المملكة تنهي صراع الـ20 عامًا بين إثيوبيا وإريتريا

  • 9/17/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وانطلاقا من إحساس المملكة بالمسؤولية التاريخية كان له الدور الهام في إحلال السلام بين إثيوبيا وإرتيريا وإنهاء عقود من الصراع بينهما، خاصة أن كلا البلدين يعتبران جارين للمملكة، فهما يقعان على الطرف الآخر من البحر الأحمر الذي تمتد سواحل المملكة على معظم ساحله الشرقي. وبالفعل، أعلنت إثيوبيا وإريتريا، في 9 يوليو الماضي، انتهاء حالة الحرب بينهما، وذلك في بيان مشترك غداة عقد لقاء تاريخي بين رئيس الحكومة الإثيوبي آبي أحمد والرئيس الإريتري اسياسي افورقي في أسمرة، وذلك تتويجا لجهود سعودية تكللت ببداية عصر جديد من السلام والصداقة بين البلدين.إنهاء قطيعةويأتي ذلك بعدما أعلن افورقي وآبي أحمد قبيل البيان المشترك بيوم وتحديدا في 8 يوليو، خلال مأدبة عشاء عن إعادة فتح السفارات والحدود بينهما، بعد عقود من قطيعة حرب باردة بين جاري القرن الإفريقي.والاجتماع التاريخي هو الأول من نوعه منذ 20 عاما بين زعيمي البلدين اللدودين، بعد خوضهما حربا استمرت من 1998 إلى 2000، بسبب خلاف حدودي، قتل فيها نحو 80 ألف شخص.وبحسب توجيهات من خادم الحرمين الشريفين، التقى وزير الخارجية عادل الجبير عبر زيارات مكوكية بين أديس أبابا وأسمرا بزعيمي البلدين، سلم خلالها رسالتين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، من أجل دفع التوافق والسلام بين الجارين، وها هي المنطقة تجني ثمار الجهود السعودية باحتضان مدينة جدة للمصالحة التاريخية.جهد مقدروفي سياق الجهود السعودية، قال رئيس حزب الوسط الإسلامي السوداني والمحلل السياسي د. يوسف الكودة في اتصال هاتفي لـ«اليوم»: إن وجود رئيسي اريتريا واثيوبيا في ضيافة خادم الحرمين الشريفين، من أجل إعادة العلاقات بين البلدين لهو عمل ينم عن مجهودات عظيمة طالما عملت عليها المملكة في المنطقة، وأضاف: جهود المملكة بالمساعدة في إنهاء حرب بين بلدين جارين استمرت نحو عقدين من الزمان يُعتبر عملا سياسيا مقدرا، فنحن لا نستغرب ذلك؛ لعلمنا بدور المملكة العظيم في إنهاء النزاعات بالمنطقة، والعمل على نشر السلام بين الشعوب.وتابع الكودة حديثه بالقول: المملكة بالنسبة لنا كعرب ومسلمين دورها عظيم، وعلى جميع الدول أن تعمل على دعم جهودها والاصطفاف حولها؛ لأنها تعتبر حائط الصد أمام كل ما يهدد الأمنين العربي والإسلامي.أمن المنطقةومن جهته، ثمن القيادي في الحزب الحاكم بالسودان د.ربيع عبدالعاطي جهود المملكة، منوها إلى أن أي صراع في منطقة البحر الأحمر أو على القرن الأفريقي يؤثر على الأمن والسلام في المنطقة برمتها، بما ذلك العالم العربي وكافة بلدان الساحل، لافتا إلى أن عودة العلاقات بين البلدين ستنعكس إيجابا على شعوب البحر الأحمر خاصة وأفريقيا ككل.وأضاف عبدالعاطي: إن وساطة السعودية لإنهاء الصراع ستكون آثاره خيرا ورخاء على المنطقة، واستقرار البلدين فيما بينهما فيه استقرار وأمن منطقة البحر الأحمر، وشدد على أن فيه مصلحة للجميع بتلاقي المصالح العربية والأفريقية المشتركة، خاصة أن البلدين عضويتيهما فاعلة ومؤثرة في الاتحاد الأفريقي.لا يمكن تجاهلهفي المقابل، أشار الخبير في شأن القرن الأفريقي، أبو عبيدة برغوث إلى أن جهد المملكة في إنهاء حرب استمرت عشرين عاما لا يمكن تجاهله، وقال: السعودية أدت دورا واسعا ومقدرا في تحقيق مصالحة ستؤدي لتحريك المسارات التنموية والإنسانية بالنسبة لشعبين بينهما قواسم مجتمعية مشتركة.وواصل برغوث حديثه: هذا الجهد سيدفع دول أفريقيا نحو تمتين علاقاتها الإستراتيجية مع المملكة، حيث يأتي ذلك في إطار اهتمام السعودية بالقارة السمراء، وأضاف: وهذا هو المهم لدى جميع الأفارقة، وأفريقيا هي البوابة للعالم، واستطرد: نتمنى من المملكة زيادة اهتمامها وتركيزها على أفريقيا، فغالبية الأفارقة يرونها قائدة إقليمية وقوى لا يمكن تجاوزها على كافة الأصعدة.

مشاركة :