ما أدركت سر الحسين!

  • 9/18/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ذكرى خالدة لسفر ممتلئ بالتضحيات، كلما أخلق الزمان تجدّدت هذه الذكرى ليستلهم منها الأجيال صفات خلاقة لمعانٍ في صنوف من العزة والإباء والتضحية والفداء، سطّرها أبو الأحرار الإمام الحسين عليه السلام، الذي أعلنها مدوية لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله.خرج عليه السلام لينتزع الأمة من ذل الفساد الى أوج العزة والكرامة، خرج بأهله وأصحابه وعياله، لمقابلة الظلم وردع الظالمين، والتصدي للحقد والحسد والضغينة، بكل ما يمتلك من أساليب النصح والارشاد.خرج والطرماح يحدويا ناقتي لا تذعري من زجريوامضي بنا قبل طلوع الفجرفي خير ركبان وخير سفرآل رسول الله آل الفخريا مالك النفع معاً والضرايد حسينا سيدي بالنصروقف أبو الأحرار في صحراء كربلاء يقاوم ويدافع عن الدين، لينصر جميع المظلومين في بقاع الأرض على جميع الأزمنة، ويعلن للدنيا بأن الظلم لابد وأن يقهر، والظالمون لابد أن يندحروا، ودماء المظلومين تظل فواحة مشرقة ظاهرة أضواؤها ومساراتها الى عنان السماء، بأن إذا دام الظلم دمر. قاوم الامام الحسين عليه السلام الظالمين بكل ما يملك وصبر على كل ما لقي من ظلم، هو والكوكبة المؤمنة من أصحابه وأهل بيته.منعوا عنه الماء فصبر وقاوم، أتى برضيعه وعرضه على القوم ليسقوه جرعة من الماء، فأردوا الرضيع بسهم محقق ذبحه من الوريد الى الوريد، ما أعظم صبرك يا أبا الشهداء وتضحيتك في سبيل المبدأ والعقيدة والاصلاح، ونشره واجتثاث الظلم والقضاء على الظالمين.كل أصحاب الامام الحسين وأهل بيته بذلوا مهجهم في سبيل ثورة الحق، وانتهت المعركة ولكن دم أبوالاحرار، والذين ضحوا معه لم يزل عبقا طيباً يأنس به ويتذوقه كل من ينشد الحرية.وقفت أخته الحوراء زينب بعد معركة الطف تجمع العيال، وتدافع عنهم وتحميهم فضربت أروع المثل بجهاد المرأة المؤمنة المدافعة عن الحق، هي والامام زين العابدين عليه السلام بالبرهان المقنع، وقول الحق والإشارة الطيبة والهدي الى الطريق المستقيم.سيدي يا أبا عبداللهقاومت الظلم وتصديت للظالمين، وقدمت كل ما تملك في سبيل إعلاء الحق وإزالة الظلم والمسلمون الان يتعرضون الى أنواع من الظلم كثيرة شردت آلاف من النساء، وسيق بعضهن الى سوق النخاسة وقتل الأطفال وحرموا من أبسط مستلزمات الحياة حتى اللبن مُنع عن الرضع.جورٌ وظلمٌ واستبداد أودى بحياة مئات الألوف من البشر غرقاً في مسيرات الهجرة، خوفا من الظلم حتى العِلم منعوه لينشروا الامية أين هم من عذاب الله؟سيدي يا أبا الأحرارإذا تعلم منك المفكرون والحكماء كيف يكونون مظلومين لينتصروا، فأنت فنارة يهتدي بنورها كلّ من يطلب العزة والكرامة والحرية وشعاعها يلهم الصابرين، ويفتح بصائرهم في إيجاد سبيل متعددة لصد الظلم والقضاء على الظالمين.وثيقة من رسول الله باقية يعلو الحسين بها فوق السهى رتباحسين مني سراج مشرقوأنا من الحسين فيا أكرم به نسباالوحي أول ما أهدى صحائفهكان الحسين من الأنوار مقترباهذا التراث الذي فاز الحسين بهعن جده لم يرث مالاً ولا نشباالسلام عليكم سيدي أبا الشهداء، وعلى الدماء السائلة بين يديك ورحمة الله وبركاته.

مشاركة :