كشفت صحيفة كويتية عن لقاء سرّي جمع بين قائد فيلق القدس الجنرال الإيراني قاسم سليماني ومبعوث الرئيس الأمريكي للشؤون العراقية روبريت ماكجورك للاتفاق على حل لتشكيل الحكومة العراقية المتعثر، ووقف التصعيد بين الجانبين في بلاد الرافدين. وذكر مصدر لصحيفة «الجريدة الكوتية» أن مبعوث ترامب طلب من الإيرانيين الإيعاز الى حلفائهم بتجنب مهاجمة المصالح الأمريكية في العراق، لتفادي أي تصعيد قد يخرج عن السيطرة ولا تحمد عقباه. وأضاف المصدر أن ماكجورك شدد لسليماني على أن البلدين يجب أن يضعا خلافاتهما جانبًا، ويعملا معًا على دعم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، موضحًا أن واشنطن لا تصر على دعم شخصية سياسية محددة لقيادة الحكومة المقبلة، بمن في ذلك رئيس تسيير الأعمال حيدر العبادي، لكنها ترى أن الوقت حان لفسح المجال أمام شخصيات جديدة للبروز، وألا تتقيد طهران بحلفائها التقليديين الذين انقطعوا عن الشارع العراقي منذ سنوات طويلة. وأشار المصدر إلى أن سليماني قدم وثائق حصلت عليها استخبارات الحرس الثوري قبيل الهجوم على القنصلية الإيرانية في البصرة، وأكد لماكجورك أن الإيرانيين كانوا على علم بـ«مخطط للاعتداء»، وأخلوا المقر الدبلوماسي من الموظفين والوثائق، لتجنب أي رد فعل غاضب من جانب أنصار طهران في العراق قد يتسبب في إشعال مواجهة بين العراقيين. ولفت سليماني إلى أن الاستخبارات الإيرانية تجري تحقيقات لكشف من يقف خلف الاعتداء. وفي الوقت نفسه، نفى سليماني ضلوع حلفاء إيران بالهجوم على المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الأمريكية، أو توجيه تهديدات للمصالح الأمريكية في بغداد، مؤكدًا أن الوثائق التي حصل عليها «الحرس الثوري» تشير إلى أن الذين نفذوا الهجوم على القنصلية الإيرانية هم أنفسهم منْ دبروا قصف المنطقة المحصنة لجرّ الجانبين إلى مواجهة مفتعلة. وتابعت الصحيفة الكويتية أن سليماني أكد أن على الأمريكيين الانتباه إلى أن العراق بالنسبة لإيران «خط أحمر ومصالح حيوية»، ولا يمكن التفريط فيه أو خسارته، معربًا عن استعداد بلاده لضمان عدم تهديد المصالح الأمريكية من حلفاء طهران في حال التزام واشنطن عدم المساس بمصالح إيران في جارتها العراق. وبحسب المصدر فإن الجانبين اتفقا على الاحتفاظ بخط اتصال سرّي من خلال الواسطة التي جمعتهما لتجنب صدامات غير مقصودة مستقبلًا بالعراق، وأن يستمر التنسيق بينهما عبر هذا الخط لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، لأن وجود عراق بدون حكومة يعتبر خطرًا على الجميع. وأضاف أن الجانبين اتفقا أيضًا على إمكانية توسيع التنسيق فيما بينهما لحلّ الخلافات في لبنان والمساعدة في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.
مشاركة :