ما أدركت سر الحسين... حروف - مقالات

  • 9/26/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دماء سالت وثورات تتابعت وأصوات هدرت تنادي بالحرية وأيد حمراء دقت أبوابا للحرية عبر الأيام والسنين تذكر وتروح، إلا ثورة ابي الشهداء، فهي باقية كلما جاء عام ظهرت وكأنها جديدة وكلما اخلق الزمان تجددت لتضرب اروع مثل في التضحية وأحسن مثل في الإباء وأوضح مثل للعزة وأسمى مثل للكرامة. أبوالشهداء قابل الظلم بقلب قوي كي يثبت للدنيا بأن الظلم لن يدوم وان الاصلاح لا بد وان يحل محل الفساد. وقف ابو الاحرار ليرشد القوم ويجادلهم بالتي هي احسن، بقوله: لم أخرج أشرا ولا بطرا ولكن خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي. صُمت اذن القوم ان تسمع كلمات الهدى وعميت اعينهم ان ترى سبيل الخير قست القلوب فلن تمل لهداية تباً لهاتيك القلوب القاسية عزموا على قتال أبي الاحرار فقابلهم بنفسه وابنائه واخوته واسرته واصحابه. فقاتل هو وإياهم قتال الابطال كي يعلن للدنيا ان الخير لا بد وان ينتشر والحق لا بد وان يعلو، اما الشر فلا بد ان يتقهقر والسوء والبطش والكبرياء والعناد لابد وان تهوي في مكان سحيق. اراد أبوالاحرار أن يستسقي لطفله الرضيع فرفعه الى القوم كي يسقوه قليلا من الماء، فأبوا ان يرحموه. أشار اليهم لاحظوا هذا الطفل فعليه شبه الهادي الشفيع لن ينظروا لهذا القول فرموه بسهم محقق فأردوه ذبيحاً بين يدي ابيه. تباً للقلوب القاسية... ما أروع صبرك سيدي يا أبا عبدالله الحسين فقد اخوته وابناءه وابناء اخيه وكوكبة طيبة من اصحابه في سبيل نشر الحق والقضاء على الباطل. ضرب ابوعبدالله الحسين، اروع الامثلة بالصبر والتضحية والفداء من اجل ان يستبدل الضمائر الخاوية بأخرى خضراء ناظرة حتى تشق طرقاً عديدة للحرية تعلم من صبره كثير من الحكماء والمصلحين حتى قال من قال منهم، «تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر». هذه الثورة التي فجرها الامام الحسين - عليه السلام - في طلب الاصلاح لن تخمد ولن تزول ولن تمحى من قلوب المؤمنين ولا من ذاكرة الاجيال لأنها تعطي جذوات تدفع على تحقيق الامل نحو مستقبل مشرق تعلو فيه كلمة الحق وتندحر مفردة الباطل. وقفت اخت الحسين - عليه السلام - زينب في صحراء كربلاء يوم اشعل الظالمون خيام الاطفال والنساء كي تنقذ الاطفال وتذود عنهم والظالمون يعيثون فساداً وظلماً وطغيانا. تشاطرت هي والحسين بدعوة حكم القضاء عليهما ان يندبا هذا بمشتبك النصول وهذه في حيف معترك المكارة في السبا. سيدي يا ابا الاحرار قد ناضلت ودافعت وبذلت مهجتك ومهج آل بيتك واصحابك في سبيل اعلاء دين جدك محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وظفرت بالشهادة وكنت ولم تزل منارة يستدل بها كل مظلوم الى سبيل النجاة، ومنارة يرى في قمتها سبلاً وطرقاً ومشارب للخير وسبل الهداية وطرق الرشاد. سيدي يا ابا عبدالله نعيش في وقت انتشر فيه الظلم واتت فرقة باقية عفت في ارض المسلمين فساداً فقتلت شباب المسلمين ووضعتهم في اقفاص وحرقتهم، وسيرت النساء رقيقاً، يباعن ويشترين، وحرمت الطفل الصغير من جرعة اللبن. مئات الآلاف قد قضوا من دون ان يقترفوا ذنباً او يأتوا بجريرة. سيدي يا ابا الشهداء عسى ان نلتمس من ثورتك قبساً تهتدي به الامة الاسلامية الى سبيل الهدى وطريق الصلاح والجدال بالتي هي احسن ومجابهة الحجة بالتفكير المنطقي السليم والرأي المستنير المبني على البرهان الواضع والنور الساطع. وثيقة من رسول الله باقية يعلو الحسين بها فوق السهى رتبا حسين مني سراج مشرق وانا من الحسين فيا أكرم به نسبا الوحي أول ما أهدى صحائفه كان الحسين من الأنوار مقتربا هذا التراث الذي فاز الحسين به عن جده لم يرث مالا ولا نشبا

مشاركة :