بغداد - (أ ف ب): حكمت محكمة عراقية أمس الأربعاء بالإعدام شنقا على أحد أبرز قيادات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مشيرة إليه في بيان الى أنه كان «نائب» أبي بكر البغدادي، زعيم التنظيم الذي دحر عمليا من البلاد في ديسمبر الماضي. وقال المتحدث باسم مجلس القضاء الأعلى عبدالستار بيرقدار في بيان إن «محكمة جنايات الكرخ أنهت النظر في قضايا المدان الإرهابي اسماعيل العيثاوي (...) وأصدرت حكمها بالإعدام شنقا بحق المدان». وأوضح البيان أن العيثاوي إضافة إلى كونه «نائب البغدادي شغل مناصب عديدة في تنظيم داعش الإرهابي منها مسؤول لجنة الإفتاء، وعضو في اللجنة المفوضة والمكلف بوضع مناهج دراسية للتنظيم». وتابع ان «المدان كان قد هرب إلى سوريا وعمل في العلاقات العشائرية، ومن ثم فر إلى تركيا بعدما تحررت أغلب المناطق وأخذ التنظيم الإرهابي بالانكسار، وبجهود استخبارية والتنسيق مع تركيا ألقي القبض على المدان».وكانت السلطات العراقية قد أعلنت في 15 فبراير أنها أعادت العيثاوي إلى العراق بعد اعتقاله في تركيا في عملية مشتركة بين الاستخبارات العراقية والتركية والأمريكية. وقال مسؤول رفيع في خلية الصقور الاستخباراتية العراقية لوكالة فرانس برس حينها إن «الخلية تمكنت من اختراق تنظيم داعش وتحديدا قيادات الصف الأول». وأضاف «تمكن أبطال الخلية من تحديد حركة الإرهابي اسماعيل علوان سلمان العيثاوي البالغ من العمر 55 عاما وأصله من الرمادي (غرب العراق)». وبعد خسارته خلال العامين الماضيين مناطق سيطرته المأهولة في العراق وسوريا والتي أعلن منها «الخلافة» في عام 2014 لم يعد تنظيم الدولة الإسلامية موجودا سوى في جيوب محدودة في مناطق صحراوية، أو ضمن خلايا نائمة تشن هجمات بين الحين والآخر.ومنذ ذلك الحين، بقي مصير أبو بكر البغدادي غامضا، بعدما سرت شائعات في مناسبات عدة حيال مقتله، لكن اسم البغدادي عاد إلى الواجهة مجددا، في تسجيل صوتي منسوب إليه تداولته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام في 23 أغسطس الماضي، ودعا فيه أنصاره إلى «عدم التخلي عن جهاد عدوهم». ورغم خسارات التنظيم المتتالية، قال البغدادي في تسجيله إن «دولة الخلافة باقية بإذن الله». ويعتقد مسؤولون عراقيون أن زعيم التنظيم المتطرف موجود في سوريا. ورصدت واشنطن مبلغ 25 مليون دولار لمن يحدد مكانه أو يقتله. وأعلنت الاستخبارات العراقية في مطلع يوليو أن ابن البغدادي حذيفة البدري قتل في سوريا بثلاثة صواريخ روسية موجهة أصابت المغارة التي كان بداخلها. وقد أكدت وكالة أعماق التابعة للتنظيم وقتها مقتل نجل البغدادي. وكان الظهور العلني الوحيد للبغدادي، المولود في العراق، في يوليو 2014 اثناء الصلاة في جامع النوري الكبير بغرب الموصل، وذلك بعد إعلان «الخلافة» وتقديمه كـ«أمير المؤمنين». ولذلك، كان لاستعادة مدينة الموصل في شمال العراق من سيطرة الجهاديين في يوليو 2017، رمزية كبيرة لدى العراقيين.
مشاركة :