السوشيال ميديا... ما له وما عليه!

  • 2/6/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا شك أن التطور التكنولوجي المتسارع والمذهل قدم خدمة كبيرة في تسهيل وتيسير أمور الحياة. فقد أصبحت الحياة أسهل والخدمات أيسر سواء الخدمات والمعاملات الحكومية أو الخدمات الخاصة المالية والتجارية والسياحية. ومن ضمن هذا التطور ظهور منصات التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها، هذه المنصات سهلت التواصل وتناقل الأخبار، كذلك أصبحت جزءاً مهماً في التجارة من خلال الإعلانات التجارية. هذه المنصات والإعلانات أدت إلى خلق مشاهير من خلال تواجدهم المكثف في بدايات ظهور هذه المنصات، أصبحوا معروفين لدى الجميع من خلال ظهورهم المستمر في هذه المنصات سواء كإعلانات تجارية أو ممارسة حياتهم اليومية... الخطر يكمن في أمور عدة من خلال متابعة حياة المشاهير أوجز بعضاً منها: الثراء الذي يراه المتابعون - وبالذات المراهقون - على المشاهير يخلق لديهم حالة من الإحباط وعدم القناعة في ما لديهم من نعم وخير، فتجده لا يقتنع بسيارته ولا بمنزل عائلته ولا بسفرة عائلته لأنه يريد أن يعيش مثل هذا المشهور أو هذه المشهورة. تعزيز الإحباط في النفس وعدم الرضا بما تملك له تداعيات سلبية دينية واجتماعية ونفسية. لذا أقول: كل من يملك المال والثراء الله يرزقه ويبارك له فيه، هذه أرزاق الله يقسمها لحكمة لديه سبحانه والرزق، وهي ليست فقط محصورة في المال، فهناك الدين والصحة والأمان والوالدان والزوجة والأولاد والمنزل والوظيفة والسيارة، كل هذه أرزاق يجب أن نحمد الله سبحانه وتعالى عليها. «القناعة كنز لا يفنى» الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف: (من أصبح منكم آمناً في سربه معافىً في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا). الخطورة الأخرى في موضوع التقليد الأعمى، أصبح المراهقون يلبسون مثلهم ويأكلون مثلهم ويتحدثون مثلهم، لا شك أن المشاهير بشر في النهاية فيهم الصالح وفيهم الطالح فيهم الجيد وفيهم السيئ، هناك مشاهير يشار إليهم بالبنان في فعل الخير وفي دعم أخلاقيات المجتمع وترسيخ مبادئه والقيم الجميلة فيه، كما توجد أيضاً نوعيات - للأسف - تنشر الأخلاقيات السيئة والمظاهر السلبية، التي لم نتعود عليها في مجتمعنا المحافظ. يجب على الجميع ـ وبالذات المراهقون ـ أن يحمدوا الله سبحانه على ما لديهم من نعم وأن يميزوا الطيب من الخبيث، في ما يتلقونه في أجهزتهم وفي منصات التواصل. تبقى لدينا قيم إسلامية وأخلاق وقيم مجتمعية لا يمكن التنازل عنها أو التهاون فيها.

مشاركة :