرواتي سيليتش. وقال نيشيكوري “حاولت تقديم 100 بالمئة، إلاّ أن ديوكوفيتش كان يلعب بشكل قوي.. ربما لو لم يكن نوفاك منافسي لكنت حظيت بفرصة”.

مشاركة :