بحث مناهض لـ«الابتعاث» يحذر المبتعثين السعوديين في أميركا

  • 12/30/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مع حملات تشويه كبيرة وتشنيع يشنها رجال دين سعوديون على مشروع الابتعاث في السعودية، الذي شهد توسعاً كبيراً منذ تولي خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سدة الحكم عام ٢٠٠٥، ظهر بحث مناهض للابتعاث يلاحق الطلبة المبتعثين بأميركا، إذ تضمن عنوان «الابتعاث ومخاطره»، من تأليف محمد الصباغ في العام ١٩٧٧، والذي أعاد دار المكتب الإسلامي للنشر طباعته، بعد أن طبعته المرة الأولى الرئاسة العامة للبحوث والإفتاء. «الابتعاث كان من أفتك الأسلـحة لزلزلة الإسلام من القلوب، ومحاولة لاقتلاع جذوره العميقة» بهذه الكلمات بدأ رجل الدين السوري محمد صباغ بحثه الذي قدمه في مؤتمر للدعاة احتضنته المدينة المنورة في العام ١٩٧٧، وطبعته الرئاسة العامة للبحوث والإفتاء في مجلد حمل كل الأبحاث التي قدمت آنذاك وبعضها على شكل كتيبات منفصلة، واللافت أن البحث المشار إليه منتشر في مراكز إسلامية في الولايات المتحدة الأميركية والتي تحتضن أكثر من ١٠٠ ألف مبتعث سعودي. ورأى في بحثه المكون من ٥٠ صفحة أن «الابتعاث والتبشير والإلحاد من وسائل الغرب الكافر لزحزحة الإسلام من صدور المسلمين». ويعتقد الصباغ الذي درّس في جامعات سعودية لأكثر من ٣٠ عاماً، أن «الابتعاث يأتي لتجانس أفكار المستعمر (الغرب) والمبتعثين المسلمين»، مشيراً إلى أنه «رجع كثير منهم (المبتعثون) متشبعين بروح الغرب، يتنفسون برئة الغرب، ويفكرون بعقل الغرب، وينشرون أفكار ونظرية أساتذتهم، ومن يكون خطر هؤلاء أعظم من خطر أساتذتهم». ويحذر الداعية الثمانيني من «خطورة تولي المبتعثين العائدين من رحلة دراستهم، مسؤوليات التوجيه والتربية والإعلام في بلدانهم، إنهم يسلخون عن دينها وقوميتها، ويقومون بعملية مسخ لواقعها وقيمها ومثلها». واقترح رجل الدين السوري المقيم في السعودية في نهاية بحثه إلى الحد من إرسال البعثات لبلاد الكفار حاصراً ذلك للعلوم الضرورية شريطة «أن تكون في مكان توجد به جماعات إسلامية»، مضيفاً: «لا يبتعث إلا المتزوج، ولابد أن يكون الابتعاث إلا بعد مرحلة الماجستير». وسبق وأن حذرت الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن طلابها المبتعثين من التورط في الأفكار المتشددة، والمحافظة على سيمة الاعتدال السعودي، وقد توجهت أخيراً لفرض عقوبات تصل إلى سحب البعثة على من يلج في الأفكار المتطرفة حتى على سبيل المزاح. ويرى سعد الزهراني الذي يكمل دراسة الماجستير في ولاية ميسوري (وسط الولايات المتحدة) في الفيزياء التطبيقية أن مشروع الابتعاث يعد من أهم المشاريع التنويرية في حركة التقدم العمراني والحضاري التي تعيشه البلاد، معتبراً أن الهجمات المناهضة للبرنامج لن تؤثر في مخرجاته المشرفة «على حد تعبيره». ويعتقد سعيد ناصر الشهراني والذي يدرس الهندسة الميكانيكية في جامعة ميسوري بمدينة كولومبيا أن البرنامج يحقق أهدافاً تنموية كبيرة، مضيفاً: «الطلبة السعوديون يدرسون في أفضل جامعات العالم، ما سينعكس إيجاباً عليهم عند عودتهم إلى السعودية، أما المناهضون للبرنامج التنويري يعيشون عزلة مخيفة عن الواقع المعاصر، عشقوا الظلام، لذا هم يطفئون النور بتشددهم». العيسى لـ «الحياة»: «المتشددون» لن يحجبوا «الشمس بغربال» < قال الملحق الثقافي السعودي في أميركا الدكتور محمد العيسى إن «برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي عبقري لرجل عبقري يرعاه، ولن يستطيع أحد أن يحجب شمسه بغربال، حتى وإن ظهرت أصوات تنادي ضد هذا المشروع، وتشكك فيه، ومخرجاته».وبيّن خلال حديثه إلى «الحياة» أن الأصوات التي تتعالى وتنادي بإجهاض البرنامج وهو في عامه العاشر، سيواصل مسيرته، ولن تستطيع أن توقف البرنامج بأصواتها ونشر الكتيبات المغرضة بين أوساط المبـتعثين في أميركا، مشيراً إلى أن السعودية لم تشهد مشروعاً تنموياً بهــذه الضــخامة لأبنائها المبتعثين، والمناهضون للبرنامج لن يؤثروا على مسيرته بآرائهم. وأكد العيسى أن الملحقية الثقافية في أميركا ستتبع الناشرين لتلك الكتيبات، من خلال مواقع التوزيع والنشر، أو من خلال الشبكة العنكبوتية على مواقع الإنترنت، إذ سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم.

مشاركة :