لولوة الحمود تزاوج بين اللغة والعاطفة الإنسانية

  • 9/14/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لندن – في أكبر فرص العرض لعشاق التصميم والابتكار، والبحث في علاقات الفنون والهندسة والعلوم، يقام هذه الأيام بينالي لندن للتصميم، والذي يضم أربعين دولة أتت إلى دار “سومرست” الأثرية في العاصمة الإنكليزية لندن، لتقديم إبداعات فنانيها في الفن والتصميم والابتكار المعاصر بعنوان “الحالات العاطفية- المشاعر”، للتركيز على علاقة الفن والابتكار والتصميم وارتباطه بالإحساس والعاطفة التي يتركها في المتلقي، وإبداع الفنان المصمّم في توسيع دوائر التحليل النفسي والتأثيري وتفعيله لخلق انطباعات تكوينية للعلاقة بين المنجز وصانعه وجمهوره، ومدى استجابته للاحتياجات الاجتماعية والشغف الجمالي. تستعرض الفنانة السعودية لولوة الحمود، إحدى أشهر الفنانات العالميات، أعمالها أمام المجتمع البريطاني في الفترة الممتدة من 4 وحتى 23 سبتمبر الجاري في معرض “بينالي لندن للتصميم” بدار “سومرست” الأثرية بلندن، الذي يشهد أعمالا فنية تحت سقف واحد لمجموعة من أبرز المصممين والمبتكرين من 40 دولة حول العالم، التي ركَّزوا فيها هذا العام على موضوع “المشاعر”، وكيفية دمج الهندسة والمشاعر بين عوالم المنطق واللغة. والبينالي الذي يختتم في الثالث والعشرين من سبتمبر الجاري، تشارك فيه السعودية من خلال الفنانة لولوة الحمود، والتي أتت مشاركتها تحت رعاية مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” في الظهران، و”مبادرة أرامكو السعودية” التي تهدف إلى تعزيز الثقافة والإبداع والتعاون بين الثقافات. وعن هذه المشاركة، قال علي المطيري مدير مركز “إثراء” “يسرّنا في إثراء دعم الفنانة لولوة الحمود في هذا الحدث الثقافي المميز، إذ تقوم رسالة إثراء على دعم المواهب، خاصة الوطنية منها، ووضع معايير جديدة للتميز في السعودية في مجال صناعة الثقافة والإبداع، وذلك بهدف تطوير وتقديم منتجات فنية ومعرفية مبتكرة بشكل يحترم التنوع، ويعزّز المفاهيم المختلفة في العلوم والفنون”. وتعرض الفنانة الحمود في عملها الفني “الكيان والوجود” أسلوبا يحرك العواطف النفسية ويعمّق دورانها المتفاعل مع العلاقات المتداخلة التي تستقطب الانفعالات الحسية بزخرفة الأشكال الهندسية التي تحتويها الكتلة الدائرية المتحركة، والتي بدورها تعبّر عن الحيوية والتجدّد والتأمل الذاتي للوجود، فبين التكاثف والانفلات تبدأ الحالات وتتشكّل تأثيراتها المجردة التي تناقش علاقة اللغة بالرمز وتجريدها البصري، فأسلوب الخط العربي يعكس حضارة إسلامية ثرية من رحم لغة جميلة التعابير والمعاني خاضعة لدلالات ورموز هندسية خطوطها وأشكالها تؤسّس لفكرة تُنحت رمزيا لتدعم هوية تبني لغة من الإحساس والتواصل العاطفي والإيجابي. وتقوم فكرة تصميم الفنانة السعودية حول الأنماط الهندسية المعقدة التي يمكن رؤيتها في منحوتاتها باستخدام أسلوب فن الخط الجميل للأبجدية العربية، مع استخدام اللغة وسيلة لتوصيل المشاعر العاطفية الإيجابية. ويناقش عمل الفنانة لولوة الحمود “الكيان والوجود” العلاقة بين اللغة وحالتنا العاطفية، ويدرس تأثير اللغة بأشكالها المختلفة على الرسائل التي نوصلها، حيث طوّرت الفنانة شكلا مجردا من اللغة من الأبجدية العربية متجسدا في شكل أنماط هندسية، تأخذ صورة شبكة معقدة ومتماثلة من الرموز والخطوط الدقيقة. لولوة الحمود: يمكن للغة أن تنشر مشاعر الحب والغضب والحزن والسلام لولوة الحمود: يمكن للغة أن تنشر مشاعر الحب والغضب والحزن والسلام وفي لقاء مع الجمهور، قالت لولوة الحمود “وجودي في بينالي لندن للتصميم مسؤولية على عاتقي، وفخر كبير بالنسبة إليّ لأمثل جزءا من الإبداع الذي يحتويه وطني في فعالية عالمية، تمثل إبداعات الدول أكثر من الأفراد، فنحن الفنانين نتاج ثقافات أوطاننا، ودعم مركز إثراء هذا التمثيل السعودي، يزيدني مسؤولية وفخرا وعرفانا لوطني”. وأضافت “الخط العربي في قمة هرم الفنون الإسلامية، فقد بدأ وتطور لكتابة النص القرآني المقدس، ولم يدخر الخطاطون وسيلة لجعله أجمل ما يمكن، ويساوي جمال النص، حيث يمكن للغة أن تنشر مشاعر الحب والغضب والحزن والسلام، وهذه القطعة المصمّمة هي محاولة لجمع الجمهور بطريقة تجريدية”. والحمود من أبرز الفنانات اللاّتي قدّمن أسلوبا راقيا في التلقي الجمالي بين الهندسة والفنون وبين الأصالة والزخرفة العربية، برمزية الفكرة المثيرة للفضول ولتأملات المتلقي وانجذابه لفكّ غموض دلالاتها المتراكمة في زوايا التعبير عن الواقع، بتدقيق العلامات البصرية وتشكيلها مع اللون الضوئي والخطوط. وتركز في أعمالها على الفن الإسلامي والهندسة والرياضيات مستفزة الخط بمرونة حقّقت لها بصمة عالمية بلوحتها التي اشتغلت فيها على الحرف العربي وأسماء الله الحسنى، معتمدة على القواعد الزخرفية والهندسية بانفعالها التأسيسي لفكرة التجديد، حيث تعرض فيديو أنيميشن من خمس دقائق لثلاثة من أسماء الله الحسنى “الحي، الوارث والسلام”. وتتميّز الحمود الحاصلة على الماجستير من جامعة سانت مارتن المركزية للفنون تخصّص الفن الإسلامي، بفكر جمالي وتقنيات تعبيرية ذات خصوصيات تحاور المساحات بفراغها وامتلائها بالأحاسيس المزدحمة بالتوجهات التي تطوّع الحرف شكلا هندسيا بأسلوب معاصر جريء ومغامر، خاصة بدمجه مع الحساب والهندسة، لتكون لغة جديدة مستنبطة من الحروف العربية. وللولوة الحمود معارض شخصية متنوعة حول العالم، ومشاركات دولية بمعارض جماعية واقتنت أعمالها متاحف عالمية منها: لوس أنجلس، كوريا وميونيخ، وبيعت أعمالها من “دار كريستيز” في دبي، و”دار سوذبيز” للمزادات في لندن. وآخر معارضها الشخصية في الرياض كان في العام 2016 في غاليري “نايلا” تحت عنوان “SUBLIMk”، كما لها مشاريع فنية في التنظيم والتصميم لمبادرات فنية دولية.

مشاركة :