تواصل – فريق التحرير: حذَّر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ – في خطبة الجمعة – من الفتاوى الأحادية في قضايا الأمة ومستجداتها العامة والتي لا يجوز فيها التعجل والتسرع بل لا بد من التروي والانقطاع إلى لجوء صادق إلى الله سبحانه أن يلهم الصواب ولا بد من مراعاة لمآلات الأمور ومراعاة قواعد الشريعة ومقاصدها العامة والنظر الدقيق لقاعدة جلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها مع الحرص التام على لحمة الأمة واجتماع الكلمة ووحدة الصف. وقال: ‘‘لا بد في مثل هذه الفتاوى من الرجوع للعلماء الراسخين مع ما هم عليه من التجارب الطويلة والخبرة العميقة، ولا بد من مراعاة واحترام الفتاوى الجماعية التي تصدر عن المجامع الفقهية لعلماء الأمة والتي تخضع لشورى فقهيه ودارسة ميدانية وتصور صحيح للمسائل ودراسة عميقة من النواحي الفقهية المتأصلة في جميع شروط الاجتهاد فحريّ بمثل هذه الفتاوى أن تصل إلى الرأي الأصلح والذي به تصلح الأحوال وتستقيم الأمور. وأكد خطيب الحرم أن واجب العبد في هذه الحياة أن يكون قلبه في مراعاة دائمة للرقيب عز شأنه فلا يلتفت إلا إليه، ولا يخاف إلا منه, فهو دائم الحفظ لأوامره ونواهيه، منصرف الهمة إلى ما يرضيه ويقربه منه سبحانه ، فمتى راقب العبد ربه أوجب له ذلك الحياء من خالقه والإجلال والتعظيم لبارئه، والخشية والمحبة والإنابة والتوكل والخضوع والتذلل لمن أوجده، فصلاح الدارين، وفلاحهما، في مراقبة العبد لربه وتحريه مرضاته, وملازمة عبوديته على السنة النبوية, مع لزوم الإخلاص له سبحانه إخلاص من يعلم أن الناس إن راقبوا ظاهره فالله يراقب ظاهره وباطنه قال سبحانه : (إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ ). وقال : مراقبة الله جل وعلا توجِب على العبد محاسبة النفس استجابة لقوله سبحانه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) .، ومراقبة الله حقاً تحمل العبد على الاجتهاد في الطاعات والتجرد عن ما يعارض أمر رب الأرض والسموات ، والمؤمن يجب أن يكون في مراقبة دائمة لربه في الطاعة بالإخلاص والامتثال على الكمال، وفي باب النواهي بالانزجار والمداومة والمثوبة والإنابة ، فما حفظت حدود الله ومحارمه ووصل الواصلون إليه سبحانه بمثل خوفه ومراقبته ورجائه ومحبته. وأضاف: رقابة الله جل وعلا تنزه الأفراد عن مقارفة الآثام والمحرمات وتنزهه القلوب عن كل ما يدنسها ويفسدها وبهذا يتحقق المجتمع الصالح ، فمراقبة الله تنشئ مجتمعاً نقياً من الرذائل خالياً من الجرائم يتحلى أبناؤه بكل فضيلة ويعيشون عيشة رضية، متعاونين على البر والتقوى معتصمين بحبل الله, مجتمعين على كلمة الله, نابذين كل تفرق وتحزب مناوئين كل منهج غالٍ وفكر متطرف يعيشون على ضوء مبادئ دينهم وما يحمله من العدل والسماحة, واليسر والوسطية, والرفق واللين والمحبة.
مشاركة :