سالم عبدالغفور | سجّلت السيولة المتداولة في بورصة الكويت أمس أعلى مستوى لها منذ 9 مايو 2013، بقيمة بلغت 167.3 مليون دينار تعادل 553 مليون دولار، فيما سجلت كمية التداولات أعلى مستوياتها منذ 13 أبريل 2017. وذلك تأثراً بإعلان «فوتسي» قرارها بشأن المرحلة الأولى من إدراج بورصة الكويت كسوق ناشئة. وجاءت التدفقات النقدية على بورصة الكويت أمس قريبة من المستويات التي أشارت إليها شركات الأبحاث العالمية، والتي توقعت أن يصل وزن السوق الكويتية على مؤشر فوتسي 24 نقطة أساس خلال المرحلة الأولى في شهر سبتمبر، مما ستنجم عنه تدفقات بقيمة 535 مليار دولار. أما المرحلة الثانية في شهر ديسمبر، فسيتضاعف فيها وزن جميع الأسهم الكويتية إلى جانب تدفقات متناسبة. «الوطني» و«بيتك» على صعيد متصل، تصدر بنك الكويت الوطني قائمة الشركات الكويتية المدرجة على مؤشر «فوتسي» من حيث حجم التدفقات النقدية، بقيمة بلغت 53.6 مليون دينار، يليه «بيتك» بـ34.3 مليون دينار، ثم «زين» بـ22.6 مليوناً. وعلى الرغم من مستويات السيولة القياسية التي شهدتها السوق أمس، فلم تصعد مؤشرات البورصة بمستويات كبيرة، إذ ارتفع مؤشر السوق الأولى بنسبة %0.8 و«الرئيسية» بــ%0.2 و«العامة» بــ%0.6، وارتفعت القيمة السوقية للبورصة بقيمة 172.2 مليون دينار. وفي الوقت الذي بقيت الكثير من الأسهم الــ12 المدرجة على مؤشر فوتسي تدور حول مستوياتها السعرية أو حققت نمواً طفيفاً، وتصدر «بوبيان» و«بيتك» و«أجيلتي» قائمة الشركات الأكثر ارتفاعاً بمكاسب 16،14،15 فلساً لكل منها على التوالي، فقد سجلت أسهم أخرى تراجعات. الصناديق الأجنبية ووفقاً لآراء عدد من مسؤولي شركات الاستثمار والوساطة ومديري الصناديق، فقد استنفدت الصناديق الأجنبية الجزء الأكبر من السيولة المرصودة للسوق الكويتي في المرحلة الأولى ولحق بهم مستثمرون محليون، سواء من الصناديق والمحافظ والصناديق المحلية. ولفتوا الى أن غالبية سيولة الصناديق الأجنبية دخلت في فترة مزاد إغلاق السوق في جلسة الأمس، التي بلغت قيمة التداولات خلالها نحو 100 مليون دينار، في حين توزعت السيولة المتبقية خلال الجلسة. وقالوا إن مديري الصناديق الأجنبية فضلوا الشراء على سعر الإغلاق بنهاية الجلسة واستنفاد السيولة المرصودة في جلسة واحدة لسببين: أولهما أن اسعار الأسهم مغرية، وثانيها ان الشراء بنفس الجلسة يضمن لهم عدم تصعيد السهم خلال الجلسات المقبلة، وزيادة تكلفة الشراء عليهم، في حال قرروا الشراء على عدة جلسات. وتوقع المراقبون أن تعود وتيرة التداولات في السوق قريبة من مستوياتها الطبيعية وان ارتفعت بشكل طفيف لاستيعاب السيولة المتبقية لدى الصناديق التي لم تدخل السوق أمس. إذ إن السيولة التي دخلت بالأمس ليست كلها للصناديق الأجنبية. وذكرت المصادر أن حجم السيولة التي استقطبتها الأسهم الكويتية على مؤشر «فوتسي» تعكس بشكل واضح وزن تلك السهم على المؤشر، ما يؤكد ان القيادة كانت للصناديق الأجنبية. من يبيع؟ هذا عن المشترين، أما عن البائعين، فقالت المصادر أنهم عدة فئات منهم صناديق ومحافظ محلية قررت تسجيل إغلاقات مبكرة، خصوصاً أن الربع الثالث في نهايته تقريباً، وبالتالي قررت التخارج الجزئي من بعض الأسهم، وفي المقابل هناك صناديق لديها مستويات مريحة من «الكاش» وقررت التريث والاحتفاظ بالأسهم متوقعة موجات صعود جديدة. وذكروا أن السوق في جلسة الأمس كان فرصة ذهبية للراغبين في التسييل مع دخول أموال معتبرة للسوق، وذلك رغبة في تغيير مراكز او بناء مراكز جديدة على نفس الأسهم خلال الفترة المقبلة. وأضافت المصادر أن جلسة تداول الأمس كانت لتصريف العاجل من الأمور، فكل من كان محبوساً في سهم ما ويترقب التخارج باع، ومن حلت عليه رهونات