الأمثال الشعبية المصرية.. رسالة دكتوراه بجامعة الأزهر

  • 9/11/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حصل الباحث أحمد سعيد على حسن المدرس المساعد فى قسم الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة، على درجة العالمية «الدكتوراة» فى موضوع «الأَمْثَالُ الشَّعْبِيةُ المِصْرِيَّةُ» وَأَثَرُهَا عَلَى الفَرْدِ وَالمُجْتَمَعِ، وقد ضمت لجنة الإشراف والمناقشة كلًا من الدكتور محمود الصاوى وكيل كلية الدعوة الإسلامية للدارسات العليا، والدكتور شرف الدين أحمد آدم مدير وحدة الجودة بالكلية، والدكتور عبدالواحد النبوي وزير الثقافة الأسبق. وأكدت الرسالة، أن أمثال كل أمة هى خلاصة تجاربها، وسجل وقائعها، وترجمان أحوالها، ومرجع عاداتها، ومتنفس أحزانها، ومحتكم منازعاتها، ومصدر من مصادر تراثها؛ فهى مرآة الأمة تعكس واقعها الاجتماعى والفكرى والثقافى والأخلاقى والاقتصادى والسياسى، والتربوى والنفسى بصفاء، ووضوح؛ كما أنها خير مُعبر عن ثقافة المجتمع - عاداته وتقاليده، قيمه ومعتقداته - وعن طريق المثل يتم التصوير والتوضيح والتأثير فى الآخرين ومن خلاله تتضح المعانى.وأشار الباحث فى رسالته إلى أن الاستعانة بالأمثال دومًا عبر مراحل التاريخ إما لتوضيح فكرة، أو لتقريب معنى، أو للدفاع عن رأى، أو للاستشهاد بموقف؛ لذا قيل: «الأمثال الشعبية تُعبر عن واقع الحال وتبقى فى البال» والمثل فى عمومه «قولٌ مُوْجِزْ مُعْجِزْ مُنْجِزْ»، وهذا ما منح الأمثال بوجه عام صفة الحياة وخاصية البقاء، ومجابهة تيارات الاختراق الثقافى بكل صوره وألوانه المتعددة والمختلفة، وحياتنا الشعبية على اختلاف أزمنتها أنتجت لنا موروثًا هائلًا من الأمثال الشعبية التى هى بحق ثروة عظيمة، وكنوز نفيسة ينبغى تكاتف الجهود لحفظها، والاهتمام بها - تجميعًا وشرحًا وتوضيحًا - لتبقى حية حاضرة نضرة، ولإطلاع الناشئة على هذا الموروث الحضارى النفيس. وكان لهذا الموضوع بواعث من أهمها حاجة أمتنا الماسة إلى منهج رشيد يتم من خلاله ترشيد هذه الأمثال التى ترددها الألسنة وتوظيفها توظيفًا جيدًا يخدم الأمة، ويحمى هذا الكم الهائل من هذا التراث الإنسانى من الاندثار.وأضافت الرسالة أن الأمثال الشعبية المصرية نالت من الذيوع والانتشار بل وتُرجمتْ إلى لغات غير العربية كـ «الفرنسية، والإنجليزية»، علاوة على أن المثل يحمل فى طياته مادة تعليمية وقيمية تهذيبية كبيرة، حيث أثبتت بعض البحوث التربوية المتخصصة أهمية استخدام الأمثال فى تدريس وشرح بعض المقررات والمناهج الدراسية.وأثبت الباحث أن الدراسة لها صلة وثيقة بهذا التخصص الفريد فى جامعة الأزهر الشريف، بل وفى جميع الجامعات المصرية، «تخصص الثقافة الإسلامية»، وتوجهًا منه نحو الدراسات البينية والشراكة مع الأقسام العلمية بالجامعة والجامعات الأخرى، حيث تكمن هذه الصلة فى أن هذه الدراسة لها عَلاقة وثيقة بالتراث من حيث تجديده وتنقيته على اعتبار أن التراث الشعبى نوع من أنواع التراث الإنسانى والثقافى لأمتنا، كما لها عَلاقة وثيقة بإبراز القيم الأخلاقية، والمبادئ الإنسانية التى تنطوى عليها الأمثال الشعبية المصرية، وإبراز دلالتها على التكوين الحضارى والثقافى للمجتمع المِصرى.