موسكو تحمّل «استفزازات إسرائيل المعادية» مسؤولية إسقاط طائرتها في سوريا

  • 9/19/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت موسكو أمس الثلاثاء أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت طائرة لها في أثناء تحليقها ليلة الاثنين-الثلاثاء في غرب سوريا، محملة إسرائيل مسؤولية الحادث بسبب «استفزازاتها المعادية» وعدم إبلاغها الجانب الروسي مسبقا بعملية نفذتها في اللاذقية. ويأتي ذلك غداة الإعلان عن اتفاق روسي تركي حول محافظة إدلب في شمال غرب سوريا يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح تحت سيطرة قوات من البلدين، على الخط الفاصل بين قوات النظام والفصائل المعارضة في المنطقة. وليل الاثنين الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها فقدت الاتصال «بطاقم الطائرة (إيل-20) بينما كانت تحلّق فوق البحر الأبيض المتوسط على بعد 35 كلم من الساحل السوري، في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم الجوية»، القاعدة الجوية الرئيسة لموسكو في غرب سوريا. وتزامن اختفاء الطائرة، وفق قولها، مع إغارة أربع مقاتلات إسرائيلية من طراز إف-16 على بنى تحتية سورية في محافظة اللاذقية. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزارة الدفاع إن «الطيارين الإسرائيليين جعلوا من الطائرة الروسية غطاء لهم، ووضعوها بالتالي في مرمى نيران الدفاع الجوي السوري». وخلال اتصال هاتفي، حذر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من أن بلاده قد تبحث في تدابير ردا على سقوط طائرتها. ونقل بيان لوزارة الدفاع عن شويغو قوله: «المسؤولية الكاملة في إسقاط الطائرة الروسية وموت طاقمها تقع على الجانب الإسرائيلي». وأسفرت حادثة الطائرة عن مقتل «15 روسيا كانوا في الخدمة»، وفق الجيش الروسي. وبعد ساعات من التصريحات الروسية التي حملت إسرائيل مسؤولية الحادثة، ثم استدعاء وزارة الخارجية الروسية للسفير الإسرائيلي في موسكو، نفت إسرائيل استخدام الطائرة الروسية غطاء لقصفها في سوريا. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان «لم تكن الطائرة الروسية التي أصيبت في نطاق العملية»، مضيفا «عندما أطلق الجيش السوري الصواريخ التي أصابت الطائرة، كانت المقاتلات (الاسرائيلية) عادت الى المجال الجوي الاسرائيلي». وقال الجيش إن طائراته هاجمت منشأة لجيش الأسد بينما كان يتم منها تسليم أنظمة تدخل في صناعة أسلحة دقيقة الى حزب الله اللبناني. وأعرب الجيش الاسرائيلي عن «الحزن» لمقتل طاقم الطائرة العسكرية الروسية. وكان المتحدث العسكري الروسي إيغور كوناتشنكوف قال إن إسرائيل «لم تبلّغ» موسكو بالعملية في اللاذقية، بل فعلت ذلك قبل «أقل من دقيقة» من حصول الهجوم، «وبالتالي، لم يكن في الإمكان إعادة طائرة ايل-20 الى منطقة آمنة». واتهم طياريها بأنهم تعمدوا تعريض طائرة الاستطلاع للخطر، مشيرا إلى أن القصف حصل بالقرب من المكان الذي كانت فيه الفرقاطة الفرنسية «أوفيرن» و«على مقربة تماما» من الطائرة.مستودعات ذخيرة ولم تصدر دمشق أي تعليق حولها حتى الآن، وكان مصدر عسكري أعلن ليلا أن الدفاعات الجوية الروسية تصدت «لصواريخ معادية قادمة من عرض البحر باتجاه مدينة اللاذقية»، و«اعترض عددا منها قبل الوصول إلى أهدافها». ولم يوجه المصدر أصابع الاتهام إلى أي جهة. وعادة ما تتهم دمشق إسرائيل باستهداف مواقع عسكرية في سوريا. واستهدف القصف، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، «مستودعات ذخيرة موجودة داخل مؤسسة الصناعات التقنية» التابعة للسلطات السورية على الأطراف الشرقية لمدينة اللاذقية، من دون أن «يتضح ما إذا كانت المستودعات تابعة لقوات النظام أم للإيرانيين». وأسفر القصف عن مقتل شخصين، وفق المرصد الذي لم يتمكن من تحديد ما اذا كانا عسكريين سوريين أم مقاتلين في قوات موالية للنظام. وكانت وزارة الدفاع الروسية اتهمت في وقت سابق الفرقاطة «أوفيرن» بإطلاق صواريخ في اتجاه اللاذقية، لكن باريس سارعت إلى النفي. كما نفت واشنطن أي علاقة لها بالهجوم. ومنذ بداية النزاع في سوريا عام 2011، قصفت اسرائيل مرارا أهدافا عسكرية لجيش الأسد وأخرى لحزب الله اللبناني ومقاتلين إيرانيين في سوريا. وأقرّت إسرائيل الشهر الحالي بأنها شنّت مائتي غارة في سوريا في الأشهر الـ18 الأخيرة ضدّ أهداف غالبيتها إيرانية، في تأكيد نادر لعمليات عسكرية من هذا النوع.اتفاق إدلب وجاء هذا التصعيد بعد ساعات من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إثر قمة مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان بشأن ادلب عقدت في منتجع سوتشي في روسيا، اتفاقا على «إقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض يتراوح بين 15 و20 كيلومترا على طول خط التماس، بدءا من الخامس عشر من أكتوبر من هذا العام». وأكد الاتفاق ضرورة إخلاء هذه المنطقة من السلاح الثقيل التابع «لجميع فصائل المعارضة» بحلول العاشر من أكتوبر، على أن «تسيطر وحدات من الجيش التركي والشرطة العسكرية الروسية» عليها. وقال اردوغان من جهته إن الاتفاق يجنّب إدلب «حصول أزمة إنسانية كبيرة». ورحّبت دمشق أمس بالاتفاق. وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، إن دمشق «تؤكد أن هذا الاتفاق كان حصيلة مشاورات مكثفة بين الجمهورية العربية السورية والاتحاد الروسي، وبتنسيق كامل بين البلدين». وأشاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس بنتائج الاجتماع الروسي التركي في سوتشي، واصفا إياها بـ«الدبلوماسية المسؤولة». وأعرب الاتحاد الأوروبي عن أمله في أن يضمن الاتفاق «حماية الأرواح والبنى التحتية المدنية، ووصول المساعدات الإنسانية بشكل دائم ودون عوائق».

مشاركة :