نديم قطيش شيعي لبناني كتب تغريدة تحت هاشتاغ # البصرة _ تنتفض يقول فيها «إن شيعة إيران وشيعة العراق أدركوا النتائج المرعبة لحكم آيات الله.. عسى يدركها شيعة لبنان».على فكرة شيعة العراق لم يدركوا هذه الحقيقة قبل خمس عشرة سنة، بل أدركها قبلهم شيعة الأحواز، لكنهم كذبوهم، ولم يصدقوا الأحوازيين حين أكدوا لهم أن إمامهم ووليهم ومرجعيتهم التي يظنون أنها معصومة ستظلمهم ستتركهم يتألمون ويعانون.شيعة الأحواز هم العرب الأوائل الذين ذاقوا مرارة الحال تحت حكم آيات الله الإيرانيين منذ أن احتلتها إيران، أدركوا قبل أي شيعي عربي أن حكم الإيرانيين وآيات الله تحديداً حكم مرعب، حكم يودي بهم للهاوية، حكم بشري بصبغة ربانية، شيعة العراق كانوا يعتبرون شكوى الشيعة الأحوازية شكوى من «ناكر للجميل» أو أنها شكوى مدفوعة من قبل «الوهابيين» كما يروج لهم ملاليهم، إلى أن وقعت العراق تحت النفوذ الإيراني، وتولى حكمها حزب الدعوة لخمسة عشر عاماً، هنا أدرك شيعة العراق صدق الشكوى الأحوازية.بعد خمسة عشر عاماً ضاق شيعة العراق بحكم الملالي من إيران التي هي المتنفذ الأول والأخير في العراق، فآيات الله في طهران هم من يعينون رئاسة وزراء العراق ومن يشكل حكوماتها ومن يشكل جيشها وحشدها، وها هي العراق تنحدر على جميع الأصعدة، تعليماً وصحةً وبيئةً وإسكاناً وضماناتٍ اجتماعية وحريةً وأمناً، ها هي العراق أكثر الدول فساداً وتلوثاً وأوبئة، وها هي إيران تقتل وتسمّم العراقين، ها هي من أطلق كلاب داعش في الموصل على العراقيين وهي من سلبهم مواردهم وباعها عليهم.الآن أدرك شيعة العراق أن عراقاً ضعيفاً مدمراً هو هدف إيراني بامتياز، ولا يعني لأي من الملالي أي عراقي، شيعياً كان أو سنياً أو كردياً، الآن أدرك العراقيون كم كانوا على خطأ في ظنهم بأن من يدعون العصمة ويدعون التدين لم يكونوا سوى حفنة لصوص نهبوهم وأفقروهم واستكثروا عليهم الماء النظيف.يتمنى نديم قطيش على شيعة لبنان أن يفيقوا من غفوتهم وأن يستوعبوا الحقيقة كما استوعبها العراقيون الشيعة، بأن إيران لم ولن تفيدهم أو تخدمهم أو تحسّن من وضعهم، إيران خلقت طبقة من الزعامات البلطجية في لبنان يزرعون الحشيش ويتاجرون به وبالدعارة من أجل تمويل عملياتهم في بلد آخر غير لبنان بحجة حماية المراقد، يأخذون خيرة شباب لبنان ويرمون بهم في أحضان الموت خدمة للطريق البري الإيراني الممتد من طهران للبحر الأبيض المتوسط، هذا ما تفعله إيران بالشيعة اللبنانيين.وهذا ما فعلته بشيعة اليمن من الحوثيين الذين عزلتهم خليجياً وأصبحوا شوكة في ظهر أهل الخليج وكشفوا لأهل الخليج جانباً لم يكن ليعرفه أهل الإمارات أو حتى أهل اليمن عن التبعية العمياء لجماعات خليجية يمنية أو بحرينية أو سعودية لولي فقيه إيراني ألّبهم على وطنهم وتبعوه.فهل لا بد أن تحكمهم إيران مباشرة كما حدث لأهل البصرة كي يدركوا كم كانوا مخدوعين؟هل يجب أن يجرّبوا بأنفسهم أن إيران لن تولّي عليهم سوى اللصوص والمرتزقة والأفّاقين والكذّابين وستنهب ثرواتهم وتترك لهم الذل والمهانة والحسرة؟نتمنى أن يفيق كل الشيعة العرب الذين مازالوا يؤمنون بولاية الفقيه أن تلك النظرية اخترعت كي تجند من خلالها إيران جماعة من العرب وتعزلهم عن أوطانهم وتحوّلهم لخدم لها وعملاء ولا علاقة لتلك العقيدة بالدين.نتمنى أن يدرك اللبنانيون مثلما تمنى نديم قطيش ويدرك بقية العرب لا العراقيون فحسب حقيقة نتائج حكم آيات الله المرعبة ويدركوا أن ما فعلته إيران بهم جريمة وخديعة كبرى.ننتظر أن نرى «إيران برة برة» تخرجها العقول التي مازالت منغلقة على وهم الحلم الفارسي التي تظن بإيران ولياً فقيهاً عادلاً رحوماً بها، نتمنى أن تتفتح البصيرة وتتفتح القلوب وتتفتح العقول.
مشاركة :