تحيي منظمة الصحة العالمية يوم 21 سبتمبر من كل عام " اليوم العالمي للزهايمر" الذى يحمل هذا العام شعار " كل 3 ثوان هناك شخص ما في العالم يصاب بالخرف" ، و يهدف احتفال هذا العام إلي التأكيد على أن هذا المرض كان نادر الحدوث من قبل ، و أصبح الآن يظهر بشكل متزايد بسبب التقدم فى العمر ، حيث تظهر أعراضه بعد سن الستين، وكل 3 ثواني هناك مريض جديد عبر العالم. وتؤكد إحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2017، أن حوالي 50 مليون شخص يعانون من مرض ألزهايمر، الذي يشهد تسجيل حالات إصابة مرتفعة سنويا في أنحاء متفرقة من العالم. وأن كل 3 إلى 4 ثوانى تظهر إصابة جديدة بالزهايمر عالميا، وأن هناك حوالي 4 ملايين مصاب بالزهايمر بقارة أفريقيا، و9.4 مليون بأمريكا الشمالية والجنوبية، وأن هناك مليونا و 700 ألف مريض فى بريطانيا . وبحلول عام 2050 سيرتفع هذا العدد إلى 131.5 مليون شخص (بمعدل إصابة كل 3 ثوان). وكان أول احتفال بهذا اليوم قد بدء في عام 1984في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية ، حيث قدمت مجموعة من الخبراء بـمرض ألزهايمر رؤية هدفها : "حياة أفضل للأشخاص الذي يعانون من الخرف ولذويهم" . ومنذ 25 سنة، لم تتغير الرؤية، وكذلك العاطفة لم تتزعزع، حيث تضاعف عدد جمعيات مرضى ألزهايمر من 4 أعضاء لتصل إلى أكثر من 75 جمعية عالمية للزهايمر. وقد اختارت منظمة ألزهايمير العالمية ومنظمة الصحة العالمية يوم 21 سبتمبر من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للزهايمير، حيث تهدف للفت الأنظار لهذا المرض الآخذ في الانتشار ولمرضاه الذين يمثلون عبئًا على ذويهم وعلى أنظمة الصحة في مختلف البلدان. وتعتقد منظمة الزهايمر العالمية أن مفتاح الفوز في المعركة ضد الخرف يكمن في مجموعة فريدة من الحلول العالمية والمعرفة المحلية. وهي تعمل محليا، على تمكين الجمعيات الوطنية لتعزيز أدوارها في تقديم الرعاية والدعم لمرضى الزهايمر وذويهم. وعلى المستوى العالمي، تركز الاهتمام على هذا الوباء وبدء حملة لتغيير السياسات من الحكومات ومنظمة الصحة العالمية.إن الخرف مصطلح شامل لعدة أمراض تصيب الشخص تدريجيًا في معظمها، فتؤثر على ذاكرته وسائر قدراته المعرفية وسلوكياته وتخل إخلالًا كبيرًا بقدرته على مزاولة أنشطة حياته اليومية. وغالبًا ما تكون النساء أكثر إصابة به من الرجال. ومرض ألزهايمر هو أشيع أنماط الخرف، وقد يمثل نسبة تتراوح بين 60 و70٪ من حالات الخرف. ويشكل الخرف الوعائي وأشكال الخرف المختلطة النمطين الشائعين الآخرين للخرف. وقد أشار الدكتور "تيدروس أدهانوم غيبرييسوس" المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في دراسة طبية بشأن هذا المرض ، يصاب بالخرف نحو 10ملايين شخص كل عام، منهم 6 ملايين شخص في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. ومع شيخوخة سكان العالم، من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص المتعايشين مع الخرف إلى ثلاثة أمثاله بحلول عام 2050 من 50 مليون شخص إلى 152 مليون شخص. وأنه يترتب على ذلك معاناة هائلة، ليصبح هذا الوضع بمثابة جرس إنذار لنا لنولي اهتمامًا أكبر لهذا التحدي المتنامي