بدأ الرئيس الاميركي باراك أوباما حملة تعبئة مكثفة أمس (الاثنين) لاقناع اعضاء الكونغرس المترددين بالموافقة على تنفيذ عمل عسكري ضد سورية، على ما أفاد مسؤول كبير في البيت الأبيض. وتأتي هذه الاستراتيجية فيما أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن واشنطن تملك أدلة على استخدام نظام الرئيس السوري بشار الاسد غاز السارين في هجوم في 21 اغسطس على مناطق في ريف دمشق. لكن روسيا أعلنت أنها «غير مقتنعة إطلاقًا» بالأدلة التي عرضتها الولايات المتحدة وحلفاءها على حدوث هجوم كيميائي. وقال لافروف في محاضرة امام معهد العلاقات الدولية في موسكو «ما عرضه علينا شركاؤنا الأميركيون وكذلك البريطانيون والفرنسيون في الماضي وفي الآونة الأخيرة لا يقنعنا على الاطلاق». وقال لافروف: إن الغرب عرض بعض الادلة على روسيا لكنه شكك في صحتها موضحًا أن «ما عرض علينا هو بعض الصور الخالية من أي شيء ملموس: لا خرائط جغرافية ولا أسماء، وفيها الكثير من المفارقات والكثير من الشكوك». فقد أجرى أوباما ونائبه جو بايدن وكبير موظفي البيت الابيض دنيس ماكدونو مكالمات هاتفية فردية مع اعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس أمس الأول (الاحد)، وبعد ظهر الاحد عقدت جلسة سرية لإطلاع اعضاء الكونغرس بالتطورات شارك فيها نحو 70 عضوًا، فيما من المقرر اجراء مزيد من اللقاءات الخاصة مع عدد من اعضاء الكونغرس في اليومين التاليين. وطلب البيت الأبيض رسميًا من الكونغرس السبت ان يجيز توجيه ضربات وذلك عبر مشروع قانون يضع اطر سلسلة عمليات محددة. وحاليًا يسود الترقب لمعرفة ما إذا كان المشرعون المنهكون من الحروب سيقرون طلب أوباما التحرك او يسددون له ضربة مريرة. ويستقبل اوباما في وقت لاحق (الاثنين) في البيت الابيض جون ماكين، السناتور الجمهوري النافذ الذي قال الاحد: انه غير واثق ما اذا كان سيدعم قرار توجيه ضربة محدودة إلى نظام الاسد، علما بانه يطالب بتدخل عسكري واسع النطاق. واضاف مسؤول البيت الابيض انه «في كل مكالمات واجتماعات الاحاطة نكرر الحجة الاساسية نفسها: اذا لم نفعل شيئا ضد الاسد ستضعف قوة الردع للقوانين الدولية لحظر استخدام الاسلحة الكيميائية وهذا قد يشجع الاسد وحليفاه الاساسيان -حزب الله وايران- الذين سيرون ان انتهاكا صارخا إلى هذا الحد للقواعد الدولية لا تترتب عليه أي تبعات». واضاف ان «اي طرف لديه خشية من ايران وجهودها في المنطقة عليه دعم هذا التحرك». وسعيا إلى ترويج حجة الادارة الاميركية من اجل عمل عسكري محدود افاد كيري في برامج حوارية تلفزيونية (الاحد) ان عينات الشعر والدم التي حصلت عليها الولايات المتحدة من عمال إغاثة في موقع الهجوم كشفت عن مؤشرات إلى غاز السارين الذي يضرب الاعصاب.
مشاركة :