علي جمعة يوضح الطريقة الشرعية في إثبات صفات الله

  • 9/10/2018
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الطريق في إثبات صفات الله تعالى هو توقيف الشارع، ومعناه: ورود هذه الصفة في كتاب الله تعالى أو سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو نعلمه حكمًا كالصفة الثابتة بالإجماع كالوجود، وكل اسم لله تعالى يصح أن نثبت ما يشتق منه من صفات له سبحانه. وأوضح «جمعة» عبر صفحته على «فيسبوك»: فعندما نقرأ قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» نثبت له صفة القدرة، وقوله تعالى: «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» نثبت له صفة العلم والإحاطة، وقوله تعالى: «هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ» نثبت له صفة القدم، وصفة البقاء. وأضاف: وعندما نسمع ما روي عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ، فَجَعَلْنَا لا نَصْعَدُ شَرَفًا، وَلا نَعْلُو شَرَفًا، وَلا نَهْبِطُ فِي وَادٍ إِلا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا بِالتَّكْبِيرِ، قَالَ: فَدَنَا مِنَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا، إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا، إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ، مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ»، موضحًا: تبارك اسمه وتعالى جده نثبت له صفة السمع، وصفة البصر، وهو المقرر في قوله تعالى: «وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».وتابع: وفيما رواه الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ رَكِبَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا غُلَامُ إِنِّي مُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، وَإِذَا سَأَلْتَ فاَسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ، وَجَفَّتْ الصُّحُفُ»، موضحًا: فنجد أن الله وحده هو المتفرد بالخلق والرزق والعطاء، والمنع ودفع الضر وجلب النفع، وهو وحده الذي يجب أن يفرد بالعبادة التي هي غاية الخضوع والذل مع الفقر والحاجة لذي العزة والجبروت.وواصل: وفي قوله تعالى: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» يعتقد المسلم نفي الكثرة والعدد، وقوله تعالى: «اللَّهُ الصَّمَدُ» يجد فيه أنه الذي لا يحتاج إلى شيء, ويحتاج إليه كل شيء، وقوله: «لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ» فيه نفي القلة والنقص وقوله: «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ» يجد فيه نفي الشبيه والنظير.وأكد المفتي السابق، أنه اتفق المسلمون كلهم على تنزيه الله تعالى، وعلى التمسك بمحكم النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وفهم بعض المتشابهات التي يوهم ظاهرها إثبات ما ينافي كمال الله وألوهيته في ضوء ما قطعت به النصوص المحكمة من التنزيه.واختتم أنه من أغراض الوقوف على صفات الله تعالى كذلك التعلق بها لإظهار العبودية والافتقار، والتخلق بما يصلح أن يتحلى به الإنسان، والتحقق بمعناها في التعامل مع الكون بما يظهر شيئا من رحمة الله الرحمن الرحيم.

مشاركة :