ونضمن حصول جميع الأشخاص المتعايشين مع الخرف، أينما كانوا، على الرعاية اللازمة لهم. وأضاف غيبرييسوس ، أن التكلفة السنوية لرعاية الأشخاص المتعايشين مع الخرف في العالم تقدر بنحو 818 مليار دولار أمريكي، أي ما يتجاوز 1% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ويشمل إجمالي تكلفتها التكاليف الطبية المباشرة وخدمات الرعاية الاجتماعية وخدمات الرعاية غير الرسمية (الخسارة في دخل مقدمي الرعاية). ومن المتوقع أن تُجاوز هذه التكلفة الضعف بحلول عام 2030 لتبلغ تريليوني دولار أمريكي، الأمر الذي قد يقوض التنمية الاجتماعية والاقتصادية وينهك نظم الخدمات الصحية والاجتماعية، بما فيها نظم الرعاية الطويلة الأجل. وتعرف منظمة الصحة العالمية الخرف، بأنه متلازمة تتخذ عادة طابعًا مزمنًا أو تدريجيًا، تتسم بحدوث تدهور الوظيفة المعرفية (أي القدرة على التفكير) بوتيرة تتجاوز وتيرة التدهور المتوقعة في مرحلة الشيخوخة العادية. ويطال هذا التدهور الذاكرة والتفكير والقدرة على التوجه والفهم والحساب والتعلم والحديث وتقدير الأمور. ولكنه لا يطال الوعي. وكثيرًا ما يكون تدهور الوظيفة المعرفية مصحوبًا، أو مسبوقًا في بعض الأحيان، بتدهور في القدرة على ضبط العاطفة أو في السلوك الاجتماعي أو الحماس. ويحدث الخرف بسبب مجموعة مختلفة من الأمراض والإصابات التي تلحق بالدماغ في المقام الأول أو الثاني، مثل مرض ألزهايمر أو السكتة الدماغية. والخرف من أهم الأسباب التي تؤدي إلى إصابة المسنين بالعجز وفقدانهم استقلاليتهم في كل أنحاء العالم. وهو من الأمراض التي لا تجهد المصابين بها فحسب، بل تجهد أيضًا القائمين على رعايتهم وأفراد أسرهم. وهناك نقص في الوعي بالخرف وفهمه في غالب الأحيان، مما يتسبب في الوصم وطرح عقبات أمام التشخيص والرعاية. ويمكن أن يخلف الخرف آثارًا جسدية ونفسية واجتماعية واقتصادية على من يقومون برعاية المرضى وعلى أسر المرضى والمجتمعات. ويصيب الخرف كل فرد بطريقة مختلفة، حسب درجة تأثير المرض وشخصية الفرد قبل إصابته بالمرض. ولفهم علامات الخرف وأعراضه يمكن تقسيمها إلى 3 مراحل هي: - المرحلة الأولية: كثيرًا ما يتم إغفال المرحلة الأولية من الخرف لأن الأعراض تظهر بشكل تدريجي. وفيما يلي الأعراض الشائعة في هذه المرحلة: النسيان ؛ فقدان القدرة على إدراك الوقت ؛ الضلال في الأماكن المألوفة . - المرحلة الوسطى: مع تطور الخرف إلى المرحلة الوسطى تصبح العلامات والأعراض أكثر وضوحًا وأكثر تقييدًا للمصاب بها. ومنها ما يلي: نسيان الأحداث الحديثة العهد وأسماء الناس ؛ الضلال في البيت ؛ صعوبة متزايدة في التواصل مع الغير؛ الحاجة إلى مساعدة في الاعتناء بالذات ؛ تغير السلوك، بما في ذلك التساؤل وطرح الأسئلة بصورة متكررة. - المرحلة المتقدمة: تتسم المرحلة المتقدمة من الخرف باعتماد كلي على الغير وانعدام النشاط تقريبًا. وفي هذه المرحلة تصبح اضطرابات الذاكرة كبيرة وتصبح العلامات والأعراض الجسدية أكثر وضوحًا. ومن أعراض هذه المرحلة ما يلي: عدم إدراك الوقت والمكان ؛ صعوبة التعرف على الأقرباء والأصدقاء ؛ حاجة متزايدة إلى المساعدة على الاعتناء بالذات ؛ صعوبة المشي ؛ تغير في السلوك قد يتفاقم