استكمل البرلمان العراقي أمس، انتخاب هيئته الرئاسية المؤلفة من محمد الحلبوسي رئيساً وحسين كريم وبشير حداد نائبين، فيما تجدد الجدل حول الكتلة الأكبر بعد انتهاء التصويت على هيئة الرئاسة، وأعلن ائتلاف «النصر» تمسكه بترشيح رئيسه حيدر العبادي لمنصب رئيس الوزراء. في الوقت ذاته، ترسخ الخلاف داخل الاتحاد الوطني الكردستاني حول مرشحه لمنصب رئيس الجمهورية، بين جناحين، الأول يقوده نائب زعيم الحزب كوسرت رسول علي الداعم لترشيح برهم صالح، والثاني تقوده عائلة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني والذي يحظى بالنفوذ الأوسع، الرافض لترشيح قيادات من خارج الحزب. واستأنف البرلمان أمس جلسة مخصصة لاستكمال التصويت على اختيار هيئة الرئاسة بعد فشل جلسة أول من أمس في حسم اختيار النائب الثاني لرئيس البرلمان، ونال النائب بشير حداد مرشح الحزب الديموقراطي الكردستاني المنصب، فيما انتخب حسن حداد المرشح عن تحالف «سائرون» لمنصب النائب الأول أول من أمس. وحصل الحداد خلال تصويت أمس على 185 صوتاً من أصل 282، فيما حصل منافسه أحمد حمه رشيد على 53 صوتاً، ووجدت 16 بطاقة اقتراع فارغة، و28 ورقة اقتراع باطلة. وتسلمت رئاسة البرلمان الجديد رسمياً أمس، مهماتها من رئيس السن محمد الزيني، وقال رئيس البرلمان محمد الحلبوسي خلال الجلسة إن 25 الشهر الجاري حُدد موعداً لفتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية الذي يفترض انتخابه قبل الثالث من الشهر المقبل وفق المادة 72 من الدستور. وأضاف الحلبوسي: «يجب التوجه إلى البناء والسلام وإنجاز التشريعات اللازمة التي ما زالت في أدراج المجلس»، مطالباً بـ «الحسم في مواجهة الفساد بكل أشكاله وأصنافه». وزاد أن «الفساد والتخلف تسببا بالفقر وتراجع مفاصل الحياة في العراق». وأوضح أن وفداً نيابياً يضم رئاسة البرلمان سيزور مدينة البصرة غداً للإطلاع على مشاكلها بعد موجة الاحتجاجات الشعبية، المطالبة بتأمين الخدمات. إلى ذلك، تجدد الجدل حول صاحب الكتلة البرلمانية الأكبر المكلفة اختيار رئيس الوزراء بعد انتهاء انتخاب هيئة رئاسة البرلمان، وأكد نواب عن تحالف «البناء» الذي يضم «الفتح» و «دولة القانون»، أن فوز مرشحيهم لمناصب رئيس البرلمان ونائبيه أثبت للجميع أن التحالف يشكل الكتلة الأكبر وليس الطرف الآخر. ويؤكد تحالف «الإصلاح والإعمار» الذي يضم «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر و «النصر» بزعامة حيدر العبادي أنه الكتلة الأكبر قبل أن يعلن الصدر والعامري تقاربهما بعد أحداث البصرة، لكن المفاوضات ما زالت متعثرة. وأعلن ائتلاف «النصر» أمس أن رئيسه حيدر العبادي ما زال «مرشحه الأقوى والأوفر حظاً» لمنصب رئيس الوزراء. وقال عضو الائتلاف علي السنيد في بيان: «قياساً إلى الإنجاز الذي حققه العبادي بالانتصار على تنظيم «داعش»، وإنهاء الطائفية، ووقف الانهيار الاقتصادي، وإحباط مشاريع تقسيم العراق، فضلاً عن النجاح الكبير في بناء علاقات عربية وإقليمية ودولية، لكل هذا نجد أن العبادي ما زال المرشح الأقوى والأوفر حظاً في تسلم منصب رئيس الوزراء، خصوصاً بعد حديث المرجعية عن العودة إلى من يتمتع بالحكمة والخبرة في الإصلاح».
مشاركة :