حذرت الأمم المتحدة، أمس، من أن إدلب قد تصبح «أسوأ كارثة إنسانية» في القرن الحادي والعشرين، في حال شن هجوم عليها، وأكدت أن أكثر من ثلاثين ألفاً نزحوا من المنطقة منذ مطلع الشهر الحالي، في وقت واصل الجيش التركي إرسال تعزيزات جديدة إلى الوحدات المنتشرة على الحدود مع سوريا، في حين أطلقت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، هجوماً واسعاً على آخر جيب تحت سيطرة تنظيم «داعش» في شرق سوريا. وحذر منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في الأمم المتحدة مارك لوكوك، أمس، من أن شن عملية عسكرية واسعة النطاق على محافظة إدلب يمكن أن يؤدي إلى «أسوأ كارثة إنسانية» في القرن الحادي والعشرين. وقال للصحفيين في جنيف «يجب أن تكون هناك سبل للتعامل مع هذه المشكلة بحيث لا تتحول الأشهر القليلة المقبلة في إدلب إلى أسوأ كارثة إنسانية مع أكبر خسائر للأرواح في القرن الحادي والعشرين». من جهته، قال ديفيد سوانسون المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، ومقره عمان، عبر الهاتف «نشعر بقلق عميق إزاء التصعيد الأخير في وتيرة العنف التي أدت إلى نزوح أكثر من ثلاثين ألفاً في المنطقة. هذا أمر نراقبه عن كثب». وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، على ستين في المئة من المحافظة، بينما تنتشر فصائل متشددة أخرى في بقية المناطق، وتتواجد قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي. ونزح السكان، وبينهم نساء وأطفال ورجال، وفق الأمم المتحدة، من ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الغربي، إضافة إلى ريفي حماة الشمالي، والشمالي الغربي. ووصلت أغلبيتهم إلى مناطق في شمال إدلب قريبة من الحدود مع تركيا. ويقيم 47 في المئة منهم حالياً في مخيمات، بحسب سوانسون. من جهة اخرى، وصلت قافلة تعزيزات عسكرية تركية إلى ولاية هتاي الحدودية، أمس، ضمت شاحنات محملة بمدفعيات ودبابات، فضلاً عن ناقلات جنود مدرعة، وفقاً لوكالة أنباء «الأناضول». وعقب وصولها إلى قضاء ريحانلي، توجهت القافلة إلى الشريط الحدودي مع سوريا وسط تدابير أمنية. وفي شرقي البلاد، قال مصدر قيادي في قوات سوريا الديمقراطية، فضل عدم الكشف عن اسمه «بدأت قواتنا اليوم الهجوم على آخر معاقل تنظيم «داعش» في هجين بدعم مدفعي وجوي كثيف». وتنفذ طائرات التحالف الدولي وفق المصدر «قصفاً مستمراً» على البلدة، مرجحاً أن تكون «المعارك شرسة مع وجود تحصينات «لداعش»». وأضاف «سنسيطر على هجين لأننا عازمون على إنهاء وجود «داعش»» لافتاً إلى مقتل 15 عنصراً من التنظيم جراء القصف والغارات في حصيلة أولية. ووثق المرصد من جهته مقتل 17 عنصراً من التنظيم على الأقل، جراء الغارات التي جاءت بعد أسابيع عدة من إرسال قوات سوريا الديمقراطية مقاتلين وتجهيزات إلى خطوط التماس. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «بدأت أمس عملية إنهاء وجود «داعش» في هذا الجيب، مع قصف جوي ومدفعي وهجوم بري هو الأعنف منذ أشهر من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي». وتمكنت القوات المهاجمة بحسب المرصد، من «اقتحام هجين من الجهة الشمالية الغربية، والسيطرة على أجزاء منها، تزامناً مع فتح ممر إنساني للسماح للمدنيين بالخروج من البلدة». (وكالات)
مشاركة :