واستخدم الباحث المنهج الاستقرائى لبعض المؤلفات التى كُتبت عن الأمثال استقراءً ناقصًا، والاستعانة والاستدلال بها فى مواطن الدراسة المختلفة والمنهج الوصفى، حيث قام من خلال هذا المنهج بتسليط الضوء على مواضيع شتى تناولتها الأمثال الشعبية المصرية، ووصفها وصفًا دقيقًا، وتوضيح خصائصها من غير زيادة أو نقصان والمنهج التحليلى القائم على الحيدة التامة، والتحليل الموضوعى، والأمانة العلمية، واستهداف الحقيقة وحدها، وبيانها دون تزييف أو تبديل، وذلك بالرجوع إلى العديد من نصوص الأمثال وتحليلها وكشف خصائصها والمنهج التاريخى الاستردادى حيث قام باسترداد بعض الوقائع من الماضى بهدف الوصول إلى الأصول التاريخية للأمثال الشعبية المصرية عبر عصور تاريخية وحضارات قديمة مع بيان آثارها على الأفراد والجماعات فى تلك الفترات المتعاقبة والمنهج النقدى حيث قام من خلاله بنقد العديد من الأمثال الشعبية من خلال قواعد النقد المتفق عليها عند علماء البحث العلمى.واشتملت الدراسة على بيان الآثار الاجتماعية، والثقافية والفكرية والأخلاقية والقيمية والتربوية، والنفسية والسلوكية، والسياسية، والاقتصادية والمَهَنية فى الأمثال الشعبية المصرية.وكانت أهم نتائج الدراسة والتوصيات أن الأمثال الشعبية المصرية ذات قيمة تهذيبية فهى تستقبح الرذائل وتُعْنَى بشأن الفضائل والقيم.وتطرق الباحث إلى أن الشخصية المصرية تحمل فى تكوينها الثقافى حضارات متراكمة من عصور سالفة وحاضرة من العصر الفرعونى والقبطى والإسلامى، أثَّرت فى فكرها ووعيها ولغتها ونمط حياتها، وقد نقلت الأمثال الشعبية المصرية العديد من تلك الحضارات، وتأثرت بها فى الكثير من ألفاظها.وكانت أهم التوصيات أن الأمثال الشعبية المصرية من الكنوز التراثية التى يجب الحِفاظ عليها من الضياع، وهذا واجب وطنى وقومى، وإنسانى، وتراثى، وذلك من خلال الاهتمام بجمع التراث الشعبى وتدوينه، حتى لا يتعرض هذا الكنز المعرفى للانقراض والاندثار والإصلاحية والعمل على إيجاد موسوعة جامعة للأمثال القديمة والحديثة الفصحى، والشعبية حفاظاُ على هذا التراث الإنسانى، وحفاظًا على الهوية الثقافية لأمتنا وتفعيل دور المؤسسات الثقافية المصرية والجمعيات الأهلية المَعْنِّية بجمع وتحليل ودراسة التراث الشعبى المصرى، كمعهد الفنون الشعبية، وجمعية المأثورات الشعبية، وأرشيف الفولكلور المصرى.واختتمت الدراسة بضرورة تعزيز الوعى، خاصة بين الأجيال الناشئة، بأهمية الثقافى، والمحافظة عليه من جانب المؤسسات المَعْنِيَّة بحفظ التراث ووضع البرامج الملائمة لذلك وضرورة تفعيلها.

مشاركة :