من مساوئ «السوشيال ميديا»، التي يذكرها الناس أنها صنعت من النكرات غير المعروفة شخصيات مشهورة، ولها متابعون وجماهير بالملايين، وأصبحت هذه النكرات أمراً واقعا في حياتنا، ولا تعني بالضرورة أنها شخصيات محترمة بل ربما تكون شهرتها لمشاهد انتشرت لها خادشة للحياء، أو مقاطع مخالفة للذوق العام فتحولت هذه الأسماء إلى مشاهير وهي في حقيقتها مشاهير هزلية مثيرة للاشمئزاز.لا تتوقف مساوئ «السوشيال ميديا» بصنع نكرات لا قيمة لها أخلاقيا وثقافيا، بل هي من صنعت أيضا على الجانب الآخر مشاهير في الفتاوى الشرعية والوعظ والتحريم والتحليل ما كنا نسمع بها قبل ثورة الميديا، فأصبحوا يترصدون لكل ثقافات وأدبيات جديدة وطارئة فيقدموا لها الرأي الشرعي والديني بالتحليل والتحريم، وتنتشر بعدها مقاطع مشاهير التحليل والتحريم ويزداد اللغط والسجال حول كثير من المسائل ما بين مؤيد ورافض. وبالتأكيد ينتقل بعدها النقد والتجريح إلى أمور لا نرجو لها أن تكون في هذا الموقف، وذلك حينما يكون هناك في نظر البعض تحجيرا وتضييقا للناس في ممارسة حياتهم بكل حرية.مشاهير المشيخة الدينية والشرعية لا يتوقفون عن الإفتاء ليل نهار في كل المسائل، التي لا تحتاج حتى لسؤال شرعي لشيخ الدين أو واعظ أو فقيه حتى في البدهيات، ومنصات الإفتاء في مواقع التواصل «على أفا من يشيل» ما بين محلل ومحرم وما عليك سوى الاختيار.مشاهير التحريم والتحليل وفتاوى تطبيقات «السوشيال ميديا» أدخلوا الناس في متاهات التمييز بين الحلال والحرام والتحزب، بين مؤيد لهذا الشيخ ولهذا الشيخ أو «تبديع» لهذا وذاك، حتى فقد العلم الشرعي قيمته ومكانته التي يليق بها بعد أن أصبح حالهم حال شهرة «الفاشينستات» وعالمهم الأكثر جدلا.free_kwti@hotmail.com
مشاركة :