سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن حزب البديل من أجل ألمانيا، مناهض للإسلام وتبنى الحزب في برنامجه سياسة تصادمية مع الإسلام، فزعم أن الإسلام ليس جزءًا من ألمانيا، وأنَّ الأذان والمآذن تعتبر رموزًا للهيمنة الإسلامية على التراب الألماني، وأن الحجاب يُعد علامة سياسيّة دينيّة تدلُّ على خضوع المرأة المسلمة للرجل.كما اعتبر الحزب أن الإسلام إيديولوجيّة سياسية، وغير متوافق مع الدستور، وهو أكبر خطر على الديمقراطيّة والحريّة في ألمانيا. وقال المرصد، إن الحزب الذي يعتمد في سياسته على الهجوم على دين معين من أجل كسب المزيد من الأصوات أو المؤيدين هو حزب محكوم عليه بالفشل؛ فسياسة التمييز على أساس الدين أو العرق سياسة ولَّت إلى غير رجعة، وكأنهم لم يتعلموا من دروس الماضي وعبر التاريخ. وعلى الرغم من زيادة مؤيدي هذا الحزب منذ بداية تأسيسه عام 2013م في شرق ألمانيا، التي هي معقل هذا الحزب اليمني المتطرف، لدرجة أنه صار أكبر أحزاب المعارضة الألمانية في الوقت الحالي، إلا أن هذه السياسة باتت خطرًا على ألمانيا قبل أن تُمثل خطرًا على المسلمين هناك، فعلاوة على أن هذه السياسة تشكل تهديدًا للسلم الاجتماعي، فإنها من جانب أخر تؤثر على الجانب الاقتصادي، فكيف يُقبل المستثمرون على ألمانيا ومجتمعها يُعاني من مرض العنصرية الخبيث؛ وهي بلد تنضب فيها الأيدي العاملة، وتتعطش إلى الوافدين من أجل إنعاش اقتصادها الذي يتأثر بهذه الظاهرة، وبالتالي إذا لم تكافح ألمانيا توجهات هذا الحزب وتعمل على كبح جماحه فستكون عواقب سياسة هذا الحزب وخيمة على ألمانيا من كل الجوانب.وأعربت الحكومة الألمانية مرارًا وتكرارًا عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني، وخصوصًا في شرق ألمانيا، حيث تؤكد بعض الإحصائيات هذه المخاوف؛ ففي عام 2014م فقط تمَّ تسجيل ما يزيد عن 47 حالة من حالات الاعتداء ذات الدافع العنصري في هذه المنطقة فقط، على الرغم من أن عدد السكان فيها لا يُشكل سوى 17% من إجمالي سكان البلاد. وأكدَّت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكثر من مرة على أنّ مسألة إنتماء الإسلام إلى ألمانيا هو أمرٌ محسوم، كما صرَّح المتحدث باسم الحكومة الألمانية بأن الدستور الألماني يكفل حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية دون أية عوائق، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن غالبية الشعب الألماني ترفض سياسة الحزب العنصرية تجاه الإسلام والمسلمين رفضا قاطعا؛ ففي استطلاع للرأي أجرته قناة "زد دي إف" الألمانيّة أكدَّ ما نسبتهم 63% من الشعب الألماني عن رفضهم سياسة حزب البديل، والتي تتعلق بالإسلام والمسلمين. هذا وتأتي هذه الحملة الدعائية السلبية لهذا الحزب نتيجة لظاهرة الإسلموفوبيا، والتي تؤثر بالسلب على حياة المسلمين في الغرب.وأكد مرصد الأزهر ضرورة تجَّنب مثل هذه السياسات وهذه الملصقات التي تساهم في زيادة تلك الظاهرة، وتحمِّل المسلمين المسالمين هناك أوزارًا لم يرتكبوها ومتاعبًا تملأ قلوبهم غضبًا وغصة، فكيف يدعو مثل هذا الحزب المسلمين إلى الاندماج والانصهار والتعايش، وهو ذاته من يقف حائلًا بسياسته العنصرية البغيضة أمام تحقيق هذه الغاية؟!.
مشاركة :