منتخب أستراليا يسعى لإثبات جدارته «آسيويا»

  • 12/31/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

سيكون المنتخب الأسترالي أمام فرصة مثالية لتعويض ما فاته عام 2011 وذلك عندما يخوض مشاركته الثالثة فقط في نهائيات كأس آسيا على أرضه وبين جماهيرهش اعتبارا من 9 يناير (كانون الثاني) المقبل. ويسعى «سوكيروس» بقيادة المدرب انجي بوستيكوغلو بقيادة المخضرمين تيم كاهيل ومارك بريشيانو ومايل جيديناك والشبان ماثيو ليكي وجيسون ديفيدسون إلى تأكيد مكانته في القارة الآسيوية التي التحق بها في 2006 بحثا عن المزيد من التنافس في ظل تواضع مستوى منتخبات أوقيانيا، لكنه لم يتمكن في المشاركتين السابقتين من رفع الكأس بعد أن خرج عام 2007 من ربع النهائي تحت قيادة المدرب غراهام أرنولد على يد نظيره الياباني بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1 - 1 في الوقتين الأصلي والإضافي. وفرض المنتخب الياباني نفسه عقدة «سوكيروس» بعد أن حرمهم من اللقب في 2011 بالفوز عليهم في النهائي 1 - صفر بعد التمديد أيضا، وبالتالي يأمل أصحاب الضيافة استغلال عاملي الأرض والجمهور لكي يصعدوا خطوة إضافية على منصة التتويج. ورغم فشلهم في تحقيق أي فوز خلال نهائيات مونديال البرازيل الصيف الماضي، فإن الأداء الذي قدمه الأستراليون كان واعدا جدا إذ كشف العرس الكروي العالمي عن مواهب جديدة مثل ليكي، فيما أكد كاهيل بهدفه الرائع أمام هولندا أنه ما زال يتمتع بغزيرة تهديفية قاتلة سيكون لها شأنها في المغامرة القارية الثالثة لبلاده التي تبدأها بمواجهة الكويت في مجموعة تضم العملاق الكوري الجنوبي وعمان. ولم تكن تحضيرات رجال بوستيكوغلو للنهائيات القارية جيدة إذ خسروا أمام بلجيكا (صفر - 2) ثم فازوا على السعودية (3 - 2) ثم تعادلوا مع الإمارات (صفر - صفر) وخسروا أمام قطر (صفر - 1) واليابان حاملة اللقب (1 - 2)، لكن هذه النتائج لا تحمل أي معان كما أن الخروج من الدور الأول لمونديال البرازيل لم يكن كارثيا وذلك لأن القرعة كانت صعبة للغاية إذ وقع «سوكيروس» مع إسبانيا حاملة اللقب وبطلة أوروبا وهولندا وصيفتها وتشيلي القوية. ويمكن للمنتخب الأسترالي الذي خسر مبارياته الـ3 أن يواسي نفسه وذلك لأن إسبانيا خرجت أيضا برفقته بعد أن حسمت هولندا وتشيلي بطاقتي المجموعة. ومن المؤكد أن أستراليا في مرحلة بناء جيل جديد بعد انتهاء حقبة نجوم كبار مثل هاري كيويل ولوكاس نيل والحارس مارك شفارتزر وبريت هولمان وبريت إيمرتون وستكون كأس آسيا 2015 فرصة أمام الوافدين الجدد لفرض أنفسهم مثل تومي يوريتش المتوج مع وسترن سيدني بلقب دوري أبطال آسيا الذي كان الأول لبلاده، وذلك بقيادة بعض المخضرمين مثل كاهيل الذي يدافع حاليا عن ألوان نيويورك ريد بولز الأميركي، وروبي كروس (باير ليفركوزن الألماني) وجيديناك (كريستال بالاس الإنجليزي) ومايك ميليغان (ملبورن فيكتوري). «مضت 6 أشهر منذ نهائيات كأس العالم. خضنا سلسلة من المباريات التي جعلت أهدافنا واضحة»، هذا ما قاله بوستيكوغلو بعد إعلانه عن التشكيلة النهائية التي سيخوض بها البطولة القارية والتي ضمنت 7 لاعبين من الذين شاركوا في نسخة 2011 وهم نايثن بورنز وكايهل وجيديناك وكروس ومات ماكاي وتومي أور وماثيو سبيرانوفيتش. وتابع: «في النهاية، أنا راض جدا عن اللاعبين الـ23 الذين اخترناهم. من وجهة نظرنا، نحن مرتاحون جدا مع هذه المجموعة لأن جميعهم سيكون جاهزا والأهم سيكون الجميع قادرين على خوض البطولة بأكملها». وتسلم بوستيكوغلو (49 عاما)، مدرب منتخب الناشئين السابق، مهامه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد إقالة الألماني هولغر أوسييك إثر خسارتين ساحقتين 6 - صفر أمام كل من البرازيل وفرنسا. وحمل بوستيكوغلو، الذي قاد بريزباين رور إلى لقب الدوري الأسترالي، مسؤولية