طهران عرضت الخروج من العراق مقابل رفع الحصار والتخلي عن إسقاط النظام تسربت في بغداد أنباء عن لقاءات سرية جرت في العاصمة العراقية بين مسؤولين أمريكيين وقادة أمنيين إيرانيين. وقالت مصادر سياسية قريبة من تحالف البناء إن اللقاءات تمت بعد سلسلة رسائل سرية بين الجانبين، مبينة أن إيران أبلغت الولايات المتحدة استعدادها للتخلي عن العراق وخروجها الكامل منه مقابل تعهدات أمريكية برفع الحصار، وإيقاف التحرك لإسقاط النظام السياسي في إيران. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الرد الأمريكي على المقترح الإيراني كان بمثابة رفض مستند إلى إجماع دولي بإيقاف الأنشطة الإيرانية في دول المنطقة، وأن واشنطن ليس بإمكانها أن تتجاهل رغبة المجتمع الدولي في تحجيم الأنشطة الإيرانية، وردع طهران عن العبث في أمن دول الإقليم بما يشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين. الجدير بالذكر أن محطة «روسيا اليوم» الروسية كانت قد ذكرت في الشهر الماضي نقلا عن مصدر سياسي عراقي تأكيده وجود مباحثات أمريكية إيرانية بشأن الأوضاع التي يشهدها العراق. ونقلت عن المصدر قوله إن المباحثات تناولت آنئذ مسألة بقاء عادل عبدالمهدي رئيسا للحكومة، وأن «الطرفين الإيراني والأمريكي لم يتفقا بخصوص كثير من الملفات، وخاصة تلك المتعلقة بالحشد الشعبي» وتواصل طهران عبر أذرعها في العراق الضغط على واشنطن من خلال استهداف منشآتها العسكرية والدبلوماسية بصواريخ تطلقها جماعات مسلحة تابعة لها في العراق. وكان مسؤول أمريكي قد حذر من مغبة استهداف مقار التحالف الدولي عقب هجمات استهدفت قاعدة قرب مطار بغداد بصواريخ مجهولة تعتقد المنظومة الاستخبارية الأمريكية أنها انطلقت من أماكن تسيطر عليها جماعات مسلحة مرتبطة بإيران. وتلقى مسؤولون عراقيون رسائل من جهات أمريكية وأخرى دولية تحذرهم من مغبة عمليات الاغتيال والاختطاف التي يتعرض لها الناشطون بما يترتب عليها من تجريم للمتورطين فيها. وقال رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي إنه تلقى معلومات موثقة عن بدء المحكمة الجنائية الدولية التحرك لإيجاد توصيفات دقيقة لما يحدث في العراق من عمليات قتل واختطاف، مبينا أن القضاء الجنائي الدولي في طريقه إلى تجريم كل من يثبت تورطه في قتل المتظاهرين أو اختطافهم.
مشاركة :