دليل التنمية البشرية بُشرى للخليج وهيمنة عربية على «الأكثر تراجعاً»

  • 9/16/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حمَل دليل التنمية البشرية الذي صدر مساء أول من أمس، وحصلت «الحياة» على نسخة منه، بشرى لدول الخليج، التي احتل عدد منها موقعاً بين الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً. في المقابل، سجل الدليل هيمنة عربية بين الدول «الأكثر تراجعاً» بسبب عدم المساواة، وسجلت المنطقة العربية ثاني أكبر فجوة بين الجنسيْن في المناطق النامية بلغت 14.5 في المئة، وكان معدل مشاركة المرأة العربية في القوى العاملة الأدنى بين المناطق النامية، وبلغ 21 في المئة. رغم ذلك، فإن الدليل - الذي يقيس إنجازات البلدان في مجالات الصحة والتعليم والدخل ويصدر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- ارتفع عربياً بنسبة 25.5 في المئة منذ العام 1990. لكن المؤسف أن الدول الثلاث التي شهدت أكبر تراجع في الترتيب، هي سورية التي تكبدت الحجم الأكبر من الخسائر، إذ تراجعت 27 مرتبة، تليها ليبيا (26 مرتبة)، وأخيراً اليمن (20 مرتبة)، وجميعها دول يعاني من صراعات واقتتال داخلي. ووفق المؤشر، تبقى المعدلات العالمية لمشاركة المرأة في القوى العاملة (49 في المئة) أدنى من معدلات مشاركة الرجل (75 في المئة). كما لا تزال المرأة تتحمل حصة أكبر من الرجل في العمل غير المدفوع الأجر، سواء في العمل المنزلي أو في تقديم الرعاية. ولا تزال نسبة المقاعد التي تشغلها المرأة في البرلمانات منخفضة، لا سيما في الدول العربية وجنوب آسيا، حيث تبلغ نحو 18 في المئة، وهي الأدنى في العالم. كما تطاول تأثيرات العنف ضد المرأة المجتمعات كافة، والمجتمعات العربية بشكل واضح، حيث يقوّض زواج الأطفال وارتفاع معدلات الولادات لدى المراهقات، خيارات الفتيات العربيات وفرصهن. ولعل هذا ما أدى إلى خسارة الدول العربية 25 في المئة من القيمة الإجمالية للدليل. وبينما تخلو المكانات الـ30 الأولى للدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً، من أي أسماء عربية، تحتل إسرائيل المرتبة الـ22. إلا أن القائمة «المرتفعة جداً» تضم عدداً كبيراً من الدول العربية، إذ تحتل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر وتونس أمكنة الدول العربية الأكثر إحرازاً وتقدماً في الدليل. وتزاحمت بقية الدول العربية في النصف الثاني من القائمة الأممية الأكثر تقدماً. ومن مجموع 112 دولة، جاءت عُمان في المرتبة الـ48، والكويت في المرتبة الـ56، ولبنان (80)، والجزائر (85)، والأردن وتونس (كلاهما 95)، وليبيا (108). ولحقت بهذه الدول مصر (115)، والسلطة الفلسطينية (119)، والعراق (120)، والمغرب (123)، وذلك في قائمة الدول «متوسطة الإحراز». وفي قائمة الدول الأقل إحرازاً، جاءت سورية في المرتبة الـ155، وموريتانيا (159)، والسودان (167)، وجيبوتي (172)، واليمن (178). وعلى جانب آخر من الكوكب، تصدرت النروج وسويسرا وأستراليا وإرلندا وألمانيا ترتيب 189 دول المعمورة في دليل التنمية البشرية. ويشهد الاتجاه العام في العالم –باستثناء مناطق بعينها- تحسّناً مضطرداً على صعيد التنمية البشرية، إذ ارتقى العديد من الدول إلى مراتب أعلى. وقال مدير مكتب تقارير التنمية البشرية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي السيد سليم جاهان: «برغم أن المؤشرات تدفعنا إلى التفاؤل بأن الفجوات تضيق، إلا أن الفوارق في مستويات الرفاه بين البشر لا تزال على اتساع غير مقبول. فاللامساواة بكل أشكالها وأبعادها بين البلدان وداخلها، تحّد من خيارات البشر وفرصهم، وتقف عائقاً أمام التقدم». يُذكر أن الطفل الذي يولد في النروج، حيث القيمة الأعلى لدليل التنمية البشرية، يتوقع له أن يعيش ما يزيد على 82 سنة، وأن يمكث في المدرسة 18 سنة تقريباً. أما الطفل الذي يولد في النيجر، حيث القيمة الأدنى، فيتوقع ألا يتجاوز 60 سنة من العمر، وألا يمضي أكثر من خمس سنوات في المدرسة. واعتبر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي السيد أخيم شتاينر أن «هذه الأرقام في حد ذاتها ترسم صورة قاتمة لأوضاع العالم، وتُعبر عن مأساة الملايين الذين تتأثر حياتهم نتيجة غياب الإنصاف وضياع الفرص، وكلاهما ليس قدراً محتوماً لا يمكن تغييره». يُذكر أن «دليل التنمية البشرية المعدل بعامل عدم المساواة» يحمل مقارنة مستويات اللامساواة داخل البلدان، وكلّما زادت اللامساواة، تراجع البلد في ترتيب التنمية البشرية.

مشاركة :