الشارقة: أمل سرورليلها ساحر ويحولها إلى لؤلؤة، تعزف سيمفونية التناغم والتمازج ما بين أجوائها الاجتماعية وعناصرها الثقافية والترفيهية، لتضرب مثلاً فريداً في الحفاظ على تراثها القديم.ليست صدفة أن تصحبنا الحافلات السياحية التي أطلقتها هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) عام 2012، بالتعاون مع شركة «سيتي سايت سيينج وورلدوايد» في «جولة سياحية في ليل الشارقة»، لنعش أجواء رحلة متميزة عبر سكونها المتفرد، نسافر فيها عبر الزمن، ونتخطى أسوار خيالنا فتدب فينا روح الإبداع. صوت محركات الباص الكبير الذي دخل بهدوء إلى محطته المقررة، يعلن بدء الرحلة السياحية، لتكون حديقة المجاز المطلة على بحيرة خالد نقطة الانطلاق. وها أنا أصعد مع الراكبين لأستسلم إلى صوت المرافق الذي يأتيني عبر المسجل الصغير، الذي اخترته يتحدث اللغة العربية من بين ما يقرب من سبع لغات، هكذا انطلقنا ضمن مسار رحلة ترفيهية تمتد إلى نحو 90 دقيقة، لنسير على خطى الأجداد، ومن عند نافورة المجاز نحلق ونتمايل مع النغمات.أطلق لقدمي العنان مثل رفقاء الرحلة عندما أخذنا جولة بدأت من المسرح والصرح والقصر والنور، أتأمل مياه تلك البحيرة التي تلمع تحت ضوء القمر، نلتقط الأنفاس على «المقهى الشعبي» الذي يلتف حوله الجميع.ونعود مرة أخرى للحافلة السياحية لننتقل من المجاز إلى قلب الشارقة، ما إن تدخل أرجاء المكان حتى ينتابك إحساس بأنك قد امتطيت آلة الزمن التي نقلتك بدورها إلى الوراء قروناً، ولا زالت الحافلة تنقلنا عبر الأزمنة القديمة، فها نحن ندخل إلى متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ذلك المكان الذي يخطف القلوب قبل الأبصار والذي يحمل معه رسالة شديدة النبل والعمق، فهو يعرض المقتنيات ويقوم بتعريفها وإجراء الأبحاث عليها وتطويرها. ومن متحف الحضارة إلى ميدان الساعة، تتجه بنا الحافلة، وصوت مرافق سماعاتنا يقول: أنتم الآن على مشارف الدخول إلى واحة النخيل، ذلك المكان المتميز في قلب المدينة، هنا في قلب هذه الواحة يستمتع الزائرون بالتجول و التنزه حول أشجار النخيل.لا يمكن أن تصف مشاعرك عندما تقرر النزول من الحافلة لتحلق بالنظر إلى مسافة تصل إلى 123 متراً، لمشاهدة علم الإمارات يخفق على قمة سارية، اعتبرت السابعة عالمياً من حيث الارتفاع وقت إنشائها، وعندما تنظر إلى الجهة المقابلة لساحة العلم تقع عينك على حديقة المنتزه.الجديد الذي تتضمنه جولة الحافلات السياحية، هو اصطحابنا إلى المباني الحكومية التي تزخر بها عاصمة الثقافة الإسلامية والسياحة العربية والعاصمة العالمية للكتاب، جولة نجحت بجدارة في أن نتعرف من خلالها إلى الأنماط الهندسية للأبنية الحكومية، التي تم تصميمها وفقاً للهندسة الإسلامية.نسمة هواء عليلة تداعب كافة الوجنات التي تحملها الحافلة، كانت خير دليل على أننا دخلنا إلى منطقة شاطئ الخان، لنجد أنفسنا في قلب منطقة تراثية قديمة تفوح منها رائحة الأصالة والقِدم. ثم توجهنا إلى مربى الأحياء المائية.ومن التاريخ والتقاليد إلى الحداثة تنقلنا الحافلة إلى القصباء، تلك الوجهة الأبرز والأشهر في تنظيم المهرجانات ومعارض الفنون، لنلتقط أنفاسنا على باقة من المطاعم والمقاهي التي تنتشر على جنباتها، ولم ننس أن نستغل مساحة الوقت ونمتطي قارباً خشبياً ليصحبنا في جولة بحرية في القناة المائية.وها هي الرحلة تعلن قرب انتهائها عندما عبرنا شارع الوحدة الذي يعتبر من أطول وأقدم شوارع الشارقة، لتصحبنا الحافلة في جولة تجارية سريعة في «سيتي سنتر الشارقة».
مشاركة :