حسين الفضلي | في أجواء روحانية سادها الحزن والبكاء والرجاء، تعالت صرخات التلبية صباح أمس في حسينيات البلاد انتصارا للإمام الحسين بن علي عليهما السلام، في ذكرى استشهاده يوم عاشوراء. وكانت الحسينيات قد أحيت الليلة قبل الماضية ليلة استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، التي تسمى «ليلة الوداع»، إذ أجمع خطباء المنبر الحسيني على أن الإمام عنوان العدالة الخالدة عندما ضحّى بكل ما يملكه لإعلاء كلمة الحق وتجديد القيم والمبادئ والدفاع عن الحرية لإصلاح الأمة، والحفاظ على رسالة خاتم الأنبياء جده سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الضياع والتحريف. وخصص الخطباء صباح يوم عاشوراء لقراءة قصة استشهاد الإمام الحسين وأنصاره وما قدمته ثورته، من قيم ومعاني ستظل محل استلهام للانسانية. وأكد خطباء المنبر الحسيني أن القضية الحسينية لا تقتصر على فئة معينة فقط، وإنما هي لكل إنسان على هذه الأرض، لأنها تتضمن أفضل الدروس والمعاني الخالدة والمتوارثة جيلا بعد جيل. قصة الاستشهاد وفي حسينية كريم أهل البيت بمنطقة النهضة، قرأ السيد عبدالوهاب الموسوي قصة استشهاد الإمام، وقال انه بعد مقتل كل أنصاره، ولم يتبق له لا ناصر ولا معين، ودّع النساء والأطفال في الخيمة وبرز للأعداء وأصبح يقاتل وهو يقول: “أنا الحسين بن علي آليت ألا أنثني أحمي عيالات أبي أمضي على دين النبي»، وقتل أعدادا كبيرة حتى انقسم مقاتلوه إلى أربعة فرق ليتمكنوا منه، فصاروا يرمونه بالحجارة والسهام والنبال ويهاجمونه بالسيوف، حتى أتاه حجر أصاب جبهته، فأخذ ثوبه ليمسح الدم عن وجهه فأتاه سهم مسموم له ثلاث شعب، فوقع السهم في صدره وانهالت عليه السهام، وضُرب بالسيف على رأسه الشريف وفاضت روحه الطاهرة. الطفل الرضيع وكانت الليلة العاشرة من ليالي محرم الحرام قد خصصتها الحسينيات لعبدالله الرضيع بن الحسين عليهما السلام، فقال السيد محمد شبر في حسينية أم البنين بمنطقة الصليبخات انه بعد عودة الإمام الحسين إلى الخيام محني الظهر نتيجة استشهاد كل أنصاره، استقبلته أخته السيدة زينب عليها السلام بطفله عبدالله الرضيع، وقالت: «أخي يا أبا عبدالله هذا الطفل قد جفَّ حليب أمه، فاذهب به إلى القوم لعلَّهم يسقونه قليلًا من الماء»، فخرج الإمام بطفله وهو يظلله من حرارة الشمس وقال للأعداء: «أيها الناس إن كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار؟» فاختلف القوم فيما بينهم لإعطائه الماء، حتى رماه أحد أعداء الله بسهم سكن رقبة الرضيع وقتله وهو في أحضان الإمام. إشادة بجهود رجال الأمن وجهت الحسينيات كلمة شكر الى رجال الداخلية على كل الجهود المبذولة في سبيل توفير الأمن والأمان للمشاركين في العزاء الحسيني. وقال مسؤول حسينية أبي ذر الغفاري حسين القطان ان رجال الأمن يقومون بمجهود كبير في الحفاظ على أجواء الأمن في محيط الحسينيات إلى جانب تنظيمهم للحركة المرورية. وأضاف القطان: حرصنا منذ بداية محرم وخلال المجالس الحسينية على اختيار المواضيع المهمة التي يطرحها الخطيب، وهي توحيد الصف والولاء للوطن وعدم خلق المشاكل وإثارة الفتن، وطرح القضايا التوعوية والتثقيفية ليستفيد منها المتلقي. أما العضو في إدارة الحسينية الهاشمية يعقوب الجدي فأعاد نجاح المجالس الحسينية هذا العام الى جهود رجال الأمن وتعاملهم الأخوي مع الناس بشكل تسوده المحبة والألفة، وبالتعاون مع الكوادر الشبابية التطوعية. مجالس مستمرة أنهت بعض الحسينيات مجالس العزاء في عاشوراء، في حين يستمر عدد كبير منها في إقامة مجالس العزاء حتى ذكرى يوم دفن الإمام الحسين عليه السلام التي توافق غدا السبت أو تستمر حتى يوم 20 من شهر صفر «أربعين الإمام». «الصحة» تنسق مع «الداخلية» أكد الوكيل المساعد لشؤون الخدمات الطبية المساندة في وزارة الصحة، د. فواز الرفاعي، ان الوزارة قامت بالتنسيق مع وزارة الداخلية لتغطية الحسينيات «طبياً» خلال شهر محرم. واضاف الرفاعي، في تصريح صحافي أمس، انه بعد حضور الاجتماعات مع وزارة الداخلية، تم التنسيق لتفعيل خطة الطوارئ، ووضع جميع الطواقم الفنية والطبية على الاستعداد. واوضح الرفاعي انه تم تجهيز غرفة الطوارئ المركزية، وغرفة العمليات في ادارة الطوارئ الطبية، واستعدادهم بشكل كامل، اضافة الى استعداد مراكز ونقاط الاسعاف المنتشره في الكويت خلال هذه الفترة، والى تجهيز واستعداد المستشفيات في حالة حصول اي طارئ. واشاد بجهود وزارة الداخلية ومنتسبيها، وجهود جميع فنيي الطوارئ الطبية والطواقم الطبية، معرباً عن شكره وتقديره للقيادات الأمنية والطبية على ما يبذلونه من جهود تصب في المصلحة العامة وتحفظ أمن وأمان الوطن.
مشاركة :