ليشمل شكلًا عدوانيًا. وهناك الكثير من الأشكال أو الأسباب المختلفة للخرف. ويعد مرض ألزهايمر أشيع أسباب الخرف ومن المحتمل أنه يسهم في حدوث 60% إلى 70% من الحالات. ومن الأشكال الرئيسية الأخرى الخرف الوعائي، والخرف الناجم عن أجسام ليوي (أجسام بروتينية تتراكم بشكل غير طبيعي داخل الخليات العصبية)، ومجموعة من الأمراض تسهم في حدوث الخرف الجبهي الصدغي ( تنكس الفص الجبهي من الدماغ). ولا يمكن التمييز بين مختلف أشكال الخرف، ويمكن أن يصاب المرء بمزيج منها في آن واحد. وتشير الإحصائيات العالمية، إلي أن هناك ما يقرب من 50 مليون مريض بالزهايمر فى العالم، أكثر من نصفهم (58%) يعيشون في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. كما يشهد كل عام حدوث 7.7 مليون حالة جديدة من المرض. وتشير التقديرات إلى أن نسبة المصابين بالخرف بين عموم من يبلغون من العمر 60 عامًا فما فوق في وقت معين، تتراوح بين 5 الى 8 من بين كل 100 شخص. وأن هناك حوالي 4 ملايين مصاب بالزهايمر بقارة أفريقيا، و9.4 مليون بأمريكا الشمالية والجنوبية، وأن هناك مليونا و 700 ألف مريض فى بريطانيا . وهناك نحو 1.2 مليون ألماني مصاب بأحد أمراض العته. وأن 7 % من مجموع الشعب المصري فوق سن الستين ،مشيرا إلى أن هناك حوالى نصف مليون مريض بالزهايمر فى مصر . ومن المتوقع أن يرتفع عدد المصابين علي مستوي العالم إلى 115 مليونا بحلول عام 2050 حسب تقديرات الجمعية الألمانية للزهايمر. أوضــح استطلاع رأى أجراه معهد إييوس الفرنسي، أن 20% من الفرنسيين لديهم خوف شديد من الإصابة بمرض ألزهايمر، مقابل 37% لمرض السرطان وكذلك بالنسبة للسكتة الدماغية، كذلك أن 49% من الفرنسيين يعرفون أعراض مريض ألزهايمر و66% يخشون أن يصابون به في يوم من الأيام. وأجري الاستطلاع على ألف و58 شخصًا لصالح مؤسسة الأبحاث الخاصة بمرض ألزهايمر؛ والذي يصيب ما بين 800 ألف إلى 1.2 مليون فرنسي. وفي وقت سابق ،تم مؤخرا افتتاح قرية لألزهايمر في فرنسا، وذلك خــلال يوم الاحتفال العالمي الألزهايمر، الموافق 21سبتمبر. وتشير تقارير منظمة ألزهايمير العالمية ، إلي أنه لا يوجد حاليًا أي علاج يمكن من الشفاء من الخرف أو وقف تطوره التدريجي. ويجري تحري العديد من العلاجات الجديدة في مراحل مختلفة من التجارب السريرية. غير أن هناك الكثير مما يمكن توفيره لدعم المصابين بالخرف والقائمين على رعايتهم وأفراد أسرهم، وتحسين حياتهم. وفيما يلي الأهداف الرئيسية المنشودة في مجال رعاية المرضى: التشخيص المبكر من أجل تعزيز التدبير العلاجي الأمثل ؛ بلوغ المستوى الأمثل من الصحة البدنية والقدرة المعرفية والنشاط والعافية ؛ الكشف عن الأمراض الجسدية المصاحبة وعلاجها ؛ الكشف عن الأعراض السلوكية والنفسية، التي تمثل تحديًا، ومعالجتها؛ توفير المعلومات والدعم الطويل الأجل للقائمين على رعاية المرضى. ومن الملاحظ أن البحوث التي تحدد عوامل الخطر القابلة للتغيير لا تزال شحيحة. وتركز الوقاية على الغايات التي تقترحها البينات والبراهين المتاحة، والتي تتضمن مواجهة عوامل خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم الذي يصيب الأشخاص في منتصف العمر، والسمنة وارتفاع