متى تصبح الجراحة القيصرية ضرورية لكِ؟

  • 9/14/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد هيام شحّود | قد تظنين أنّ الجراحة القيصرية من أكثر وسائل الولادة أماناً لا سيما الولادة المقعدية. لكن ما معنى الولادة المقعدية وهل الجراحة القيصرية الحل الوحيد في هذه الحالة، وما المخاطر الكامنة؟ تعرفي الى التفاصيل في المقالة التالية. الولادة المقعدية هي حين يتجّه رأس الجنين في رحمك نحو أعلى بينما تتجه مؤخرته نحو أسفل حين يقترب موعد الولادة ويستعد طفلك للخروج إلى العالم، تتباطأ تحركاته إلى أن يتخذ وضعية ثابتة ويتجه رأسه نحو قناة الولادة. تصبح الولادة مقعدية إذاً عندما يعجز الجنين عن اتخاذ هذه الوضعية ويستعد لإخراج قدميه أولاً. هل الوضع هذا سيئ؟ الرأس أكبر جزء من جسم طفلك. خلال الولادة المهبلية، أي حين يخرج الرأس أولاً، تخرج بقية الجسم بسلاسة ويمكن سحب الأعضاء العالقة كافة بلا مشكلة. حين تكون الولادة مقعدية، يظهر بعض السيناريوهات المحتملة: يعلق الرأس لأنه أكبر جزء من الجسم، وقد يؤدي السحب الشديد إلى خنق الطفل أو إيذائه أو إزعاجه. ربما تلتوي ذراع الطفل أو ذراعاه معاً، ما يفرض ضغطاً غير ضروري على مفاصله اللينة. يختنق الطفل أحياناً بالحبل السري أو يَعْلق به، فيفتقر إلى الأوكسجين ويتضرر دماغه. حتى أنه قد يموت. في حالات مماثلة، يقترح معظم أطباء التوليد إجراء الجراحة القيصرية التي تتطلب إحداث شق جراحي في أسفل بطن الأم لإخراج الطفل منه. أسباب القيصرية تكون الجراحة طارئة ويتخذ الطبيب قرار إجرائها حين يظن أن الولادة المهبلية ستؤذي الأم أو الطفل أو الاثنين معاً. تكتمل فترة الحمل بعد 40 أسبوعاً لكن يتّضح الوضع عموماً في الأسبوع السادس والثلاثين أو السابع والثلاثين. يستطيع الطبيب في هذه الفترة تحديد وضعية الجنين في رحم أمه، ويجمع أهم المعطيات عن الوضع عبر اختبارات وإجراءات متنوعة كالتصوير بالموجات فوق الصوتية وفحص جدار البطن أو المهبل عن طريق التحسس إذا كان عنق الرحم مفتوحاً. يتّخذ الطبيب قراره النهائي بعد التناقش مع الوالدين وجمع المعطيات اللازمة لتحديد مدى الحاجة إلى إجراء الجراحة قيصرية. يجب أن يشمل النقاش المفصّل مختلف خيارات الولادة والمشاكل والمخاطر والمنافع المحتملة قبل تحديد موعد الولادة. لا تشكّل الجراحة القيصرية خياراً تلقائياً إذا كانت الولادة المرتقبة مقعدية لكن يجب أن يكون طبيب التوليد ماهراً ومتمرّساً في مهنته كي يقيّم الخيارات المحتملة بالشكل المناسب. كان الأطباء الأكبر سناً يختارون الولادة المهبلية رغم وضعية الجنين المقعدية لأن هذه الحالة لم تكن تستلزم اللجوء إلى جراحة قيصرية بالضرورة. لكن لم يكتسب الأطباء الأصغر سناً هذه المهارة لذا يولد معظم الأطفال بجراحة قيصرية اليوم إذا لم تكن وضعيتهم طبيعية. ليست معياراً أساسياً تقتصر الولادات المقعدية التي تتطلب تدخلاً طبياً على 4 أو %5 من مجموع حالات الحمل عالمياً. مع ذلك، تظن شريحة واسعة من النساء أن الولادة القيصرية أفضل من الولادة المهبلية لأنها لا تسبب المستوى نفسه من الألم والانزعاج وتمنع مضاعفات توسّع المهبل وبضع الفرج (شق جراحي لتوسيع المهبل مؤقتاً). ونشير هنا إلى أن بعض الأطباء يكونون مسؤولين أيضاً عن اختيار هذه الولادة رغم عدم الحاجة إليها، ذلك لأنها تضمن أرباحاً إضافية! بعد الجراحة القيصرية، تبقى المرأة في المستشفى لبضعة أيام ويمكنها أن ترضع طفلها فور خروجها من غرفة الجراحات واستيقاظها. لكن يجب أن تلازم المستشفى كي تخضع للمراقبة وتتجنب مضاعفات كانسداد السائل المحيط بالجنين أو نزف ما بعد الولادة. إنها حالات شائعة بعد الولادة القيصرية. القيصرية أم الطبيعية؟ يتوقّف القرار على مسار الحمل. من الأفضل اللجوء إلى طرائق الولادة المهبلية دوماً، لكن يبرز بعض الحالات الاستثنائية: وضعية غير طبيعية (مقعدية أو أفقية)، أو مخاض مطوّل أو عسر الولادة، أو متلازمة الضائقة الجنينية، أو هبوط الحبل السري، أو تمزق الرحم، أو ارتفاع ضغط الأم أو الطفل بعد خروج السائل السلوي، أو وصول وزن الطفل إلى أكثر من 4 كيلوغرامات، أو اختلالات في الحبل السري، أو مضاعفات أو أمراض قائمة. من الأفضل دوماً أن تأخذي رأي طبيب آخر وتتأكدي من إجراء الاختبارات كافة والفحوص اللازمة قبل أن تحددي طريقة الولادة. في النهاية، تبقى الولادة تجربة دقيقة وربما تطرح المخاطر على الأم والطفل معاً. لذا احرصي على تلقّي أكبر قدر من المعلومات والمساعدة والدعم لتجاوزها بأفضل طريقة ممكنة.

مشاركة :