أوقفت أجهزة الاستخبارات التركية في سورية أحد أبرز المشتبه بهم في الاعتداء الذي استهدف مدينة الريحانية الحدودية عام 2013. وأوضحت وكالة «أنباء الأناضول» التركية أن يوسف نازك، العقل المدبر المفترض للهجوم المزدوج بالسيارة المفخخة والذي أوقع أكثر من 50 قتيلاً في أيار (مايو) 2013، أوقف في مدينة اللاذقية (شمال غربي سورية) خلال عملية لأجهزة الاستخبارات التركية. وأضافت أن نازك (34 سنة) «اعترف» خلال استجوابه بأن الاستخبارات السورية أمرت بتنفيذ الاعتداء في ريحانية. ونقلت الوكالة عن مصادر استخباراتية، قولها إن نازك «تواصل مع الاستخبارات السورية وأصدر التوجيهات إلى منفذي تفجير ريحانية». وأوضحت أن عناصر الاستخبارات التركية جلبت نازك، المدرج على «القائمة الزرقاء» للمطلوبين، إلى الأراضي التركية عبر طرق آمنة، وأخضعته للاستجواب. وخلال الاستجواب الأولي، قال نازك إنه أجرى، بناء على التعليمات، عملية استطلاع لإيجاد مواقع بديلة لتنفيذ تفجيرات داخل تركيا. وأكّد أنه أشرف على إدخال المتفجرات من سورية إلى تركيا، وتأمين سيارتين من طراز ترانزيت لتفخيخ المتفجرات فيهما. كما اعترف، وفق «أناضول»، بمعلومات مفصلة عن «معراج أورال»، زعيم ما يعرف بتنظيم «المقاومة السورية»، والذي كان له دور في تفجيرات «ريحانية». وحثّ نازك بقية المتهمين الفارين بعد مشاركتهم في التفجيرات، على تسليم أنفسهم للسلطات التركية. وأشار إلى أنه من مواليد مدينة «أنطاكيا» في «هطاي»، وقام بتنفيذ التفجيرات مع أصدقائه بأمر من الاستخبارات السورية. وزاد: «لم أستطع الفرار، وأنا نادم... لقد ألقوا القبض علي وجلبوني من سورية. في 11 أيار (مايو) 2013، أوقع انفجار عنيف نجم عن سيارتين مفخختين 53 قتيلاً في ريحانية في جنوب تركيا والقريبة من الحدود السورية. نسبت السلطات التركية التفجير إلى مجموعة ماركسية تركية سرية مرتبطة بالاستخبارات السورية. إلا أن النظام السوري نفى أي تورط. وفي شباط (فبراير) الماضي، حكمت محكمة تركية بالسجن مدى الحياة على متهم في الاعتداء ما يبرز الأخطار المترتبة على الدعم الكبير الذي تقدمه تركيا لمقاتلين معارضين لنظام بشار الأسد.
مشاركة :