رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز توقيع رئيس دولة إريتريا أسياس أفورقي، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد علي أمس، اتفاق جدة للسلام بين البلدين، في حضور ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. وقلّد العاهل السعودي الرئيس الإريتري ورئيس الوزراء الإثيوبي قلادة الملك عبدالعزيز، فيما حضر مراسم التوقيع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان. وكان الملك سلمان استقبل في قصر السلام بجدة، كلاً من أفورقي، وآبي أحمد علي. وأجريت للرئيس الإريتري ورئيس الوزراء الإثيوبي مراسم استقبال رسمية، حيث عزف السلام الوطني للبلدين والمملكة، كما أقام خادم الحرمين مأدبة غداء تكريماً لضيوف المملكة. ورأى مراقبون أن وجود الأمين العام للأمم المتحدة في القمة التي رعتها السعودية يعدّ اعترافاً أممياً بدور المملكة الريادي في إرساء السلام، والدور الذي تقوم به في المنطقة والعالم، مشددين على أن رعاية خادم الحرمين للمصالحة الإثيوبية- الإريترية تؤكد النهج السعودي في نشر السلام والتقريب بين الأشقاء والدعوة إلى التسامح والائتلاف. يذكر أن إثيوبيا وإريتريا أعادتا الثلثاء الماضي، فتح الحدود البرية بينهما للمرة الأولى منذ 20 سنة، ما يمهد الطريق للتجارة بينهما، بعدما دخلا في عداء طويل تخللته حروب حدودية، إحداها في أيار (مايو) 1998، وعرفت بـ «حرب بادمي» في إشارة إلى مثلث بادمي الحدودي الذي يضم ثلاث مناطق (بادمي وتسورنا ويوري). وفي تموز (يوليو) الماضي، أبرم رئيس الحكومة الإثيوبية، ورئيس إريتريا، إعلاناً حول السلام، ينهي رسمياً عقدين من العداء بعد آخر مواجهة عسكرية (عام 2000) بين الجانبين، أوقعت حوالى 100 ألف قتيل من الجانبين وآلاف الجرحى والأسرى، وأنفقت خلالها أكثر من ستة بلايين دولار.
مشاركة :