إن الأمم التي تواكب التقدم تكسب قصب السبق، أما تلك التي تغوص في قيعان تفاصيل الحاضر، فإنها تغوص في الرمال، لا تستطيع التقدم، ولا حتى الرجوع. إن السنوات العشر القادمة مرعبة علميا للأمم، ليس خيالا إنما واقع اقترب من التطبيق، بفضل مراكز أبحاث عملت وما زالت تعمل على الابتكار للإنسانية، وها هي الآن تثمر. مثال ذلك، النانو -وما زلنا في بداية تطبيقاته- قادم لنا كقدوم الكهرباء لحياة الإنسان، وما تحدثه من تحول في سلوكيات حياته، فكيف إذا كانت في صحته؟ مثال، الخلايا الجذعية stem cell، فهي عملية استنبات للأعضاء البشرية دون الحاجة إلى المتبرعين وأدوية تثبيط المناعة، واجتهاد للمستقبل لزراعة «العضو» سواء كلى أو قلب أو كبد، وغيرها، إنما جهاز المناعة يعدّه جزءا منه تكوينا بل ويحتضنه. تقنية العلاج الجيني genetic therapy من أخطر وأهم العلوم الطبية المستقبلية، وهو عبارة عن تحليل للخريطة الجينية «الوراثية» للفرد، وتحديد الضعف المستقبلي للفرد. مثال: شخص في عمر الـ50 عاما سيعاني أمراض القلب، استباقا لذلك وهو في عمره الـ30 سنة يقوم باستكشاف الجين gene المسبب لأمراض القلب له، لذلك يتم استبداله بجين gene سليم غير معيب، وبذلك لن يعاني أبدا من أمراض القلب، بأمر الله. إننا شعوب تُطحن لا لشيء إلا أن نقمع أنفسنا، ولا نبني مستقبلا متحولا بسرعة تفوق الضوء! إن البلد الذي يجاري ويتسابق مع عجلة التغير الرهيب القادم، هو السعودية، رغم البطء، ولكنها تواكب -ولو قليلا- لظروف محيطة ولا تُلام. إن البناء الجديد ليس كالسابق، لا أتحدث عن المواد الجديدة التي لم تعرفها البشرية من قبل، مثل البلاستيك حاليا، وكيف أثره. إن لم تقرؤوا كتابا قدمه كاتب سعودي وهو البروفيسور نايف الروضان، رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب، في مايو كلنك، وهارفارد وييل، والآن في أكسفورد، اسمه «الجيوسياسية والعلوم الناشئة للرقي بالبشرية» فهو كتاب بحثي عظيم يحدثكم عما أنتجته مراكز البحث العلمي العالمية. ليت قومي يعلمون.
مشاركة :