الكوليسترول اللذين يصيبان الأشخاص في منتصف العمر، والاكتئاب الذي يصيب الناس في منتصف العمر أو آخره، فضلًا عن العوامل المتعلقة بأنماط الحياة مثل التدخين، والخمول البدني، واتباع نظام غذائي غير صحي. وكشفت دراسة حديثة، توصلت إلى نتائج مشجعة ربما تمهد لتغييرات كبيرة، تتعلق بشكل كبير بالكشف عن مرض ألزهايمر في وقت مبكر للغاية، وترفع بالتالي من إمكانية التعامل معه بطريقة جيدة للغاية، لاسيما وأن الكشف المبكر عن هذا المرض يساعد بنسبة كبيرة في التغلب عليه، حسب ما أشارت دراسات علمية سابقة. وذكرت الدراسة التي أشرفت عليها جامعة بازل السويسرية أن باحثيها اكتشفوا عنصرًا يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن الأمراض التنكسية في الجهاز العصبي على غرار الباركنسون أو الزهايمر. وأوضحت الدراسة أن هذا العنصر والمعروف باسم FGF21)) عبارة عن بروتين ينقل الإشارة والتواصل بين الخلايا، وينتج عن رد فعل إجهاد الخلايا بعد اضطراب في الميتوكندريا، وتسمى أيضا المتقدرة وهي عبارة عن حبيبات خيطية، تعمل على توليد الطاقة داخل الخلية.وذكرت الدراسة السويسرية ، أن إصابة الميتوكندريا بعطل قد يتسبب في إجهاد الخلايا، وأن تعرض الخلايا للإجهاد بشكل كبير، يعتبر محور الأمراض التنكسية في الجهاز العصبي. وأفاد أن دراسة البروتين (FGF21) ربما يساعد في الكشف المبكر عن الأمراض التنكسية في الجهاز العصبي مثل ألزهايمر، والباركنسون ( الشلل الرعاش ) حيث ترتبط هذه الأمراض بالإجهاد الكبير، الذي تتعرض له الخلايا. وقد نجح علماء أمريكيون في اختبار دواء، يساعد على خفض ما يطلق عليه صفائح أميلويد والتي يربط بعض العلماء بين تراكمها في الدماغ وبين تدمير الخلايا العصبية في الجسم، وبالتالي الإصابة بمرض الزهايمر. وكانت دراسة سابقة صادرة عن جامعة “يوثا هيلت” الأمريكية أكدت أن القيام بنشاط بدني منتظم ربما يساعد الأشخاص المصابين بالزهايمر في تخفيف حدة أعراض هذا المرض، وأضافت الدراسة أن الموسيقى كانت من بين الأمور التي تساعد على استرجاع الذكريات القديمة، زيادة على دفعها الأشخاص إلى الغناء والرقص وهو ما قد يشكل حافزا إيجابيا للجسم البشري بحسب الدراسة.وقد دشنت منظمة الصحة العالمية مؤخرا أول نظام عالمي للرصد ، وسيعنى المرصد العالمي للخرف، وهو منصة إلكترونية دشنتها المنظمة بتتبع سير التقدم المحرز قطريًا وعالميًا في تقديم الخدمات للأشخاص المتعايشين مع الخرف ولمقدمي الرعاية لهم. كما سيرصد مدى وجود سياسات وخطط وبنى تحتية وطنية لتقديم الرعاية والعلاج لهم وتدابير وطنية للحد من خطر الإصابة بالخرف. ويضم المرصد أيضًا معلومات عن نظم ترصد هذا المرض وبيانات عن عبئه. وتقول الدكتورة "تارون دوا" مديرة إدارة الصحة النفسية وتعاطي المواد التابعة للمنظمة، إنه أول نظام عالمي لرصد الخرف يتضمن مثل هذه المجموعة الشاملة من البيانات. وأضافت دوا، أنه لن يمكننا فقط من تتبع سير التقدم المحرز بهذا الشأن، بل سيمكننا أيضًا من تحديد أحوج المجالات إلى جهودنا في المستقبل، وهو ما لا يقل أهمية عن تتبع سير التقدم. والنتائج مشجعة في مجالي التخطيط لصالح الأشخاص المتعايشين مع الخرف وتقديم الدعم لمقدمي الرعاية لهم . لقد جمعت المنظمة حتى الآن بيانات من 21 بلدًا من جميع فئات الدخل، ويتوقع بنهاية عام 2018 أن يبلغ عدد البلدان المسهمة ببيانات 50 بلدًا.