مصممات يرصدن علاقة الإنسان ببيئته البصرية

  • 12/29/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اختتم في «غاليري نبض» في عمّان، أمس، معرض «ست مصممات أردنيات» للفنانات نسرين أبو ديل، وتاتيانا رفاعي، وسوزان أبو جابر، وميسون حيمور، وفيونا قسيسيه، ومها قعوار. وهو الخامس ضمن سلسلة معارض التي تقيمها صالة العرض سنوياً. يرصد المعرض الذي افتتحته الأميرة وجدان الهاشمي، العلاقة الجدلية بين حياة الإنسان وبيئته البصرية، وخصوصاً الداخلية، من خلال تصاميم البيوت التي تعجّ بالألوان والخطوط والنقوش والزخارف التي توفر أجواء مريحة، على الصعيدين الجسدي والنفسي. وتكشف صياغة الكتل الرخامية التي أنشأتها المهندسة المعمارية نسرين أبو ديل، الحاصلة على شهادة الهندسة المعمارية عام 1976 من عمّان، جماليات مُجسداتها الخمس التي تلامس مشاعر المتلقي عبر النقوش والتطريزات المستوحاة من الموروث الشعبي الزراعي في منطقة رام الله. اعتمدت أبو ديل في أعمال الحفر، على الرخام الصناعي الأبيض المطعّم ببرادة وخطوط نحاسية دقيقة، ورغم تمايزاته اللونية، أكدت سطوحه البصرية التي تتوسطها وحدات زخرفية تناظر النقوش في فن تطريز الثوب الفلسطيني التقليدي، أن الجذور واحدة لهذه النقوش. وتذهب تاتيانا رفاعي في تصاميمها إلى فضاءات مغايرة، من حيث الحفر على الخشب من جهة، واشتغالها على اللون الأزرق بتدرجاته المتنوعة ما بين القتامة والإضاءة، وعلى مختلف سطوح كتلها، من جهة أخرى، ومن جهة ثالثة في حضور تصميمات الأثاث بجمالياتها التقليدية من طربيزات ومقاعد من الخشب الأبيض، وقطع خشبية أخرى تتوسطها رسوم هندسية على شكل المَعِيْن، ونقوش دائرية يُظهر اصطفافها أوراقَ وردة، وأعمدة رومانية. بينما تتميز رسوم رفاعي التي تحمل خبرة ثلاثين عاماً في حقل التصميم، باشتغال مناظر تجريدية زرقاء على القماش، وبمقاسات ومساحات مختلفة، تجيء كخلفيات لتصميماتها الديكورية. واتّسمت معروضات سوزان أبو جابر التي حصلت على شهادة البكالوريوس في التصميم الداخلي من جامعة مدينة برمنجهام في بريطانيا عام 1983، بالاشتغال الجمالي السريالي، وضمّت ثلاثة هياكل لسمكة معلّق كلّ منها على حائط في مكان العرض، وصُممت كل سمكة بأسلوب وألوان تجعلها تتمايز في ما بينها. أطلقت الفنانة على السمكة الأولى اسم «تي ركس»، وصنعتها من الحديد الخام والجنازير، بينما جاءت عينها «بيلية» عجل، مما أضفى عليها جماليات سريالية مثيرة لا تخلو من رموز غامضة. وحملت السمكة الثانية اسم «مارلين»، وهي مصنوعة من المعدن المطلي الناعم، وذيلها من الخشب الأملس المنتهي بفراشي الدهان، بينما رأسها من الخشب الناعم، وفمها مطليّ بأحمر الشفاه. والسمكة الثالثة هي «اندي»، وصنعتها الفنانة من «النكل»، ولكن الرأس من الخشب، والذيل مجموعة أبواق بلاستيكية ملونة. أما ميسون حيمور، الحاصلة على شهادة في الهندسة المعمارية، فأشرت جماليات كتلها المعروضة من النحاس والخشب والحجر، على علامات بصرية دلالية تهدف إلى إيجاد نوع من الإثارة الحسّية لدى المشاهد، سواء في اصطفاف كتل دائرية محمولة على ثلاثة «ستاندات»، أو تلك الثلاثة المنجمعة في منتصف غرفة العرض، التي تترك في النفس انطباعات وجدانية بفعل التمايز اللوني بين لمعان الأصفر في مادة النحاس، والأبيض في رخام الحجر، والبني الفاتح على سطح الخشب المصنوع من قشرة الجوز. أما اللوحة المعلقة على الحائط المقابل لباب دخول الغرفة، بلونها الأخضر الطاغي، والشموع الحمر على النافذة، فتقود المتلقي نحو بيئة خصبة بصرياً، تأخذه إلى فضاء من الراحة تتوازن في المشاعر والأحاسيس. وتدرك فيونا قسيسية بخبرتها الكبيرة في أعمال التصميم الداخلي أهمية توظيف حجوم الكتل الديكورية سواء لجهة الاختزال داخل الغرف، وهذا ما ظهر في تعاملها مع صناعة رفين، أحدهما جاء عامودياً، والثاني أفقياً في لونيهما الأبيض والبني الغامق، أو لجهة الكتل الضخمة، كالمستطيل الخشبي المدهون بالبني (المطفي)، والذي تتوزع فيه أفقياً قطع مستطيلة من المرايا يضفي حضورها مهابة وفخامة داخل الغرف والصالونات. وتطوّع مها قعوار صلابة سطح الخشب، كمادة للاشتغال عليه في ألوان تبدأ مُتدرجةً من قتامة البني، أثناء تجوال البصر على كتلها، نحو الأبيض، فلديها القدرة على طرح جماليات الكتلة الخشبية بامتدادها الطولي، وتحديداً في كتلة المقعد الخشبي المستطيل التي تتزين أطرافه بتموجات عروق الخشب الداخلية بفعل تمايزها مع فضية اللون الذي طُليت به. بينما أظهرت قعوار الحاصلة على شهادة من كلية كاليفورنيا للفنون، شغفاً وقدرة في صوغ قواعد الشموع، مقدمة تصاميم متعددة الاستخدامات؛ وقد عُرضت محمولة على رفين؛ أحدهما زجاجي والآخر خشبي، وزُيّن كلّ منهما بخطين؛ أسود وأبيض، أحدهما أفقي والآخر عمودي.

مشاركة :