أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه. وقال في خطبة الجمعة يوم أمس من المسجد الحرام، لو كانت أرزاق البشر بيدي بني الأنسان فكم سيقع من الظلم والفساد ولظلم بعضهم بعضا وبغى بعضهم على بعض، ونسي بعضهم بعضا، فسبحان الرزاق الكريم الذي لا ينسى ولا يغفل بل يتفضل وينعم ويحسن ويرحم وهو اللطيف الخبير. وبين فضيلته أن هم الرزق أشغل عقول بعض الناس هلعاً وفزعًا، حينما يسمع بالتغيرات الاقتصادية والتقلبات المالية والمشكلات في أمور المعاش وكأنهم لا يعلمون أن الله عز شأنه قد تكفل بالرزق لجميع خلقه إنسهم وجنهم مؤمنهم وكافرهم قويهم وضعيفهم كبيرهم وصغيرهم. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام ليستبطئن أحد رزقه فلن يخرج أحد من هذة الدنيا حتى يستكمل رزقه وأجله ودعا فضيلته المسلمين بأن يدعوا الله ويجملوا في الطلب، فقد كتب الله رزق بني آدم وقدره قبل أن يأتي إلى هذه الدنيا. وأشار الشيخ بن حميد أن من أسباب جلب الرزق تقوى الله عز وجل، فمن اتقى الله رزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من جهة لا تخطر له على بال، ومن حيث لا يرجو ولا يأمل. من جهة اخرى حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس من التكفير والاجتهادات الفردية والفتاوى الأحادية في نوازل الأمة وكذلك تداول الشائعات والأكاذيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي مما يؤدي إلى مفاسد خطيرة تهدد بنيان المجتمع, داعيا إلى نبذ الاختلافات وتقوية الروابط مشدداً على أنه في أوقات الفتن تزداد الحاجة إلى الالتفات إلى القيادات من أولي أمر المسلمين والعلماء الربانيين وحينئذ إذا عدل عن هذا المنهج حصل ما لا تحمد عقباه. وقال فضيلته: في ظل النوازل والأزمات وفيما تتعرض له أمة الإسلام من أحداث ونكبات تشتد الحاجة إلى ما يربطها بالفقه والمنهج المستمد من نور الوحي الإلهي ومن الهدي النبوي السديد وغلا فمن دون هذا النهج الإلهي الوضاء تزل الأقدام وتظل الأفهام وتتخبط الأقلام وتخطئ الفتاوى المسالك الحق والطريق المستقيم فالله جل وعلا يقول: " فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى" ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ". وأوصى فضيلته بتصحيح ما فسد من مناهج تخالف التوحيد الخالص وتناقض العقيدة الصافية , قال تعالى: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون " , محذرا من فشوا المعاصي وانتشار الفواحش, مؤكدا أنه على أبناء الأمة الإسلامية مهما اختلفت مستوياتهم أن يتقوا الله في أمتهم وأن يحرصوا على تقوية روابط الاتحاد والوئام ونبذ التنازع والتفرق والخصام, فمآل ذلك الضعف والهوان وجلب الشرور, قال تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم", فعلى الجميع أن يبتعدوا عن الهوى ومحبة النفوس وعن الأنانية المفرطة, وعن تتبع العثرات وجحد الحسنات مما يورث الفرقة والشتات بين أفراد أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وأضاف: على علماء الإسلام والدعاة والخطباء أن يوجهوا الأمة بكل ما يتفق مع الحكمة ودرء الفتنة وأن تكون منطلقاتهم مما ينص عليه كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم, وعلى الجميع خاصة وقت الفتن أن يحذروا من الاجتهادات الفردية والفتاوى الأحادية في نوازل الأمة مما قد جر ويجر إلى الفتن والمحن التي لا تخدم دينا ولا تقيم دنيا والتأريخ أعظم عظة في ذلك, لابد من تغليب الحكمة والأناءة واستجلاب الكياسة والحصافة فلا تنفع العواطف ولا تنفع ظواهر محبة الأمور لاسيما إذا اتقدت العواطف والتهبت المشاعر فالحاجة للرأي الرشيد والقول السديد ماسة. وأشار فضيلته إلى أن الواجب على أبناء أمة محمد صلى الله عليه وسلم الحذر من كل سبب يجلب العداوة ويشرخ الصف ويكون سببا للتحريش بين المسلمين, فعلينا جميعا الحذر من شائعات الإعلام المغرض وأكاذيب تواصل الشبكات الاجتماعية مما يؤدي إلى مفاسد خطيرة تهدد بنيان المجتمع وتقوض بناء الأمة. وأضاف: إن من الفتن التي امتحن بها المسلمون عبر التأريخ وذاقت من مرارتها شرا مستطيرا فتنة التكفير أي تكفير من ظهر إسلامه والتسارع في ذلك لا بحجة ولا ببرهان, ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا وجبت عليه ", فحرمات المسلمين في أديانهم وأعراضهم وأموالهم وعقولهم كل ذلك مصان في شريعة الإسلام.
مشاركة :