جيفرسون ليرما: أتطلع للسير على نهج كانتي ومثلي الأعلى ماكيليلي

  • 9/21/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

هذا الصيف، أتى كأس العالم إلى «إل سيريتو»، البلدية الكولومبية التي يعني اسمها «التل الصغير»، في وقت شرع أصدقاء وأقارب جيفرسون ليرما في طلاء المدينة بالأصفر. ونظم سكان المدينة حفلات في الشوارع وحرصوا على مشاهدة لاعب خط الوسط وهو يساعد بلاده على الوصول لدور الـ16. حيث سقطت أمام إنجلترا بركلات الترجيح. وبذلك، خرجت كولومبيا من بطولة كأس العالم، لكن ليرما شارك في جميع المباريات الأربع التي خاضتها بلاده في البطولة التي استضافتها روسيا وعاد إلى الوطن بطلاً مظفراً. وقد احتشدت حوله الجماهير طلباً للحصول على توقيع تذكاري منه، ورحبت به بلدته بلافتة ضخمة مكتوب عليها «أورغيو ديل سيرو» وتعني «فخر التل». وفي تلك الليلة، حظي ليرما بأفضل حفل تكريم طوال مسيرته، ذلك أن سكان البلدة اصطفوا على الجانبين لتحيته عبر طرقات المدينة، في الوقت الذي كانت تمر بالمنتصف سيارة إطفاء كبرى انطلق صوت السارينة الخاصة بها من وقت لآخر ومرت بجوارها دراجات بخارية محملة بأعلام كولومبيا. بعد شهر، وقع ليرما - الذي قوبل بالرفض عندما كان صبياً من جانب كل من «ديبورتيفو باستو» و«أونس كالداس» و«بوغوتا إف سي»، وهو ناد يوجد في العاصمة الواقعة على بعد 150 ميلاً - عقد الانضمام إلى «بورنموث» لمدة خمس سنوات مقابل مبلغ قياسي بلغ 25 مليون جنيه إسترليني جرى الاتفاق بخصوصه مع نادي «ليفانتي الإسباني». إلى جوار هذا المبلغ الضخم، تتضاءل الـ600.000 يورو التي دفعها «ليفانتي» سابقاً لأول ناد انضم إليه ليرما «أتليتكو هويلا» الكولومبي، الذي قدم في صفوفه ليرما أول مباراة له وكان في الـ18، بعد فترة إعارة ناجحة في إسبانيا. وقبل توجهه إلى إنجلترا، حرص على استشارة زميليه في المنتخب دافينسون سانشيز وجوزيه إزكييردو، اللذين شجعاه على الانضمام إلى الدوري الإنجليزي الممتاز الذي انضما إليه العام الماضي. وفي اليوم الأخير من موسم الانتقالات في أغسطس (آب)، انضم ياري مينا وكارلوس سانشيز إلى «إيفرتون» و«وستهام يونايتد» على الترتيب، لتكتمل بذلك فرقة العناصر الكولومبية المشاركة في الدوري الإنجليزي الممتاز. وعن ذلك، قال ليرما، الذي جاءت أول مشاركة له في صفوف المنتخب الكولومبي عام 2017: «من الرائع أن يحظى المرء برفقة بعض من أبناء وطنه في بطولة الدوري هنا. لقد كانت بطولة كأس العالم حدثاً مميزاً للغاية، وكانت بمثابة المكافأة التي نلتها بعد المجهود الدءوب الذي بذلته على امتداد فترة طويلة. وعليه، حرصت على الاستمتاع بكل لحظة حملتها هذه الفرصة. وقد بذلنا قصارى جهدنا. إلا أنه للأسف انتهت مشاركتنا في كأس العالم في وقت مبكر عما كنا نأمل، لأننا كنا نتمنى الاستمرار في المشاركة في مزيد من الأدوار من البطولة. في النهاية، هذا ما وصلنا إليه، وأنا أشكر الله على ذلك». بالنسبة للاعب تلقى 19 بطاقة صفراء خلال 29 مباراة الموسم الماضي، يبدو ليرما شخصا هادئ الطباع، وهناك أمل في أن يتمكن من إضفاء بصمة قوية على خط وسط «بورنموث». بعدما شارك مع ليفانتي أمام «ريال مدريد» الموسم الماضي في الدوري الإسباني، اندفع ليرما نحو رئيس النادي الملكي، فلورنتينو بيريز، الذي هنأه على أدائه، وقال: «شكرته وأجبته: ضمني إلى ريال مدريد، ورد علي طلبي بقوله: استمر في هذا المستوى وستأتي إلينا. وحينها نظرت إليه طويلاً وابتسمت وقلت: حسناً». من جانبه، تعامل المدير الفني لبورنموث إيدي هوي مع ليرما باعتباره هدف الانتقال الأساسي له هذا الصيف. والواضح أن مدرب «بورنموث» يشعر