أعلن علماء أنهم تمكنّوا، ولأول مرة في العالم، من تحديد التسلسل الجيني الكامل للقمح الطريّ، وهو تقدّم علمي قد يكون مفيدا جدا في إبعاد شبح الجوع في العقود المقبلة عن سكان العالم الآخذين في النمو المستمر. وقال كوستايا كانيوكا الباحث في العلوم الجينية في معهد «روثامستد» للأبحاث: «سيؤدي هذا الاكتشاف إلى تسريع جهودنا في تحديد جينات القمح المهمة للزراعة، بما فيها تلك التي تكافح الآفات الزراعية». ويقتات على القمح أكثر من ثلث سكان العالم، وهو مصدر خُمس الوحدات الحرارية لدى الإنسان، لكن زراعته صعبة في المناخ الجاف والحار، ومن المعلوم أن الجفاف والحرّ سيزدادان مع التغيّر المناخي. لذلك يحتاج العالم إلى أنواع من القمح تقاوم الأمراض وتنمو في مناطق أكثر جفافا وحرارة، بحسب الخبراء. وقال الباحث: «تحديد تسلسل الجيني سيكون مفيدا جدا بشكل فوري لمزارعي القمح لتحسين الجودة». وشكل تحديد التسلسل الجيني الكامل للقمح تحديا كبيرا استغرق 13 عاما، لأنه يحتوي على عدد من الجينات يساوي خمسة أضعاف ما يحتويه مجين الإنسان (107 آلاف و891 مقابل 20 ألفا)، بحسب التقرير المنشور في مجلة «ساينس» العلمية. ويقول الخبراء إن إنتاج القمح ينبغي أن يتضاعف بنسبة 1.6% سنويا ليظلّ العرض قادرا على مواكبة الطلب المتزايد مع نموّ سكاني يُتوقع أن يصل معه عدد سكان الأرض إلى تسعة مليارات و600 مليون مع حلول العام 2050.
مشاركة :