قام بالتسييل، وبالتالي الجميع حقق أهدافه. أما الفئة الثالثة، فهي الصناديق الأجنبية نفسها، التي قام بعضها، خصوصاً تلك التي دخلت السوق الكويتي مبكراً من خلال صفقات خاصة او بالشراء من السوق، باعت هي الأخرى على الصناديق الجديدة التي دخلت لأول مرة. وقالت المصادر إن ميزة الأموال التي دخلت السوق أمس، أنها استثمارات مؤسسية جاءت لتبقى في بورصة الكويت، وإن شهدت تحركات من سهم لآخر وفقاً لظروف السوق ولمقتضيات استثمارية بحته، كما أن الصناديق المحلية التي باعت أمس ستعود لتدوير السيولة مرة أخرى، الأمر الذي ينعكس ايجاباً على السوق، إلا اذا تعرض السوق لأحداث استثنائية. إشادات بجهود هيئة الأسواق وشركة البورصة توقع اقتصاديون كويتيون ارتفاع احجام السيولة المتداولة الناجمة عن تعاملات مستثمرين محليين وأجانب في بورصة الكويت بعد اكتمال المرحلة الأولى من إدراجها ضمن مؤشر «فوتسي راسل» للأسواق الناشئة، ما يعزز مكانة البلاد اقتصاديا. وقال الاقتصاديون في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن بورصة الكويت ستحقق قفزات قياسية على مستوى المؤشرات الرئيسية، لا سيما المتعلقة بالقيمة النقدية وكميات الأسهم، وكذلك أعداد الصفقات المبرمة بعدما شهدت جلسة تاريخية امس. وأوضح مستشار مجلس الإدارة في شركة أرزاق كابيتال، صلاح السلطان، أن وتيرة أداء السوق كان لها طابع خاص أظهرته أوامر الشراء على عدد من الأسهم المنتقاة، اذ بلغت قيمة السيولة المتداولة 167.2 مليون دينار كويتي (نحو 581.46 مليون دولار أميركي). وبين السلطان أن هذه المنهجية الإيجابية التي شهدتها حركة التعاملات تعود إلى الجهود التي تبذلها إدارة البورصة وهيئة أسواق المال لبلوغ السوق مصاف الأسواق الإقليمية ومن ثم نظيرتها العالمية. وذكر أن أرقام المؤشرات خاصة في السوق الأول تدل على الثقة الواضحة للشركات المرشحة لدخول مؤشر «فوتسي راسل»، لا سيما «أننا ننتظر دخول المستثمرين الأجانب والصناديق الكبرى لتستثمر في البورصة الكويتية». من جهته، قال رئيس مجلس إدارة شركة (الموازي) للاستشارات الاقتصادية والإدارية مهند الصانع، إن اكتمال المرحلة الأولى من إدراج البورصة ضمن مؤشر «فوتسي راسل» للأسواق الناشئة استحقاق لجهود بذلت وجاء ضمن مؤشرات إيجابية حققتها إدارة البورصة وهيئة أسواق المال وتجني ثمارها الآن. وأضاف الصانع أن هذه الخطوة من شأنها جذب سيولة جديدة «والمستثمرون سينظرون إلى السوق كبداية إيجابية ومكان للفرص أصبح الدخول فيه واقعا» لافتا إلى أن السوق بدأ يتلمس هذه الجهود والإنجازات، ما ينعكس إيجابا على المؤشرات، لا سيما من ناحية القيمة. من ناحيته قال رئيس مجلس إدارة شركة الصناعات الكويتية محمد النقي إن مجريات الحركة في السوق تؤكد «عافيته» الناتجة عن الجهود التي تبذلها إدارة شركة بورصة الكويت وهيئة أسواق المال لتهيئة البيئة المناسبة والمواتية له. وأفاد النقي بأن نشاط الشراء في السوق اليوم كان انتقائيا على شريحة من الأسهم المرشحة لدخول المؤشر. بدوره، قال عضو مجلس الإدارة في شركة صروح الاستثمارية، سليمان الوقيان، إن السوق حقق اليوم سيولة تاريخية بعد قرار اكتمال المرحلة الأولى من إدراج البورصة بـ«فوتسي راسل»، مشيرا إلى أن عمليات الشراء التي تمت اليوم كانت من «المحافظ والصناديق». وأوضح الوقيان أن هناك عوامل إيجابية أخرى ساهمت في موجة التفاؤل التي سادت حركة البورصة، منها ارتفاع اسعار النفط وتحويل المستثمرين المحليين دفة استثماراتهم من السوق العقاري الى أسواق الأسهم. وكانت «فوتسي راسل العالمية» أعلنت في مارس الماضي أن بورصة الكويت ستنضم إلى مؤشرها للأسواق الناشئة على مرحلتين في سبتمبر وديسمبر من العام الحالي. (كونا)
مشاركة :