سجلت أسواق الأسهم التكنولوجية أسوأ أداء أسبوعي لها منذ مارس/آذار الماضي، وكان من الممكن أن تسجل أداء أسوأ بكثير، مثل أن يفرض ترامب المزيد من التعرفات على الخصم الصيني، لولا بعض الأحداث الهامة التي تحققت مثل التقدم الذي شهدته المحادثات التجارية بين كل من الولايات المتحدة وكندا، حيث أشار محللون إلى أن هذا الأسبوع ربما يشهد استمرار معاناة أسهم التكنولوجيا، ومن المتوقع أن تتصدر معدلات التضخم والحرب التجارية أبرز المؤثرات العامة على مسار الأسواق في «وول ستريت»، كما أن للارتفاع المفاجئ في نمو الأجور أثراً إيجابياً محتملاً على الأسواق.ويمكن أن يعلن الرئيس ترامب في أي وقت عن حزمة جديدة من الرسوم الأمريكية على واردات صينية، بعد أن هدد سابقاً بأنه ربما يصادق على حزمة أخرى من بضائع تبلغ قيمتها 267 مليار دولار أمريكي لبضائع صينية، وأشارت مصادر أخرى إلى أن أ«بل» حذرت الإدارة من مغبة القيام بذلك بسبب أن العديد من القطع التي تستخدمها في صناعة أجهزتها من المؤكد أن تتأثر بذلك، وبالتالي ستتأثر أسهم التكنولوجيا التي تعتبر حاليا اللاعب الأكبر والمحرك لأسواق الأسهم في «وول ستريت».وكانت التداولات خلال يوم الجمعة الماضي أقل حماساً مقارنة بالأسابيع الماضية، ترقباً للإعلان عن معدلات التضخم، خاصة أن متوسط أجر الساعة ارتفع 2.9%، الأمر الذي يشير إلى احتمالية تحقيق العناصر الأخرى معدلات مرتفعة وغير متوقعة. ويرى المستثمرون أن ارتفاع معدلات التضخم سيقود الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة فورا، حيث إن ذلك سيكون أساسا قويا يبني عليه قراره الذي ظل يتحين الفرصة لاتخاذه.وقد عانت أسهم التكنولوجيا خلال تداولات الأسبوع الماضي بسبب العديد من الأحداث، مثل التحقيقات التي تجريها لجان في الكونجرس والشهادات التي قدمها مسؤولون في (تويتر وفيسبوك وجوجل)، وهي اللجان التي تدرس آفاق فرض قوانين ولوائح صارمة على ممارسات تلك الشركات في استخدامها للبيانات وفيما يتعلق بخصوصية المستخدمين، إضافة إلى تقرير «أبل» الذي كان ختاماً لأسوأ أسبوع للتكنولوجيا منذ مارس/آذار الماضي. وقالت «أبل» في رسالة إلى الإدارة الأمريكية إن الرسوم الجديدة المتوقع فرضها على واردات صينية ستؤدي بلا شك إلى زيادة تكلفة الإنتاج على منتجاتها، وبالتالي زيادة أسعارها على المستهلكين الأمريكيين وتباطؤ النمو في الاقتصاد الأمريكي، ورغم ذلك فإن الأسبوع المقبل يمكن أن يكون إيجابيا بالنسبة للشركة التي ستعلن يوم الأربعاء عن هاتف جديد وبعض المنتجات الأخرى.كما حذر العديد من شركات التكنولوجيا ممثلية التجارة الأمريكية من أن الرسوم المتوقع فرضها ستنطوي على عواقب سلبية، ففي تقرير أرسلته شركة «أجيلنت» بعد إغلاق تداولات الجمعة، حذرت الشركة من أن الرسوم المرتقبة ستؤدي إلى الإضرار بالوضع المالي للمؤسسة، إضافة إلى العديد من شركات التكنولوجيا الأمريكية، فضلاً عن أنها ستضر بهيكلية الاتصالات بما فيها تقنيات الجيل الجديد، مثل تكنولوجيا الجيل الخامس وغيرها، فيما قالت «ديل» إن الرسوم التي ستطال أجزاء تصنيع الحواسيب ومفاتيح التحكم ستحدث أضراراً كبيرة بالشركة وموظفيها.
مشاركة :