ـ أي محاولة تستهدف النهوض بالرياضة والارتقاء بمجالها فكرا وعملا وسلوكا تتطلب الكثير من المشاركة، ولعل القنوات الفضائية والمسؤولين فيها عن تلك البرامج الرياضية الحوارية اليومية تعد الركيزة الغائبة التي حان الوقت مع الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد الالتفات لها والحرص عليها ومنحها عضوية رسمية وثابتة في نهج العمل الرياضي حتى يتنسى الخروج بقرارات حيوية تحد من التعصب ومن زخم التجاوزات الفضائية سواء من البرنامج كبرنامج أم سواء من بعض ضيوفها الذين امتهنوا الصخب وفوفضوية الطرح والنقاش، هكذا لمجرد أن الكل في هذا السياق يبحث له عن صيت وشهرة وبريق ضوء. ـ فالرياضة ولعبة كرة القدم تحديدا تتأثر بما يحيط بها من لفظ وكلمة وعبارة، والمنتمون لها في المدرجات هم من فئة (الشباب) وصغار السن، وهؤلاء كذلك سرعان ما تجرفهم هذه البرامج وتبعثر الكثير من ثقافاتهم وبالتالي فالضرورة هنا تحتم صناعة (برامج) رياضية حوارية عاقلة ومتزنة ومؤثرة بالوعي لامؤثرة بحدة التعصب المقيت وسواده. ـ هذه فكرة بل مقترح أقدمه اليوم للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد وللمسؤولين عن تلك البرامج اليومية التي شوهت حقيقة الرياضة وحقيقة كرة القدم والمنافسة في ميادينها لتحولها إلى حالة عداء واحتقان ومخاصمة. ـ كنا نقول في عقود مضت الإعلام هو الشريك الإستراتيجي للرياضة، أما اليوم فالذين يتمعنون في المشهد يجزمون بأن هذه الشراكة تغيرت إلى أخرى عنوانها التأجيج، مستندين إلى طريقة وأسلوب (الردح) اليومي لبعض من نسميهم بالضيوف (الحصريين) ومن (مقدم) لايهتم بمصلحة رياضة البلد بقدر ما هو اهتمامه بالترويج عن مصالحه الوقتية التي تنتهي مع آخر عبارة ينطق بها في برنامجه ومع أي أخرى يبدأ بها يومه الجديد. ـ كفاية تعصباً .. كفاية انحيازاً .. كفاية عبثاً بالرياضة وعقول جيل الشاب الذي ينتمي لميادينها. ـ أقول كفاية مع يقيني التام بأن فكرة ومقترح إشراك المعنيين بتلك القنوات والبرامج قد يحد كثيرا من مخاطر ما نحن فيه اليوم، كما قد يكون مفيدا لمستقبل رياضي تسوده الروح العالية والأخلاق الحميدة والقيم المهنية المؤثرة. ـ فاليوم ليس كالأمس .. فاليوم يجب أن نرى جديدا على أرض العمل يفرز في نهايته الإيجابية التي تدعم وتحفز الرياضة لا أن نبقى محصورين في دائرة التعصب والعدائية وتشويه كرة القدم وتشويه منافساتها.. وسلامتكم.