قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن الطريق في إثبات صفات الله تعالى هو توقيف الشارع, ومعناه: ورود هذه الصفة في كتاب الله تعالى أو سنة رسول الله ﷺ, أو نعلمه حكما كالصفة الثابتة بالإجماع كالوجود, وكل اسم لله تعالى يصح أن نثبت ما يشتق منه من صفات له سبحانه. كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) نثبت له صفة القدرة، وقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) نثبت له صفة العلم والإحاطة, وقوله تعالى: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) نثبت له صفة القدم, وصفة البقاء. وعندما نسمع ما رواه البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه, قال: كنا مع رسول الله ﷺ, فكنا إذا أشرفنا على واد, هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا, فقال النبي ﷺ: «يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم, فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا, إنه معكم إنه سميع قريب», تبارك اسمه وتعالى جده نثبت له صفة السمع, وصفة البصر, وهو المقرر في قوله تعالى: (وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).وقد اتفق المسلمون كلهم على تنزيه الله تعالى, وعلى التمسك بمحكم النصوص القرآنية والأحاديث النبوية, وفهم بعض المتشابهات التي يوهم ظاهرها إثبات ما ينافي كمال الله وألوهيته في ضوء ما قطعت به النصوص المحكمة من التنزيه.ومن أغراض الوقوف على صفات الله تعالي كذلك التعلق بها لإظهار العبودية والافتقار, والتخلق بما يصلح أن يتحلى به الإنسان, والتحقق بمعناها في التعامل مع الكون بما يظهر شيئا من رحمة الله الرحمن الرحيم.
مشاركة :