بإعجاب بالغ تجاه قدرة ليرما على الاضطلاع بأدوار متنوعة - باستطاعة ليرما اللعب في مركز الظهير الأيمن، أيضاً - ويصفه بأنه رياضي القوام ولاعب خط وسط قادر على الاضطلاع بأدوار دفاعية وهجومية - وعلى ما يبدو، يعي اللاعب نفسه أنه بحاجة إلى كبح جماح نزعاته العدوانية. وعن هذا، قال: «سأحاول الحصول على عدد أقل من البطاقات. أرى أن الدوري الإسباني جيد، لكن الدوري الإنجليزي أكثر تنافسية. وأعتقد أن أسلوبي في اللعب سيتواءم مع الدوري الإنجليزي على نحو أفضل عنه مع الدوري الإسباني. في الواقع، إنه بطولة الدوري الأفضل على مستوى العالم، ولذلك رغبت في المشاركة والمنافسة به. سأحاول العمل باجتهاد مباراة بعد أخرى، وسأسعى لإبهار من حولي، وأنا على ثقة من أن أدائي سوف يتحسن تدريجياً. إنني متحمس للغاية بخصوص القدوم إلى هنا». من ناحية أخرى، سعى ليرما لتعزيز لياقته البدنية وتعزيز سرعته بعد صيف مفعم بالأحداث، ولم يشارك اللاعب في استعدادات حقيقية للموسم الجديد. وكانت أولى مشاركاته مع «بورنموث» في صفوف فريق أقل عن 21 عاماً أمام «برنتفورد بي» على أرض ملعب «غريفين بارك». كما شارك 90 دقيقة أخرى أمام «إم كيه دونز» في إطار بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، والتي انتهت بفوز فريقه. وبعد اندماجه في الفريق الأول، فمن المؤكد أنه سيبدأ مشاركته بشكل تدريجي كلاعب أساسي مع بورنموث، الذي لم يتعرض إلا لهزيمة واحدة هذا الموسم ويحتل حاليا المركز الخامس في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. وإذا نجح ليرما في ترك تأثير يكافئ تطلعاته، فإنه بالتأكيد سيترك بصمة ستبقى لأمد طويل. وكانت أول مشاركة لليرما في الدوري الإنجليزي أمام تشيلسي في الجولة الرابعة من المسابقة والتي انتهت بفوز «البلوز» بهدفين دون مقابل. وقال هاو في وقت سابق إن ليرما أغلى لاعب في تاريخ النادي لا يزال يستجمع لياقته ولن يشارك أساسيا في الوقت الحالي. وشارك لاعب الوسط البالغ من العمر 23 عاما في جميع مباريات كولومبيا في كأس العالم في روسيا واستأنف المران فقط عقب انتقاله إلى بورنموث قبل الجولة الأولى من الدوري الإنجليزي. وأبلغ هاو مؤتمرا صحافيا «جيفرسون ليس في الحسابات في هذه المرحلة. تدرب مرات قليلة معنا... لذا نحن بحاجة إلى بناء لياقته مرة أخرى مع تأقلمه مع بقية التشكيلة». وأضاف: «هناك فترة لن تراه فيها الجماهير لكنه من اللاعبين الذين نتطلع لوجودهم معنا... ونحتاج إلى التأكد من استعداده التام للمنافسة على أعلى مستوى عندما ينزل الملعب». من جهته، قال اللاعب: «إنني أتطلع نحو نيغولو كانتي. في اعتقادي أنه واحد من أفضل اللاعبين في استخلاص الكرة وهو يلعب بجدية فائقة وأرغب أن أكون مثله وأشعر أن طريقة لعبي تشبه طريقتي إلى حد ما. كما أتطلع بأنظاري نحو لاعبين مثل المدافع الفرنسي الشهير كلود ماكيليلي ولاعب خط الوسط الإسباني المعتزل تشابي ألونسو. أما بالنسبة لي، فأرى أنني لاعب قوي وقادر على تمرير الكرة بصورة جيدة واستعادة السيطرة عليها». أثناء التدريبات، يعتمد ليرما على مترجم فوري، لكنه يتعلم الإنجليزية وتراجع حاجز اللغة بعض الشيء بقدوم الوجه الجديد، دييغو ريكو، الظهير الأيسر الإسباني الذي انضم إلى «بورنموث»، قادماً من «ليغانيس» الإسباني الذي لعب في مواجهته ليرما في الدوري الإسباني. وعن هذا، قال ليرما: «من المفيد كثيراً أننا معاً لأن هذا ييسر الأمر على كل منا بالنسبة لتعلم الإنجليزية في أسرع وقت ممكن. إلا أنه في النهاية لا تحتاج كرة القدم إلى لغة، إضافة إلى أن أقراني في الفريق يمدون إلي يد العون، أيضاً».

مشاركة :