بعدما لامَسَ الاستقطابُ السياسي الحاد على خلفية أزمة تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، «حافة» تهديد السلم الأهلي وتحديداً في منطقة الجبل، قام «التيار الوطني الحرّ» (حزب الرئيس ميشال عون) والحزب التقدمي الاشتراكي (بزعامة وليد جنبلاط) بـ «خطوة الى الوراء» تَلاقيا معها على وجوب تنظيم الخلاف السياسي - الحكومي ومعاودة ضبْطه تحت سقف عدم تعريض المصالحة المسيحية - الدرزية (في الجبل) لاختبارٍ قد يضع البلاد برمّتها أمام خطرِ انفلات مجمل الواقع اللبناني وانزلاقه الى... المحظور.ورأت أوساطٌ سياسية مطلعة ان البيانيْن اللذيْن صدرا أمس عن كل من «التيار» و«التقدمي» بوجوب التهدئة يعكسان واقعياً خطورة ما شهدتْه الأيام الماضية في ضوء «انفجار القلوب المليانة» بين الطرفين على شكل «حروب كلامية» من العيار الثقيل على المنابر كما على منصات التواصل الاجتماعي وصولاً الى ما أفيد عن مناخات احتقان على الأرض في بعض المناطق، وقبْلها معركة «الإقصاء على الهوية» من بعض الإدارات والوزارات، ما استدعى من الطرفيْن رسْم «خطوطٍ حمر» للتجاذب الحاد الدائر على خلفية رفْض فريق عون حصْر التمثيل الدرزي في الحكومة الجديدة بـ «التقدمي» لعدم منْح الأخير «فيتو ميثاقياً». وأوضحت ان حدود «الهدنة» لا تعكس أي اختراق في البُعد الدرزي لأزمة تشكيل الحكومة، بمقدار ما أنها تعبّر عن حرصٍ على ألا تتحوّل هذه العقدة «عود ثقاب» يُخشى أن يضع منطقة الجبل والبلاد عموماً أمام امتحانٍ قد يعرّض الاستقرار لهزات غير محسوبة، ملاحِظةً ان بيان «التقدمي» ربَط دعوة محازبيه ومناصريه لوقف السجالات كافة مع «التيار الحر» في سياق «حماية السلم الأهلي»، بعدما كان التيار أشار في بيان التهدئة «الى السجالات التي اتّخذت منحى طائفياً بغيضاً هو بعيد كل البعد عن أدبيات التيار». وفيما جاء «سكْب مياهٍ باردة» على جبهة «التقدمي» - «التيار» غداة جولة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الشوف، فإن جنبلاط كان بكّر أمس في إطلاق إشارة تهدئةٍ عبر تغريداتٍ أكدت على الحوار، ولاقتْ الكلام «الحكيم للبطريرك الراعي الذي دعا لحكومة حيادية لمعالجة الوضع بعيداً من السجالات»، رغم انتقاده رئيس «التيار الحر» الوزير جبران باسيل ضمناً بإشارته الى «ان مواضيع الكهرباء وتلوث المياه (...) أهمّ مما يفعله صهر من هنا او منظّر او موتور من هناك».وعلى وقْع التقارير عن تريُّث فرنسي بأي دخول مباشر على خط المأزق الحكومي عبر إرسال موفد الى بيروت، فإن السفير برونو فوشيه أكد بعد زيارته عون ان بلاده «تبدي اهتماماً خاصا بالملف الحكومي، لا سيما لجهة متابعة تنفيذ قرارات مؤتمر سيدر وتوصياته»، مجدداً تأكيد ان «زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبيروت ستتم في موعدها بين 11 و14 فبراير».واعتبرتْ الأوساط السياسية ان موعد زيارة ماكرون يفترض ان يشكّل مهلة حضّ للقوى السياسية على الإسراع بإنجاز تشكيلة حكومية «قابلة للحياة» وبتوازناتٍ ذات امتداد اقليمي «تُطَمئن» المجتمع الدولي الراغب في «تسييل» نتائج مؤتمر سيدر 1. إلى ذلك، شَهِد ملف العودة الطوعية التدريجية للنازحين السوريين انتقال دفعة جديدة منهم أمس (نحو 200) الى بلدهم من مناطق عدة. ديبلوماسي سعودي يحضر مرافعات «محكمة الحريري» | بيروت - «الراي» | باشر وكلاء الدفاع عن المتهَمين الأربعة من «حزب الله» باغتيال الرئيس فريق الحريري مرافعاتهم الختامية أمس أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في محاولةٍ لدحض قضية فريق الادعاء واتهاماته التي ارتكزتْ على دليل «داتا» الاتصالات في شكل رئيسي وعلى «سياق سياسي» للجريمة رُبطت فيه قيادة «حزب الله» والنظام السوري.وفيما كان وكيل الدفاع عن «قائد وحدة الاغتيال» سليم عياش يطلب البراءة للأخير معتبراً ان الادعاء استند الى أدلة ظرفية لا يمكن اعتبارها دامغة ومُقْنِعة ولا يرقى اليها شك معقول، كشف تلفزيون «المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناشونال» ان ديبلوماسياً سعودياً حضر المرافعات أمس انطلاقا من اهتمام المملكة بقضية اغتيال الحريري وبمسائل تُطرح على علاقة بالمملكة كمسألة زيارة الحجّ لعياش في يناير 2005.وكان الادعاء أشار في مرافعاته الختامية الاسبوع الماضي وفي معرض عرْضه الأدلة المتعلقة بإسناد الهواتف إلى عياش، الى ان أنشطة هواتف الأخير بين 15-1-2005 و28 -1-2005 تؤكد بشكل اضافي أنه بقي في لبنان في حين سافرت زوجته الى السعودية وان «جواز السفر الخاص بعياش استخدمه شخص آخر»، لافتاً الى أن «إمكان تزوير الجواز كانت كبيرة في تلك الفترة لان المعلومات كانت تكتب بخط اليد».
مشاركة :