هل يمكن أن تعطي قطر حماس الشرعية من بوابة «صفقة القرن»؟

  • 9/13/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

منذ انقلاب حماس على السلطة الشرعية في غزة منذ 11 عاما وقطر أصبحت وصية على القطاع بأموالها التي تذهب في جيوب قادتها الذين حولوا القطاع إلى مستعمرة خاصة لهم ربحوا منها الملايين على حساب الأهالي. النكبة الثانية المسمى الحقيقي لما حدث في قطاع غزة في ظل حكم حمساوي ظالم مدعوم من النظام القطري والذي أنفق البليونات لترسيخ أركان حكم حماس في غزة، لكن يبدو أن كل شيء كان مخططا له ولم يكن من قبيل الصدفة منذ البداية حتى وصلنا الآن إلى ما يسمى بـ «صفقة القرن»، والتي تسعى قطر لإنجاحها من أجل إرضاء إسرائيل. «صفقة القرن» مشروع من المشروعات الهدامة للمنطقة والتي تريد اشعال المنطقة وتدخلها في صراعات وحروب والأيام أثبتت أن كل ما تتعرض له المنطقة الآن كانت تقف خلفه قطر، وهي تريد الآن تحقيق الحلم لإسرائيل بالقضاء على القضية الفلسطينية وإنهائها للأبد. الصفقة الملعونة والتي تروج لها قطر تريد فصل غزة عن الضفة، وتريد إعطاء حماس الشرعية في قطاع غزة وإبعاد السلطة الفلسطينية نهائيا وتهميش دور الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، وتصبح الكلمة الأولى والأخيرة لحماس في قطاع غزة. لذلك، سعت قطر بكل قوتها لإجهاض السعي المصري بشأن المصالحة الفلسطينية، وبدأت تروج الأكاذيب وتوهم الأطراف أن هذه المصالحة ليست في صالح أحد، لاسيما الشعب الفلسطيني، لإنجاح أجندتها الخاصة وهي تمرير «صفقة القرن». قطر نفذت الأجندة الإسرائيلية منذ ثورات «الربيع العبري»، وكانت تستخدم حماس للقيام بعمليات إرهابية في سيناء لزعزعة الاستقرار على الحدود بين مصر وإسرائيل لإظهار أن مصر غير قادرة على السيطرة على سيناء والحدود المصرية مع غزة وأيضا مع إسرائيل، ولم تكتف بذلك، بل قامت منذ سقوط حكم الاخوان في مصر بتوطين جماعات إرهابية في سيناء ودعمتها بالمال والسلاح، وبعضها كان يقوم بعمليات إرهابية ويهرب بعد ذلك إلى غزة من خلال الانفاق، لكن نجح رجال الجيش المصري في التصدي لمخططات قطر وتطهير سيناء من الإرهابيين من خلال عملية سيناء الشاملة في 2018، وهي العملية التي انطلقت للحفاظ على امن وسلامة مصر وحدودها، وكانت هذه العملية صفعة على وجه قطر وتنظيم الحمدين الإرهابي لأنها تجهض كل المخططات الدنيئة التي تسعى لإنهاء القضية الفلسطينية وقضية القدس واللاجئين. قطر حولت قطاع غزة إلى مكان غير صالح للحياة الآدمية وهذا باعتراف الأمم المتحدة التي دانت في تقرير لها الأوضاع الكارثية والمعاناة اليومية لأهالي قطاع غزة، وحملت حماس مسؤولية تدهور القطاع، لذلك قطر منبوذة في قطاع غزة، وشاهدنا قبل ذلك ضرب السفير القطري في غزة محمد العمادي بالحذاء وتقطيع صور الأمير تميم بن حمد، والعمادي هو مهندس صفقة القرن باعتراف علني منه على الإذاعة الاسرائيلية، والذي تحدث عن تفاصيل الصفقة وقال: «إن الصفقة مهمة لأمن إسرائيل، وأن إسرائيل ستسمح لأكثر من خمسة آلاف فلسطيني من قطاع غزة بالعمل داخل إسرائيل مقابل أن توقف حماس المسيرات والبالونات الحارقة». تصريحات العمادي مهندس صفقة القرن جاءت نتيجة لقاءات بينه وبين المسؤولين الصهاينة، وأيضا اللقاء السري الذي تم عقده في قبرص في حزيران (يونيو) الماضي وأفصحت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية بين وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ووزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن للاتفاق على تفاصيل تمويل قطر لمطالب إسرائيل فيما يخص «صفقة القرن» وإعادة إعمار غزة وأيضا تمويل بناء الميناء، إضافة إلى الاتفاق حول ترسيخ أركان حكم حماس في غزة وتحويله إلى حكم شرعي من خلال البوابة الإسرائيلية. السعودية ومصر والأردن تعرضت لضغوط شديدة من أجل القبول بـ «صفقة القرن»، لكن الرد جاء من هذه الدول أن الصفقة مرفوضة وأن القضية الفلسطينية هي قضية عربية إسلامية بالدرجة الأولى وأن القدس ستظل عاصمة فلسطين، لذلك لم تجد الولايات المتحدة إلا قطر لأنها تعرف أن قطر يمكن أن تنفذ للولايات المتحدة طلباتها من أجل التغاضي عن دعم قطر للإرهاب وأيضا علاقة قطر مع إيران. تاريخ قطر مع الكيان الصهيوني يجعلها تسعى لتمرير «صفقة القرن» واستخدام حماس لإنجاح الصفقة المشؤمة المراد بها ومنها إذلال وإهانة كرامة العرب والمسلمين. التطبيع القطري مع الكيان الصهيوني واضح للجميع، عندما تقوم قطر باستضافة فرق رياضية من إسرائيل وأيضا عندما تستضيف مسؤولين إسرائيليين يقومون بالتجول في الدوحة، إضافة إلى قيام قناة الجزيرة باستضافة المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي والمتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي أوفير جندلمان على شاشاتها ثم تتهم قطر بعد ذلك السعودية والدول العربية والخليجية بالتطبيع مع إسرائيل وهي تعيش هذا التطبيع يوميا في كافة المجالات مع الكيان الصهيوني، إضافة إلى أنها عرّابة «صفقة القرن» وتروج في وسائل إعلامها أن السعودية ومصر وافقتا على «الصفقة»، على رغم أن مواقفما واضحة ومعلنة في كافة المحافل الدولية، لتنكشف بعد ذلك كذبة وسائل إعلام الحمدين وتظهر الحقيقة أن قطر هي التي تسعى لتمرير «صفقة القرن» من أجل مصلحة إسرائيل ومكافأة منها لحماس التي قدمت خدمات لها في الأراضي المصرية، وقامت بعمليات إرهابية لتصبح حماس حكومة شرعية في غزة من بوابة «صفقة القرن».

مشاركة :