برشلونة(إسبانيا) - أعلنت الشرطة الإسبانية أن حوالي مليون كتالوني نزلوا إلى شوارع برشلونة الثلاثاء للمطالبة بالاستقلال بعد عام تقريبا على محاولة فاشلة للانفصال عن مدريد، في خطوة وصفها متابعون بالاستعراضية. ونظمت التظاهرة بمناسبة “اليوم الوطني” لكتالونيا الذي يستخدمه الانفصاليون منذ 2012 للمطالبة باستقلال المنطقة، حيث طالب المتظاهرون بتحرير القادة الانفصاليين المسجونين وعودة أولئك الذين فروا إلى الخارج بسبب دورهم في محاولة الانفصال الفاشلة العام الماضي. ووجهت مدريد تهمة التمرد إلى 13 من القادة الانفصاليين الذين قد تصل عقوبتهم إلى السجن 25 عاما في حال إدانتهم، وعلى رأسهم الزعيم الانفصالي السابق كارليس بودجمون. ويحاول المعسكر الانفصالي إثبات أنه لا يزال قوياً بعد عام على استفتاء تحديد المصير الذي أجري في الأول من أكتوبر وتلاه إعلان الاستقلال، لكنه لم يؤد إلى نتيجة بسبب اعتبار مدريد أنه غير قانوني وقيامها بملاحقات في حق منظميه. ويعتبر المحلل السياسي في جامعة برشلونة المستقلة أوريول بارتوموس أن “الانفصاليين سينزلون إلى الشارع لإظهار أنهم القوة السياسية المنظمة الأهمّ” في كتالونيا لكن “ليست هناك رسالة واضحة” مثل العام الماضي. ومنذ 2012، يستخدم الانفصاليون عيد “ديادا” للمطالبة باستقلال المنطقة الغنية الواقعة في شمال شرق إسبانيا حيث تتسبب هذه المسألة بانقسامات قوية. وبحسب إحصاء أخير نشره معهد مرتبط بالحكومة الإقليمية في يوليو، لا يزال الكتالونيون منقسمين حول الاستقلال، 46.7 بالمئة منهم يؤيدون الانفصال فيما يعارضه 44.9 بالمئة. وفاز الانفصاليون الذين يسيطرون على البرلمان، في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في أواخر يناير بنسبة 47.5 بالمئة من الأصوات. ومن مدينة ستراسبورغ الفرنسية، قال وزير الخارجية الإسبانية جوزيب بوريل وهو كتالوني، “في يوم مثل اليوم، من المفترض أن نحتفل نحن الكتالونيون بعيدنا الوطني وليس فقط بنداء استقلال يؤيده أقل من نصف السكان”. وأكدت اينيس اريماداس، زعيمة حزب “كويدادانوس” الوسطي والمناهض للانفصال في كتالونيا، أن “اليوم، أكثر من نصف كتالونيا لا يمكنها الاحتفال بأي شيء”.
مشاركة :