مستقبل شركات النفط على المحك في ظل المنافسة الشرسة

  • 9/12/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن مستقبل شركات النفط العالمية الكبرى سيظل محل تساؤلات عديدة خلال الفترة المقبلة، ويرى بعض المحللين أنه لا بديل عن البحث عن اندماجات كبرى بين الشركات النفطية العالمية، وإلا فسوف تواجه تراجعا، في ظل عدم ملاءمة نموذج الأعمال التقليدي الذي ساد خلال السنوات الماضية، وأيضا في ظل المنافسة الشرسة فيما بينها. وعليه، فإنه من المفترض أن تعمل تلك الشركات على تقليص حجمها، بالدخول في شراكات واندماجات، في ظل تذبذب أسعار النفط، وعدم استقرار الأسواق النفطية منذ الأزمة الأخيرة، التي امتدت إلى ما يفوق الأربع سنوات، وأطاحت أسعار الخام بشكل سريع ومفاجئ، كون البديل هو الانهيار لتلك الشركات، إذا ما استمرت تعمل وفق النموذج الحالي. وقد ركزت معظم التحليلات الخاصة بمشاكل شركات النفط العالمية على التذبذبات المتتالية التي تتعرض لها أسعار النفط. ولولا تدخل منظمة الدول المصدرة للنفط، بالتعاون مع بعض الدول من خارجها، وعلى رأسها روسيا، من خلال الاتفاق على خفض الإنتاج، للحد من الانخفاض في أسعار الخام، لتعرضت شركات النفط حول العالم لأزمات كبيرة في أعمالها. تغيرات مناخية وفضلا عن ذلك، فإن العالم بأسره يعكف حاليا على معالجة التغيرات المناخية، الأمر الذي يتوجب معه على تلك الشركات تغيير الثقافة المؤسسية لها، والبحث عن حلول لمواجهة التحديات البيئية الراهنة. ولعل من أهم أحد مصادر الصعوبات التي واجهت شركات النفط العالمية، كان ميلها القوي للتوافق في الآراء، أي اتباع استراتيجيات متماثلة، واتخاذ قرارات متشابهة. ويمكن تفسير ذلك، بأن صانعي القرار في شركات النفط يستندون إلى معلومات متماثلة، وبالتالي يميلون إلى الانخراط في سلوكيات إدارية واتخاذ قرارات متشابهة، ما يعزز اتجاه شركات النفط إلى الاستعانة بالاستشاريين أنفسهم، إلى جانب وجود توجه عام بتجنب التخطيط المستقبلي خارج إطار التوافق العام لصناعة النفط. وفي ظل تعدد المشاكل والتحديات التي تواجه شركات النفط العالمية، فإن بعض المراقبين في الأسواق النفطية يرون عددا من الخيارات التي قد تسمح لهذه الشركات بتحسين أوضاعها، ومن أبرزها: ضغط التكاليف، زيادة عمليات الاندماج الكبرى لشركات النفط العالمية، تعديل المحافظ الاستثمارية، التنويع، والأهم هو تطوير التقنيات التكنولوجية المستخدمة. صعوبة الانفراد وتأكيدا للحلول السابق ذكرها، فإن البعض يرى صعوبة انفراد أي شركة نفط عالمية في مواجهة التحديات الراهنة، وحتى في حالة اندماج عدد من الشركات الكبرى معاً، فإن ذلك سيؤدي إلى الالتفاف على المشكلة، وليس علاجها، إذا ما استمر العمل بنفس الوتيرة الحالية من نموذج العمل، الأمر الذي قد يصبُّ في غير مصلحة تلك الشركات، وقد يؤدي إلى انهيارها، كونها لن تستطيع تحمُّل إمكانية الانتظار، إذا ما حدثت هزة أخرى في أسعار الخام، حتى ترتفع الأسعار مرة أخرى، كما كان يحدث في الماضي.

مشاركة :