مشاركة الجيش الألماني في أي ضربات انتقامية في سوريا لتأديب النظام السوري في حال استخدم السلاح الكيماوي مجدداً كان مادة دسمة للصحف الألمانية خلال الساعات الأخيرة. هذه بعض التعليقات من صحف ألمانية. تصريحات وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين حول إمكانية مشاركة الجيش الألماني في ضربات عسكرية انتقامية للنظام السوري رداً على هجوم كيماوي محتمل في إدلب أثارت زوبعة إعلامية تزامناً مع الضجيج الذي أثارته في أروقة السياسة. أبرز الصحف الألمانية علقت على الخبر، وتباينت التعليقات ما بين مؤيد لضرورة المشاركة في الضربات العسكرية وساخر منها ومؤكد على ضرورة الرجوع للبرلمان الألماني للحصول على تفويضه. صحيفة تاتس واسعة الانتشار ذات التوجه الليبرالي اليساري نشرت مقالاً لم يعارض فكرة التدخل العسكري جذرياً، وإنما أكد على ضرورة الرجوع إلى البرلمان في قرارات مصيرية فيها الكثير من الحجج المتناقضة، وجاء في المقال أن وجود هذه الحجج المتناقضة هو "هدف وجود شرط تفويض البرلمان للجيش. وضرورة توجيه ضربة انتقامية في سوريا لا تتعارض مع ذلك." وذكر المقال بقدرة البرلمان الألماني على التعامل مع القرارات الملحة "فالبرلمان الألماني بيّن أكثر من مرة أنه قادر على اتخاذ قرارات عاجلة من خلال جلسات طارئة إذا ما استدعى الأمر". الصحيفة الألمانية المحلية غينيرال آنتسايغر بوننشرت مقالاً تحدث عما وصفه بنفاق الغرب، وذكرت بأن المأساة السورية مستمرة منذ سبع سنوات ولكن الغرب "يناقش اليوم التدخل العسكري فقط في حال استخدام النظام السوري لغاز الكلور، في حين أن حمام الدم الذي ينفذه النظام السوري بالأسلحة التقليدية يواجه بلا مبالاة من الغرب". محافظة إدلب في شمال غرب سوريا تقف على أبواب عملية عسكرية واسعة للجيش السوري وحلفائه لاستعادتها من أيدي فصائل إسلامية مسلحة رأي مشابه يمكن قراءته في الصحيفة الليبرالية فرانكفورتر آلغماينه التي ورد فيها مقال تحدث عن "مصلحة الغرب في ألا يصبح استخدام الأسلحة الكيميائية أمراً عادياً ويحتذى به، وحتى ألمانيا تبذل جهوداً من أجل منع استخدام هذه الأسلحة. ولكن في السياسة الخارجية الألمانية هناك دوماً فرق بين النظرية والتطبيق" مشيراً إلى التردد في اتخاذ القرار في ألمانيا. في الوقت نفسه أشار المقال إلى عبثية الضربات الانتقامية التي شنها الأمريكان، وختم والمقال قائلاً "الشعب السوري المسكين لم يستفد لا من السلمية الألمانية ولا من المبادرات الأمريكية، فالسوريون يقتلون بعشرات الآلاف حتى من دون استخدام الأسلحة الكيماوية". لم تخل تعليقات الصحف الألمانية من آراء وتعليقات ارتأت ضرورة حتمية للتدخل العسكري الألماني في سوريا لإيقاف حمام الدم فيها، حسب ما ورد في الصحف. الصحيفة الألمانية الاقتصادية هاندلزبلات نشرت مقالاً بعنوان "العمليات العسكرية ضد الأسد ليست سياسة سلام، وإنما الحل الأخير".وانتقد المقال التردد الألماني في اتخاذ خطوة التدخل العسكري في سوريا المستند إلى ضرورة الحصول على تفويض أممي وموافقة البرلمان على مثل هذا الدور للجيش الألماني خارج حدود البلد، وجاء في المقال "أليس من المهزلة أن ينتظر المرء تفويضاً أممياً متوافقاً مع الأعراف الدولية حتى يتحرك لمكافحة هجوم بالأسلحة الكيميائية متعارض مع الأعراف والقوانين الدولية؟" وتابع المقال بأنّ التدخل العسكري في سوريا هو الاعتراف بأن من يمارس سياسة الحرب لا يمكن إيقافه إلا بقوة السلاح. م.م/ م.م
مشاركة :