أكد عضو هيئة التفاوض السورية والناطق الرسمي باسمها، يحيي العريضي، أنه لا يمكن القطع بمصير إدلب، لأن المحاولات لا تزال جارية على قدم وساق، والمباحثات لم تنقطع ما بين تركيا وروسيا، كما جرى اللقاء بين الرئيسين التركي والروسي بهذا الخصوص، وتفيد تصريحات الجانبين بأن هناك صعوبات عديدة ستواجههم، بسبب التباين الواضح في وجهات النظر بين الجانبين.وقال العريضي: من الناحية التحليلية، ليس من صالح موسكو أن تخسر أنقرة والعكس صحيح، لكن هناك مصلحة لجهة معينة تتمثل بالطرف الثالث «إيران» لأن بقاءها في سوريا يعتمد بشكل كامل على استمرار التوتر والنزف السوري، فهي مستفيدة من هذا الموضوع، رغم الحصار المطبق عليها وحاجتها لكل من تركيا وروسيا، مع ذلك فهي تفاضل بين البقاء في سوريا والحصار وتختار البقاء، لذلك لن تنجح بمخططاتها الخبيثة، فنحن نعرف تماماً أن هناك أمورا كثيرة تحول دون تنفيذ العمل العسكري في إدلب، كما كان الوضع في الجنوب السوري في الغوطة الشرقية ومنطقة شمال حمص ومناطق أخرى.وأضاف العريضي: الأمر في إدلب مختلف لأسباب عديدة، بداية بتلك الصرخة الشعبية من الأهالي الذين خرجوا بمئات الآلاف وأعادوا صرخة 2011، حيث لاحظ العالم أجمع أن إدلب هي سوريا مصغرة، ومن جانب آخر بها التواجد المدني الهائل الذي يتجاوز 3 ملايين، والأمر الثالث هو استعداد الفصائل وقوى عسكرية للمقاومة حتى النهاية بحكم أنه ليس هناك من مخرج، والأمر الرابع هو التكاتف العالمي من أجل نجاة إدلب من كارثة يتصرف فيها النظام بلا مسؤولية. وأبان أن المطلوب من روسيا إنجاز عسكري سياسي في سوريا، وهي إن استمرت بالعملية العسكرية وفعلت شيئا في إدلب فأعتقد أنها ستخسر الجانب العسكري، وكذلك الجانب السياسي، مضيفاً: من هنا نرجح أن تكون الأمور ليست هجوما كاملا، وإنما شيء نوعي يخص تحديداً هيئة تحرير الشام «النصرة سابقاً»، وهي تحت خيارين، إما أن تحل نفسها وتبعد قادتها الأجانب لبلادهم، وكذلك عودة أهل البلد المنتمين للهيئة إلى رشدهم ويعرفون أن الثورة السورية هي ثورة سلمية تنشد الحرية والخلاص من الديكتاتورية، أو أن يكون هناك توافق دولي حول الموضوع، ليصبح الوضع طبيعيا بحيث إنها تحل النصرة أو توجد طريقة لحلحلة المسألة، ومن ثم الانخراط في العملية السياسية حسب القرارات الدولية.وأفاد العريضي بأن روسيا تريد عملية عسكرية وبالوقت ذاته إقامة ممرات إنسانية، مضيفا: إن من يريد فتح ممرات وهي مسألة سلمية، لا يلجأ للحرب، وموسكو تريد أن تحقق إنجازا سياسيا بأدوات عسكرية، وهذا تناقض بحد ذاته، فروسيا استطاعت أن تنجز بسبب رخاوة الموقف العالمي، وعليها ترك سوريا والسوريين يتدبرون أمورهم بأنفسهم.وشدد العريضي على أن المعارضة تستطيع الصمود في وجه النظام وحلفائه في حال تم شن الهجوم على إدلب، فهناك آلاف من الفصائل وهم على استعداد وسيقاومون بكل ما أوتوا من قوة وبدعم تركي.وزاد: لا أعتقد أن المعارضة تأتمر بالأمر التركي، فهذا وطنهم وهم يدافعون عنه في وجه ميليشيات إيران وميليشيات حزب الله والنظام.وحول العملية السياسية بمشاركة النظام، أكد أن الأخير لم يعد أمامه إلا ذلك الخيار، فالأمر الطبيعي أن تطبق القرارات الدولية، وأن تكون جنيف هي الأمر الطبيعي الذي يجب أن يحدث إذا توفرت الإرادة العالمية، التي لمسناها من خلال لقاء الهيئة السورية للتفاوض في جنيف في 14 من هذا الشهر، بعد أن التقت مع المبعوث الدولي، والتأكيد على المسار السياسي باعتباره الحل الذي يوصل سوريا إلى بر الأمان.
مشاركة :