«السوشيال ميديا».. وما شذّ وطاب

  • 9/20/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

السوشيال ميديا وما أدراك ما السوشيال ميديا.. في فترة الاستراحة بين المحاضرات.. جلست أتصفح في جوالي ومع فنجان قهوتي بعض المواقع ومنها اليوتيوب.. وكما العادة في الفترة الأخيرة أتصفحه باستياء شديد، حيث تعج فيديوهات للشواذ والمتحولين وقد أخذوا اليوتيوب وغيره من مواقع السوشيال ميديا مرتعاً للتعريف عن أنفسهم، وكسب تعاطف الآخرين، وترويجاً لعمليات التحول والتجميل لهؤلاء، بالإضافة إلى المعارك بين المتحولين.. فضلاً عن قنوات الطعام، واستعراض المهارات المطبخية بأشكالها رغم ذلك فهو أمر حسن.. على كثرة قنوات الاستعراض لربة البيت وأصحاب المطاعم وغيرهم.. ولكن مستغرباً هل اليوتيوب تحول إلى قصص المتحولين الشواذ؟ أشعر بالاشمئزاز خاصة من هؤلاء الشواذ الذين فاح صيتهم.. وكثر متابعوهم.. هل هذا معقول؟.. فهذه الفيديوهات لا تهمني.. حتى الطعام وغيرها، وقد تعبت من كثرة الإبلاغات والضغط على لا يهمني.. من دون جدوى. وليس الأمر يقف على اليوتيوب فقط، بل على كل مواقع السوشيال ميديا.. فلا يخلو التصفح من هذه الفيديوهات.. وأصبح السوشيال ميديا ما شذ وطاب.. على الأقل ما طاب نجد المتعة فيها عندما نكون في حالة جوع.. أما الذي يوجع القلوب، فهو ما شذ وصراعات المتحولين.. نكاد نجزم أن كل بيت أصبح يخاف على أبنائه من تلك الفيديوهات والقنوات والمواقع التي كثرت وفاحت في مواقع السوشيال ميديا.. ما الهدف من زخم تنزيل هذه الفيديوهات على اليوتيوب وغيره؟.. وقد تعبنا من كثرة اثبات أهمية وفاعلية المواقع الإلكترونية المختلفة.. وإيجابياتها.. ولكن هيهات من عجب ما نرى سلبيات.. إن نسبة كبيرة من متصفحي السوشيال ميديا من الأطفال والمراهقين.. والمصيبة الكبرى أن هؤلاء المتحولين منهم من هم قُصّر ومراهقون.. وهذا الأمر مخيف.. لأنه متفش للأسف.. كيف يمكن أن نمنع أبناءنا وإخوتنا وأخواتنا من مشاهدة هؤلاء ومتابعتهم؟.. وكيف نوجههم بحيث يدركون أن هؤلاء آفة اجتماعية وخطيرة على المجتمع؟ قد يكون الحل بتسليط الإعلام المرئي والورقي وغيره على هذه الظواهر التي تفشت في السوشيال ميديا.. ومتداولة للأسف ولها متابعوها.. لذلك يبدأ الحل من الإعلام والعمل التوعوي لأطفالنا وشبابنا بمختلف الأشكال الإعلامية.. ولا يقتصر الأمر على الإعلام إنما البداية لهم.. والبيت يجب أن يكون على بينة بما يتصفحه أبناؤهم واهتماماتهم.. ومراقبتهم عن كثب.. ونحن – التربويين – علينا ثقل العمل على توعية طلابنا وكل من حولنا كبيراً أم صغيراً من أجل النجاة بهم.. وعدم السقوط في هاوية هؤلاء.. ففساد السوشيال ميديا لا يمكن أن نتجاهله، ولا ننكر أننا نستفيد كثيراً من معرفة ومعلومات وأخبار العالم وغيرها من الحقائق، ولكن الحال من المحال، وقد تفشى الأمر حتى أصبحت مكافحته من المآل.. وأترك لكم مناقشة الحلول ورؤيتكم الثاقبة لهكذا موضوع مهم وخطير. د. أحمد حسين الفيلكاوي @Drahmadkw

مشاركة :