ضاقت بها السبل واشتد الخناق لما مرت به من ظروف قاسية وصعبة. هي شابة بحرينية تبلغ من العمر ثلاثين عاماً مطلقة، ويتيمة، فقدت والديها في عمر مبكر، ولم تتمكن من إكمال دراستها الجامعية لظروف عائلية، حين تخلى عنها الجميع من الأهل والأقرباء في الوقت الذي كانت تحتاج فيه دعماً معنوياً ومادياً. تحدثت الشابة (م. م) بغصّة وألم لـ«الأيام»، وقالت: «غرقت في بحر الديون والالتزامات المالية التي تراكمت على ظهري، إذ أني ملزمة بقرض شهري، كنت قد استلفته بعد طلاقي يبلغ 18 ألف دينار، وبت غير قادرة على تغطية ديوني من خلال الإعانة الشهرية البسيطة التي أحصل عليها من الشؤون الاجتماعية للمطلقات وعلاوة الغلاء. قامت الشابة بإرسال السيرة الذاتية للكثير من الشركات، وتؤكد أنها أرسلت مئات الرسائل الإلكترونية، على أمل الحصول على وظيفة تناسبها، علاوة على انها تراجع باستمرار مركز التوظيف التابع لوزارة العمل، إلا أن ذلك من غير جدوى. تتمنى الشابة الالتحاق بالجامعة من جديد لتنهض بنفسها وتجد ذاتها التي فقدتها منذ سنوات، إلا أنها لا تملك المال الكافي لذلك. وأوضحت: «خاطبت وزارة العمل أكثر من مرة وكانت الإجوبة وعوداً وتقارير فقط وإلى يومها هذا، وهي عاطلة عن العمل وتفكر في كيفية الوقوف على قدمها مرة أخرى والخروج من هذه الدائرة المعتمة». وتابعت: «أعلم أن الكثير من الشباب عاطلون عن العمل ويريدون الدراسة ولكن الوضع الذي أعيشه يتطلب الاستثناء، قد أتعرض للمقاضاة في المحاكم بسبب الديون المتراكمة، وكل ما أتمناه الحصول على وظيفة، أنفق بها على نفسي، وتعينني على إكمال دراستي الجامعية مرة أخرى».