وتشير النتائج الأولية إلى أن نسبة مرتفعة من البلدان التي قدمت بيانات تتخذ حاليًا بالفعل إجراءات في مجالات كالتخطيط، والتوعية بمرض الخرف، وترويج صداقة الأشخاص المتعايشين معه (كتيسير مشاركتهم في الأنشطة المجتمعية والتصدي لما يتعرضون له من وصم)، وتقديم الدعم والتدريب لمقدمي الرعاية لهم، وهم من أفراد الأسرة في أغلب الأحيان. ومن مجموع البلدان التي أبلغت ببيانات عن هذا الموضوع حتى الآن: نظمت 81% منها حملات توعية بمرض الخرف أو للحد من خطر الإصابة به ؛ تعتمد 71% منها خطة لصالح الأشخاص المتعايشين مع الخرف ؛ وتقدم 71% منها الدعم والتدريب لمقدمي الرعاية للأشخاص المتعايشين مع الخرف؛ وتنفذ 66% منها مبادرات صديقة للأشخاص المتعايشين مع الخرف.وتوصي المنظمة بكل هذه الأنشطة في خطة العمل العالمية بشأن الاستجابة الصحية العمومية للخرف للفترة 2015- 2025. إذ تشكل هذه الخطة مخططًا شاملًا للعمل في مجالات تشمل ما يلي: التوعية بمرض الخرف وترويج صداقة الأشخاص المتعايشين معه، الحد من خطر الإصابة به، تشخيصه وعلاجه وتقديم الرعاية للمصابين به، البحث والابتكار، تقديم الدعم لمقدمي الرعاية لهم. وتقترح الخطة إجراءات محددة يمكن أن يتخذها كل من واضعي السياسات، ومقدمي الرعاية الصحية ومقدمي الرعاية الاجتماعية، ومنظمات المجتمع المدني، والأشخاص المتعايشين مع الخرف ومقدمي الرعاية لهم. وقد وُضعت هذه الخطة بإيلاء اهتمام لأهمية احترام حقوق المصابين بالخرف الإنسانية وإشراكهم في عمليات التخطيط لرعايتهم. كما أنها تتضمن غايات يُستند إليها في تقييم التقدم المحرز.أما في مجال التشخيص والبحث حيث يستلزمان جهودًا كبيرة ، كشف المرصد عن أن من مجموع البلدان المبلغة ببيانات، لم تتمكن سوى 14% منها فقط من بيان عدد الأشخاص الذين شخصت حالاتهم بالخرف. إذ تشير الدراسات السابقة إلى أن 90%، لا أقل، من المصابين بالخرف في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل لا يدركون حالتهم.وتسلط البيانات الضوء أيضًا على الحاجة إلى زيادة البحوث المتعلقة بالخرف. وقد ظهرت في الأعوام الأخيرة بعض البوادر المشجعة فيما يخص التمويل المتاح للاستثمار في إجراء بحوث لإيجاد دواء للخرف، لكن يلزم بذل المزيد من الجهود في هذا المضمار.وفي عام 2016، كان عدد المقالات المنشورة عن الخرف في مجلات علمية محكمة بمراجعة الأقران يناهز السبعة آلاف مقال، مقارنة بأكثر من 15 ألف مقال عن داء السكري، وما يربو على 99 ألف مقال عن السرطان في العام ذاته. ويلزم إجراء بحوث ، لا لإيجاد دواء للخرف فحسب، بل أيضًا في مجالات الوقاية منه، والحد من خطر الإصابة به، وتشخيصه، وعلاجه، ورعاية المصابين به.وسيشكل المرصد العالمي للخرف مصرفًا للمعارف يمكن كلا من السلطات الصحية والاجتماعية، والمهنيين الطبيين، والباحثين، ومنظمات المجتمع المدني، من الاطلاع على البيانات القُطرية والإقليمية عن الخرف، والتقارير العالمية والإرشادات والمبادئ التوجيهية وعدد اللوازم المتعلقة بالوقاية منه وعلاجه.
مشاركة :