هل تمرر صفقة القرن عبر «حماس»؟!

  • 8/28/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أسئلة كثيرة تتقافز إلى ذهننا، فما سبب قيام إمارة غزة الانفصالية؟ ولماذا صمتت عنها إسرائيل رغم ادعائها بأن «حماس» منظمة إرهابية؟ ولماذا سبق هذا الانفصال اغتيال إسرائيل قياديي «حماس»؛ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي، ولم تغتل إسماعيل هنية، رغم قدرتها على ذلك؟! فهل اغتيلا لأنهما رفضا انفصال غزة عن باقي فلسطين المحتلة؟ وهل محاولة اغتيال خالد مشعل في عهد الملك حسين ما هي الا مسرحية إسرائيلية من أجل تلميعه وتحضيره لمثل هذا اليوم؟ يدّعي قادة «حماس» الحاليون أن انفصالهم بغزة سببه رفضهم تطبيع السلطة مع إسرائيل، ولكن ما رأيناه أن بعد انفصالهم مباشرة قيام قنوات اتصال مباشرة، وغير مباشر لحفظ ماء الوجه، مع الحكومة الإسرائيلية، رغم إطلاق عدة صواريخ بسيطة لم تضر إسرائيل يوماً، وطيارات ورقية، قالت وبالغت إسرائيل في ضررها بأنها حارقة، فالضرر الحقيقي ارتد على أهالي غزة المسالمين الذين عوقبوا عدة مرات بسبب تهوّر البعض، إما بقصف جوي وإما بإغلاق معابر أو قطع إمدادات الوقود والكهرباء. أما قادة «حماس»، فلم يصبهم أي ضرر مادي، رغم تغلغل جواسيس إسرائيل في جميع مفاصل غزة، ومعرفتهم التامة بتفاصيل معيشتهم وإقامتهم، ففي نهاية الأمر فمراقبة كل قطاع غزة لا تحتاج إلا إلى طائرة استطلاع واحدة. أما اتصالاتهم، فكشفها لا يحتاج كثيراً من الجهد. عندما بدأ الحديث عن صفقة القرن، اتهمت «حماس» ومعها إيران، مصر والسلطة الفلسطينية بأنهما في طريقهما إلى بيع القضية الفلسطينية عن طريق تلك الصفقة المشبوهة، ولكن تبيّن لاحقاً أن لا أحد من تلك الأطراف وافق على تلك الصفقة، حتى أن الرئيس ترامب نفسه أعلن عجزه عن كسب دعم مصر، وكذلك السعودية لصفقته، مؤكداً أن كلا البلدين أبلغا الرئيس عباس برفضهما الاقتراح الأميركي لعقد مؤتمر إقليمي في القاهرة أو الرياض لإطلاق الصفقة. أما الآن، فقد تبيّن رسمياً أن الصفقة ستمر عن طريق «حماس الإخوانية» مع إسرائيل من خلف ظهر السلطة الشرعية لفلسطين، ويبدو أن هذه الصفقة حازت مباركة أميركا بعد موافقة إسرائيل عليها. ولكن ما هي صفقة القرن، أو بالأحرى الاتفاق النهائي؟ إنه مقترح وضعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الصراع الإسرائيلي ــــ الفلسطيني، إنها باختصار صفقة تهدف في المقام الأول الى ضمان أمن إسرائيل والاعتراف بحدودها الجديدة شاملة معظم الأراضي العربية التي احتلتها بما فيها مرتفعات الجولان، مقابل تأمين أرض للفلسطينيين بديلة عن وطنهم الأم لتقام عليها دويلة حماسية يرحّل إليها فلسطينيو الداخل قسراً والمهجر لمن أراد، مع إنهاء حق اللجوء للفلسطينيين، وسيكون لهذه الدويلة مطار وميناء، على أن تقوم الدول المانحة بتوفير عشرة مليارات دولار لها حتى تنهض اقتصادياً، ولكن السؤال: ممن ستقتطع تلك الأرض لتلك الدويلة؟ جريدة «المصري اليوم» ألقت الضوء على تفاصيل الأرض التي ستخصص لـ«حماس الإخوانية»، وكان سبق أن تسرّبت معلومات عن هذه الصفقة عندما حكم «الإخوان» مصر في عهد محمد مرسي، فالصفقة نصّت على اقتطاع ما يقارب 760 كيلو متراً مربعاً من شمال سيناء، تبدأ من الحدود المصرية مع غزة، وحتى حدود مدينة العريش، على أن تحصل مصر على ما يعادلها تقريباً أرض مقتطعة من صحراء النقب الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية، هذه الصفقة كشف عنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 2014/11/13، فقد صرّح وقتها بأن هناك مفاوضات تسوية نهائية بين إسرائيل و«حماس» بفكرة بدأها محمد مرسي قبل أن يخلع من منصبه. نقول: بعد أن تبيّن رسمياً الخيط الأسود من الخيط الأبيض، فهل قيام إمارة غزة الحماسية ما هي إلا مؤامرة لتمرير صفقة القرن، وأن «حماس»، رغم تشددها المفتعل، ما هي إلا حصان طروادة إسرائيلي؟ طلال عبدالكريم العرب talalalarab@yahoo.com

مشاركة :