ما لم يكن في الحسبان !!عبدالرحمن حسن جان* منذ أن كان ابني محمد في عمر العاشرة تقريباً ، أشتكى من ضعف بصره فاصطحبته إلى مستوصف خاص لدى طبيب عيون سمعته المهنية جيده جداً ، وبعد الفحوصات تبين أنه يعاني من ضعف نظر في العينين وانحراف في عينه اليمنى ، فكتب له الطبيب نظارة طبية لذلك . بعد ما يقارب السنة أشتكى مرة أخرى من ضعف البصر ، فراجعت به إلى نفس الطبيب وأيضاً بعد الفحوصات اكتشف أن البصر قد ضعف أكثر في العينين فتم تغيير مقاسات النظارة له ، واستمرينا في التردد على هذا الطبيب عدة سنوات لذات المشكلة ، ولكن اتضح في آخر زيارة له وجود مشكلة في شبكية العين تستلزم مراجعة طبيباً متخصصاً في أمراض الشبكية ، وبالفعل تم الفحص لدى استشاري الشبكية بمركز طبي خاص متخصص في العيون يتميز بسمعة جيدة جداً في علاج أمراض العيون ، و تبين أن المشكلة قديمة منذ سنوات نتج عنها ثقب بمركز الابصار بالشبكية وصلت درجة اتساعه الى ( ٧٠ ٪ ) لذلك كان الحل الوحيد إجراء عملية جراحية ولكن بدون نسبة نجاح واحدة بمعنى أن النتيجة ستكون ( صفر ٪ ) كما أبلغنا الاستشاري وأفقدنا الأمل في الشفاء وأن عدم إجراء العملية أفضل وذلك لمضاعفاتها المحتملة وبدون نتيجة ، بالطبع تأثرنا نفسياً بسبب الأسلوب الصادم من الطبيب الذي لم يكن حكيماً في طريقة توصيل الخبر للمريض وأسرته . قررت أن اصطحبه إلى أفضل استشاريان في أمراض الشبكية فكان رأي الاستشاري الأول عدم الفائدة من إجراء العملية الجراحية ولمضاعفاتها المحتملة بعد ذلك ، ونصح بعدم إجرائها وهذا الطبيب أيضاً لم يتحرّ الأسلوب اللطيف في توصيل الخبر للمريض ، وأما الاستشاري الثاني فكان رأيه أن هناك نسبة ضعيفة في نجاح العملية الجراحية مع المضاعفات المحتملة ، ولكن الفرق أن هذا الاستشاري الرائع نجح في زرع بذرة الأمل في قلوبنا والدليل أننا غادرنا عيادته ونحن نشعر بالراحة النفسية والأمل رغم ضعفه ولكن بقي الأمل في الله أكبر . لم نكتفي أنا ووالدته بهذا القدر من الاستشارات الطبية عن الحالة وراجعنا مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض على اعتبار أنها مستشفى حكومي عريق متخصص في العيون ، ويتم التحويل إليها من داخل وخارج المملكة لخبرتها الطويلة وسمعتها الطيبة في مجال طب علاج العيون لجميع الفئات العمرية ، وفعلاً تم الفحص من قبل طبيب استشاري في أمراض الشبكية وقد أفاد أن هناك احتمالية وجود أمل في العلاج نظراً للعامل العمري حيث توجد علاقة بين العمر ونسبة نجاح العملية الجراحية ، فكلما كان العمر يقع في مرحلة الطفولة أو الشباب أو النمو كانت نسبة نجاح العملية أكبر والعكس مع احتمال حدوث المضاعفات النادرة التي يمكن معالجتها وأن العملية هي الخيار والحل الوحيد . نسيت أن أذكر شيئاً هاماً ذكره لي ابني واستفسر عنه جميع الاستشاريين الذين راجعناهم أثناء تقييم الحالة وان كان سبباً للمشكلة أم لا ، و لابد من ذكره هنا للتحذير منه والاستفسار هل سبق أن تعرضت العين المصابة بالثقب لليزر ؟ والجواب كما ذكر لي الابن قبل اكتشاف مشكلة العين لديه أن شخصاً غير معروف قد ركز ليزر حارق اتجاه عين ابني مما جعله يشعر بألم شديد بكى منه ، وموقف آخر وقع له أيضاً قبل المشكلة أنه سقط أرضاً من السكوتر الذكي* على رأسه من جهة الخلف ، وعندما أبلغنا الأطباء بذلك أكدوا لنا وبشدة أن المشكلة قد تكون نتيجة لأحد تلك السببين . نظراً لاختلاف آراء الأطباء بين مؤيد وغير مؤيد للعملية ، استخرنا الله وتم إجراء العملية ولله الحمد وبإذن الله ستظهر النتيجة بعد شهر ونصف أو يزيد من تاريخ إجرائها وكلنا أمل في قدرة الله وكرمه . من التجربة السابقة أستفدت التالي : ١- أولاً وقبل أي شيء الإلتجاء إلى الله بالدعاء طلباً للشفاء فقد قال تعالى : ” وإذا مرضت فهو يشفين ” ، والتداوي بالصدقة فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” داووا مرضاكم بالصدقة ” فقد يُشفى المريض بإذن الله قبل مراجعة الطبيب ثم بعد ذلك مباشرة اللجوء للمستشفى . ٢-في بعض الحالات المرضية يفضل مراجعة المستشفيات المتخصصة أو زيارة ثلاثة استشاريين للإطمئنان والإسراع في ذلك قبل فوات الأوان . ٣- ليس الطبيب الماهر هو من يتقن تخصصة فقط وإنما الذي يراعي نفسية المريض عندما يخبره بحالته المرضية ويحرص أن يغادر المريض عيادته وهو متقبله وهذا دليل أن الطبيب قد نجح في تكوين علاقة مهنية جيدة مع المريض . ٤- على الطبيب غير المتخصص أو الذي لم يستطيع التشخيص الدقيق اما لقلة خبرته أو لعدم توفر الأجهزة الطبية اللازمة والمتطورة لديه للتشخيص الدقيق والسليم أن يتقي الله ويبكر في تحويل المريض إلى المكان المناسب لحالته لأن صحة الانسان لا تقدر بثمن . ٥- منع الأبناء من اقتناء الليزر بكل أنواعه والسكوتر الذكي وغيرها من الأجهزة المضرة وتوعيتهم من أضرارها ، وعدم السماح بدخولها إلى البلد . اللهم رب الناس اذهب البأس أشفي ( محمد جان ) أنت الشافي لا شفاءً إلا شفاءك شفاءً لا يغادر سقما ، ربي انه قد مسه الضر وأنت أرحم الراحمين ، اللهم وأشف جميع مرضى المسلمين ، كما اسأل الله أن لا يريكم سوء ولا مكروه فيمن تحبون .والحمدلله رب العالمين . * السكوتر الذكي : المعروف أيضا باسم الدراجة الكهربائية ذات العجلتين والتوازن الذاتي . *أخصائي أول اجتماعي
مشاركة :