الانتقال من «الجيل الذهبي» إلى حقبة جديدة. ولد في اليونان وهاجر إلى أستراليا مع أهله بعمر الخامسة، فنشأ في ملبورن، قبل أن يتدرج وصولا إلى المنتخب الأول. حصل على عقد لـ5 سنوات وهو أول أسترالي يعمل بدوام كامل منذ 9 سنوات، بعد نجاحه في إحراز اللقب المحلي مرتين مع بريزباين رور، واشتهر بطريقة لعبه التي تعتمد على السرعة، الشراسة والتمرير. ووضع لنفسه هدف تغيير أسلوب لعب الفريق من خلال الاعتماد على السيطرة على الكرة والضغط على الفريق المقابل، كما أنه سيحاول معالجة إخفاق المدرب السابق أوسييك في منح الفرصة لعدد من اللاعبين الشباب واستبدال الجيل السابق الذهبي لكرة القدم الأسترالية. ويعترف بوستيكوغلو الذي لعب كمدافع في صفوف ساوث ملبورن (من 1984 حتى 1993) ووسترن سابربز (1994)، بالدور الهام للمخضرمين في صفوف المنتخب وهو قال بهذا الصدد: «سواء كان الأمر مع النادي أو المنتخب فإن وجود اللاعبين أصحاب الخبرة مهم جدا». ويتحدث بوستيكوغلو عن مدى تأثره بتجربته مع الفئات العمرية قائلا: «لقد كانت تجربة رائعة بالنسبة لي كمدرب. لقد دربت منتخبات الفئات العمرية لـ7 سنوات وقمت بالكثير من التدريب خلال هذه السنوات لأنني كنت محظوظا بالسفر حول العالم وشاركت في 6 بطولات بكأس العالم تحت 17 سنة وكأس العالم تحت 20 سنة. لقد واجهنا عددا من أفضل الدول على صعيد تطوير كرة القدم ورأينا عددا من اللاعبين الذين أصبحوا فيما بعد من نجوم اللعبة. بالنسبة لي كمدرب، كانت تجربة خيالية ومنحى تعليميا مميزا ودائما ما أقول بأن هذه السنوات الـ7 كانت بمثابة الدكتوراه بالنسبة لي وتعلمت فلسفاتي التدريبية خلال تلك الفترة وقادتني عندما دربت الكبار والأندية إلى وضع كل ما تعلمته إلى التطبيق. وحتى الآن، أنا مرتاح بكل الأمور لأنني عملت خلال 7 سنوات بهذا المستوى من التعامل مع كل ما يجب أن تقوم به في الساحة الدولية». ولا شك أن تيم كاهيل (35 عاما) هو نجم أستراليا الأول بعد تسجيله 36 هدفا في 76 مباراة، وهو رقم قياسي، لذا يتوقع أن يقود الهجوم الأسترالي في البطولة القارية التي ستكون على الأرجح مشاركته الأخيرة مع «سوكيروس» بسبب تقدمه في العمر وهو سيسعى بالتالي إلى تتويج مشاركته القارية الثالثة بأفضل طريقة ممكنة. وكاهيل هو الناجي الوحيد من الجيل الذهبي الذي ضمه إلى جانب شفارتسر وكيويل والهداف مارك فيدوكا. واقترب لاعب الوسط الهجومي الآيرلندي الجذور ولاعب منتخب ساموا تحت 20 سنة، من إسدال الستارة على مسيرة طويلة. وظهر كاهيل، المولود في سيدني لوالدة من ساموا، على الساحة مع ميلوول الإنجليزي المتواضع وشارك في قيادته إلى نهائي كأس إنجلترا 2004. ما سمح له بالانتقال إلى إيفرتون، حيث امتاز برأسيات قاتلة قضت مضاجع الكرة الإنجليزية رغم قامته العادية (78.‏1م). أصبح في 2006 أول أسترالي يسجل في كأس العالم وفي 2007 أول أسترالي يسجل في كأس آسيا، وفي مارس الماضي، أصبح أفضل مسجل في بلاده مع 31 هدفا بعدما هز شباك الإكوادور مرتين (4 - 3) في مباراة ودية. وعن هذا الإنجاز، علق: «هذا حلم يتحول إلى حقيقة. اللعب مع بلدك شيء وتحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف شيء آخر. كان فخرا حقيقيا لي». عندما كانت اليابان تتقدم أستراليا 1 - صفر في المباراة الأولى للطرفين في مونديال 2006. سجل كاهيل هدفين في الدقيقتين 84 و89 قبل الثالث من جون الويسي في الوقت الضائع، لتحقق أول فوز لها في تاريخ المونديال. وخاض كاهيل الصيف الماضي موندياله الثالث والأخير، سجل خلاله هدفين رفع من خلالهما رصيده إلى 5 أهداف في 9 مباريات وانضم بالتالي إلى قلة من اللاعبين سجلوا في 3 مونديالات على التوالي، علما بأنه يملك في رصيده هدفين في نهائيات كأس آسيا سجلهما في المباراة الأولى لبلاده في نسخة قطر 2011 ضد الهند (4 - صفر).

مشاركة :