تونس: «الخليج»يعمل البرلمان في تونس على القيام بدور الوساطة لإذابة الخلاف القائم بين الحكومة واتحاد الشغل، أكبر النقابات، والذي أدى إلى تعميق الأزمة السياسية في البلاد بجانب توتر اجتماعي.ونظّم البرلمان لقاء بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد وأمين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي مساء الاثنين، بعد لقاءين منفردين أجراهما رئيس البرلمان محمد الناصر مع كلاهما.ويهدف اللقاء إلى التوصل لاتفاق بشأن أزمة بيع المؤسسات العمومية التي تواجه صعوبات مالية وتفعيل الاتفاقات المعلقة بين الجانبين بخصوص الزيادات في الأجور والمنح في بعض القطاعات.وظل الاتحاد منذ أشهر يدعم مقترح إقالة الحكومة الذي ينادي به حزب حركة نداء تونس بدعوى فشله في حل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، كما أطلق حملة للتصدي إلى خطط الحكومة لبيع بعض المؤسسات العمومية، بهدف إنقاذ المالية العمومية.وتأتي هذه الوساطة في وقت تزداد فيه الأزمة السياسية في البلاد تعقيداً إثر تجميد الحزب الحاكم (نداء تونس) لعضوية رئيس الحكومة يوسف الشاهد وإحالة ملفه على لجنة النظام الداخلي. وهو قرار يهدف للرد على تقارير تشير إلى نوايا الشاهد تكوين حزب جديد واستقطاب كتلة برلمانية جديدة مؤيدة له.وتقدمت بالفعل «كتلة الائتلاف الوطني» التي تضم عدداً من النواب المنشقين عن النداء وآخرين مستقلين، بطلب رسمي إلى رئاسة البرلمان لتشكل بذلك الكتلة الثالثة من حيث الحجم بعد النهضة الإسلامية والنداء.وفي حال اتجاه الشاهد رسمياً إلى تكوين حزب جديد، فإن ذلك يعني مزيد تقلص حجم ونفوذ نداء تونس قبل أشهر قليلة من الانتخابات. وحذرت أمس القيادية البارزة في الحزب ووزيرة السياحة سلمى اللومي من اتجاه الحزب نحو الخسارة في الانتخابات المقبلة عام 2019 مع تزايد التوتر والانقسامات بين أجنحة نداء تونس.وقالت اللومي إن زيادة التوتر داخل القطب الديمقراطي الوطني ستمهد لخسارة الحزب في انتخابات 2019، داعية إلى الإسراع بالحوار والوحدة من أجل الإنقاذ.